بسبب انهيار الليرة.. رواج مهنة شاقة لخدمة زبائن البنوك بمناطق ميليشيا أسد

بسبب انهيار الليرة.. رواج مهنة شاقة لخدمة زبائن البنوك بمناطق ميليشيا أسد

كشفت وسائل إعلام أسد عن رواج مهنة شاقة وازدهار تجارة جديدة أمام البنوك في مناطق سيطرة ميليشيا أسد، وذلك نتيجة للتضخم بسبب انهيار قيمة الليرة السورية إلى مستويات غير مسبوقة.

وذكر تقرير نُشر مؤخراً على موقع جريدة "البعث"، أن تشوهات الاقتصاد المحلي فرضت الحاجة للتعامل مع أكوام وتلال من الأوراق النقدية، وهذا ما أدى إلى ظهور سوق للعتالة أمام أبواب البنوك، ورواج تجارة المطاط اللازم للفّ كافة الفئات النقدية.

سوق للعتالة أمام البنوك

وقال أحد مديري المصارف العامة إنّ عملاًَ جديداً بات منتشراً على مداخل البنوك، يتمثل بوجود عتالين لحمل صناديق وأكياس الأموال الضخمة المودعة أو المسحوبة من قبل الجهات والأفراد، مشيراً إلى أن بعض الزبائن أمّنوا عمالاً لهذا الغرض بشكل دائم.

وأضاف أن بعض المؤسسات البنكية قامت بتوظيف مستخدمين من ذوي القدرة والتحمل لرفع ونقل أكياس المال دخولاً وخروجاً.

وبحسب التقرير، لا تقتصر الحاجة لعتال على عملاء البنوك فقط، إذ يصل الأمر أن تُحضر امرأة مرافقاً يحمل لها أكياس المال الذي ستدفعه مقابل شراء فستان وبعض البضائع الشخصية.

وأشار إلى أن الشحن في مناطق أسد بات يتم بطريقة عكسية، فبدلاً من حمل مال قليل لشحن سلعة ما، يتم شحن المال لشراء ما يمكن حمله بإصبع واحدة.

رواج تجارة المطاط

وحول رواج تجارة المطاط اللازم للف الأوراق النقدية، لفت التقرير إلى أنه يستخدم للفئات الأكثر تداولاً وهي الـ 500 و1000 و2000 ليرة.

ووفق التقرير، تشهد الأسواق تجولاً لباعة المطاط على المحال والمتاجر وأبواب الشركات والمؤسسات وحتى للمارة والأفراد الذين لا تخلو جيوبهم من الأموال.

وتحدث أحد الباعة عن رفع القدرات الإنتاجية لدى العديد من شركات تصنيع المطاط لتلبية احتياجات السوق والطلب الكبير عليها.

ويعد رواج المطاط مؤشراً ودليل إثبات على الحالة التراكمية من التضخم في السوق والعملة، بحسب ما قال المحلل الاقتصادي أحمد يوسف.

واعتبر "يوسف" أن الكاش بات يشكل تحدياً وهماً لحامليه، وتهديداً أمنياً يقض مضجع كل شخص يتعامل بأكوام وتلال المال الضخم، واقترح أن يتم الانتقال للتعامل الإلكتروني المالي، لتخفيف أعباء وأثقال تكاليف شحن ونقل وعتالة المال السوري الغارق بتضخمه.

العدادات والقبان

كما أصاب التضخم وانهيار الليرة العدادات الإلكترونية في مقتل، إذ لم يعد بالإمكان استخدام هذه التقنية لعد المبالغ الضخمة، ليتم اللجوء إلى خيار الوزن دون اعتراف رسمي، ما يزيد من احتمالية الخطأ نتيجة لاختلاف نوعيات الورق بين القديمة والجديدة والنظيفة والمهترئة، إضافة إلى عامل الرطوبة ووزن المطاط وإمكانية الغش باستخدام أسلوب القبان إن كان في المصارف أو على مستوى البنك المركزي.

ووصل سعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء إلى مستويات تاريخية مسجّلاً 9000 ليرة مقابل الدولار الأمريكي الواحد، وسط ارتفاع جنوني بالأسعار، ومطالب بزيادة الحد الأدنى للأجور الذي بات يعادل نحو 14 دولاراً.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات