مسيّرة صغيرة تأسر جندياً روسياً بعدما توسل لها لإبقائه حياً (فيديو)

تحدث الجندي الروسي رسلان أنيتين، أول عسكري يتم أسره باستخدام طائرات "درون" مسيّرة عن بُعد في الحرب الروسية على أوكرانيا، لصحيفة "وول ستريت جورنال الأمريكية" عن قصته مع المسيّرة الأوكرانية.

وكانت المقاطع التي تُظهر عملية الأسر قد انتشرت منذ شهر تقريباً، حيث لاحقته طائرة مسيّرة كانت تُسقط قنابل صغيرة على خندق في باخموت حاول الجندي الروسي الهرب من خلاله، ليتوجه بنهاية الأمر بالنظر إلى "كاميرا الطائرة ويشبك يديه معاً متوسلاً بإيقاف القصف الذي يتعرض له".

وأشارت "وول ستريت جورنال" في تقريرها إلى أن العقيد الأوكراني، بافلو فيدوسينكو، المقابل، أمر الجنود الذين يعملون في تسيير "الدرونات" بمحاولة القبض عليه حيّاً، بعد التشاور مع الضباط الذين أبلغوه بالحادثة.

وقال أنيتين (30) عاماً الذي درس الطب البيطري في مقابلته مع الصحيفة إنه لم يكن يتوقع إقحامه في الحرب على أوكرانيا، مؤكداً أن كل شيء تغيّر في أيلول الماضي عندما بدأت موسكو بحشد المدنيين، حيث أبلغ حينها بحزم أمتعته للذهاب إلى الحرب أو سيواجه السجن.

وأشار إلى أنه ومن معه من المجندين المستجدين الآخرين حصلوا على زي رسمي وبنادق قديمة، وبعد تدريب دام أسابيع قليلة تم إرسالهم للمشاركة في دعم حماية الحدود، وبعد أشهر قليلة أرسلوا للقتال في معارك باخموت.

"قتلونا وقادتنا لا يردون علينا"

وتحدث الأسير الروسي عن الإصابات التي تعرض لها زملاؤه من الجنود بسبب الذخائر التي كانت تُلقى عليهم من قبل الطائرات الأوكرانية المسيرة، حيث حاولوا الحديث مع قادتهم عبر اللاسلكي لتحديد نقاط لإخلائهم، ولكن من دون ردّ.

وأشار إلى أنه بعد استمرار هجمات الطائرات المسيرة لم تكن لديه الطاقة على الهروب إذ "خطرت له فكرة الاستسلام لطائرة الدرون" ليقوم بالإشارة للطائرة بالتوقف عن الهجوم وأنه يريد الاستسلام لهم.

بلغة الإشارة وافق على أسره وقادته الطائرة إلى عدوه

وبحسب الصحيفة فقد راقب الطيارون لغة جسد أنيتين حيث كان يحرك رأسه للأعلى والأسفل للإشارة إلى "نعم"، ولليسار واليمين للإشارة إلى "لا"، وأومأ للطائرة بأن تضيء مرة للإشارة إلى "نعم" ومرتين للإشارة إلى "لا".

وأرسلت طائرة مسيّرة تحمل رسالة إلى أنيتين عبوة طعام كُتب عليها "استسلم.. اتبع الطائرة المسيرة" حيث قام بالسير وراءها، وبعدما خرج من الخندق تعرض لوابل من الطلقات المدفعية الروسية التي بدت وكأنها كانت تستهدفه، بحسب تعبير الصحيفة، ليستمر في السير حتى وصل إلى منطقة الجنود الأوكرانيين، وجثا على ركبته وخلع خوذته وسترته الواقية، كي لا يشعرهم بالتهديد، حيث قاموا بتقييده واصطحابه بعيداً.