ما تزال تفاصيل غرق سفينة اللاجئين أمام اليونان تتكشف يوماً بعد مرور أيام على الفاجعة المأساوية لـ 750 شخصاً كانوا على متنها، لم ينجُ منهم سوى نحو مئة شخص.
وفي حديث لقناة "WDRforyou"الألمانية روى أحد الناجين كيف ساهمت السلطات اليونانية بإغراق السفينة عبر جرّها بقوة في محاولة لإعادتها إلى عرض البحر وإخراجها من المياه الإقليمية اليونانية.
وقال الناجي السوري الذي أخفى وجهه خوفاً من أي عواقب من السلطات اليونانية " بعد أن ألقى خفر السواحل اليوناني إلينا الحبل وربط بسفينتنا سحبونا بطريقة غير صحيحة، ثم بدأنا بالصراخ بعد أن مالت سفينتنا إلى الجانب الآخر وبدأت تدريجياً بالغرق"
وأضاف" بعد غرق السفينة حاولنا التسلق إلى الأعلى لننجوا، فقام خفر السواحل اليوناني بفك الحبل على الفور، ناديناهم بصوت عالٍ ولكنهم ابتعدوا بقاربهم فتشكلت موجة كبيرة جاءت نحونا"
وتابع الناجي " غرقت سفينتنا وانزلق الركاب الذين كانوا على الجانب إلى تحت السفينة، كنا نسمع الناس تدق على الحديد من تحتنا".
حالته أشبه بالسجين
وفي مقابلة خاصة لأورينت وصف أحد الناجين السوريين ما يحدث في مخيم الاحتجاز اليوناني، حيث تقوم اليونان باحتجاز الناجين من السفينة الغارقة داخل مخيم "مالاكاسا" وتمنعهم من مقابلة وسائل الإعلام.
وأشار الناجي الذي كان يتحدث لأورينت من خلف سياج المخيم إلى أنه يرغب بمغادرة المخيم نحو ألمانيا حيث تقيم معظم عائلته هناك، موكداً عم توفر كافة المستلزمات والخدمات داخل المخيم ومنعهم من مغادرته أبداً لمدة قد تصل إلى 25 يوماً حسب ما أخبروه.
وأكد وجود ما يقارب 30- 40 سورياً بين الناجين من عدة محافظات معظمهم من درعا، إضافة إلى وجود ناجين من دمشق وحلب وحمص والسويداء.
أكثر من 141 سورياً كانوا على متن السفينة
وبحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن أقارب ضحايا وناشطين سوريين فإن 141 سورياً على الأقل كانوا على متن المركب الغارق قبالة سواحل اليونان، حسبما نقلت.
المعارضة اليونانية تتهم الحكومة بالتسبب بإغراق السفينة و الحكومة تنفي
اتهم عضو البرلمان الأوروبي اليوناني "كريتون أرسينيس" خفر السواحل اليوناني بالضلوع بالمأساة بعد زيارته لناجين من حادثة الغرق حيث أخبروه أن القارب انقلب أثناء قيام خفر السواحل اليوناني بجرّه، واصفاً ما حدث بأنه "جريمة واضحة.
وما تزال الحكومة اليونانية ترفض الاتهامات الموجهة ضدها، حيث أمرت المحكمة العليا اليونانية بإجراء تحقيق لتحديد أسباب المأساة أمام سواحل اليونان، التي تتهمها المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الدولية منذ سنوات بإبعاد المهاجرين الذين يطلبون اللجوء في الاتحاد الأوروبي.
ولا يزال نحو 500 شخص في عداد المفقودين بعد غرق قارب لمهاجرين غير شرعيين قرابة السواحل اليونانية فجر الأربعاء الماضي، فيما قال جيريمي لورنس، المتحدث باسم المكتب الأممي، إن ضحايا تلك "المأساة المروّعة" وصلت إلى 79 قتيلاً، بينهم عدد من النساء والأطفال.
التعليقات (0)