وحدات صورية و4 غايات روسية .. دراسة تكشف هيكلية الفيلقين الخامس والسادس

وحدات صورية و4 غايات روسية .. دراسة تكشف هيكلية الفيلقين الخامس والسادس

ألقت دراسة تحليلية الضوء على التشكيلات العسكرية التي أسستها روسيا بعد تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، كاشفة النقاب عن هيكلية تلك التشكيلات والغايات الروسية من ورائها.

وقال مركز جسور في الدراسة التي أعدها الباحث رشيد حوراني؛ إن الفيلقين الرابع والخامس، يعتبران من أبرز الوحدات العسكرية التي استحدثتها روسيا عبر مأسسة الميليشيات المحلية إضافة للفرقة 25 – مهام خاصة. 

وأضاف أنه سريعاً بعد تدخل القوات الروسية، أُعلن عن (الفيلق الرابع – اقتحام) من قبل رئيس هيئة أركان ميليشيا أسد في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، بعد مرحلة تحشيد له في اللواء 87 على الطريق الشرقي الواصل بين مدينة حماة وبلدة معر شحور، بدمج عناصر من أفرع الاستخبارات ومليشيات الدفاع الوطني واللجان الشعبية داخل مدينة حماة وخارجها، للالتحاق بجبهات المعارك والقتال في ريف حماة، وتهديدهم بسحب البطاقات الأمنية والسلاح منهم .

كما تم الإعلان رسميّاً عن (الفيلق الخامس – اقتحام) في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، ولتزويده بالمقاتلين، بعثت حكومة أسد رسائل على الهواتف تدعو المواطنين إلى التطوّع فيه، وأنشأت مراكز تجنيد مخصصة له في جميع أنحاء المناطق التي يسيطر عليها، في دمشق وحمص وحماة وحلب وطرطوس واللاذقية والسويداء. 

أشرفت روسيا بشكل مباشر على تشكيل تلك الفيالق، وزوّدتها بالمعدّات والمركّبات القتالية والأسلحة الخفيفة وقد اعتمدت في بنيتهما على أساليب عسكرية تقليدية، وأخرى غير تقليدية بما يتعلق بأنظمة الخدمة التقليدية في القوات المسلحة من حيث التعيين والندب وإنهاء الخدمة من ناحية، وبالتدريب والمهام الموكلة لها من ناحية أخرى.

هيكلية الفيلقين

ويتكوّن هذان التشكيلان من بناء متدرّج الهيكلية؛ فالفيلق الخامس يضم عناصر من فصائل المعارضة مثل اللواء الثامن في درعا، وهناك المجموعات المحلية المسلّحة في السويداء التي تسعى روسيا لتأطيرهم ضمن تشكيل مستحدث يحمل اسم اللواء السادس.

مجرد وحدات صورية بقوام فيلق

ومن الناحية العسكرية يدل تشكيل الفيلقين ومناطق انتشارهما والمهام الموكلة لهما أنه لا تتوفر في كليهما المعايير النموذجية للفيالق الأساسية (الأول – الثاني – الثالث) قبل الثورة، وبالكاد تصل نسبة استكمالها في أحسن الأحوال لـ 35% من القوى البشرية والعتاد الحربي، وعليه فإن الفيلقين (الرابع – الخامس) اللذين تم إنشاؤهما بعد التدخل العسكري الروسي هما مجرد وحدات صورية بقوام فيلق تم إنشاؤهما لحشو أكبر عدد من أبناء الطائفة العلوية فيهما، ولإحداث مناصب لاستيعاب الضباط الموالين للنظام، على نحو يماثل ما تم تنفيذه في ثمانينيات القرن الماضي.

كما إن الفيلق من الناحية التنظيمية يجب أن يتكون من /40/ فرقة عاملة، ويُعدّ منظومة عسكرية متحركة بشكل كامل، لها إمكانياتها القتالية من مختلف صنوف القوات كطيران يؤمن تحركها، ووسائط الحرب الإلكترونية لحماية العتاد وهو ما لا يتوفر للفيلقين.

وتغلب الحالة الميليشياوية على كلا الفيلقين،نتيجة تعدُّد الجماعات المسلَّحة وعدم الالتزام بالقوانين العسكرية المعمول بها في التطوع واعتماد العمل مع العناصر وفق نظام العقود، ودعوة المدنيين في مختلف وزارات الدولة للتطوع فيهما، كما لا يخضع المنتسبون لكلا الفيلقين لتدريبات عسكرية، بل اشترطت روسيا على المنتسبين للفيلق الخامس أن يكون المتطوع قد أدى الخدمة الإلزامية، كي لا تتكلف عناء تدريبه.

يدل البناء المتدرج والمختلف لكلا الفيلقين "الرابع يعتمد على التنظيم الفرقي، والخامس يعتمد على الألوية في هيكله" على التدهور الكبير في القوى البشرية التي ترفد ميليشيا أسد.

4 غايات رئيسية لإنشائها

وبحسب الدراسة، تتمثل الغايات الروسية في إنشاء الفيلقين في 4 أسباب رئيسية أولها توظيف حالة التعبئة والاستقطاب التي شكّل بموجبها النظام ميليشيات الدفاع الوطني من المجتمعات التي يسيطر عليها والمهمة بالنسبة إليه، مثل اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، والتي تحولت لاحقاً إلى الفيلق الرابع، ويتحول لاحقاً إلى نطاق دفاع وحماية لقاعدة حميميم التي حوّلتها روسيا إلى ما يمكن اعتباره مقرّ قيادة عاماً لقواتها في سوريا.

 ثاني تلك الغايات يتمثل في معالجة النقص الحاد في القوى البشرية بامتيازات تشجيعية ظاهرة في عقود التطوع كالمنح المالية والبطاقات الأمنية، وربطها بالقيادة العسكرية المركزية للقوات الروسية في قاعدة حميميم. 

الهدف الثالث هو التقارب مع المعارضة ومحاولة ترويضها بالتدريج، وهو ما ظهر في حالة الفيلق الخامس بشكل خاص من خلال لواءَيه (السابع مدفعية الذي ينتشر في دير الزور ويستقطب الأشخاص الذين خضعوا للتسويات، والتحقوا باللواء لإعفائهم من الخدمة الإلزامية – اللواء الثامن في درعا) 

أما آخر الأهداف فيتمثل بتكليف الفيلقين بمهام إمساك الأرض "رباط" تتحدد في مناطق انتشارهما بما يتناسب مع التطورات على الساحة السورية، والتي تمثل روسيا عصبها الرئيس ((مناطق خفض التصعيد – التسويات).  

 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات