قاعات مخصصة لأبناء ضباط أسد وشبيحته لتسهيل الغش بالامتحانات

شهدت المراكز الامتحانية بمناطق سيطرة أسد مع بدء امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية وكما هو الحال في كل عام، عمليات غش ومحسوبيات، وصل الحال بها هذا العام لتخصيص قاعات معينة لـ (المدعومين والمسؤولين والضباط) في ميليشيات أسد، فضلاً عن إبداء العديد من المراقبين خوفهم من بعض الطلاب بسبب (دعمهم).

وقال (أحمد. ح) وهو أحد المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية / الفرع العلمي بثانوية (قاسم أمين) في حلب لـ أورينت نت: "بدأنا امتحان اللغة العربية يوم أمس الأول، وفي ظل ما سمعناه عن سير العملية الامتحانية في الدورات السابقة، فإن ما جرى لم يكن صادماً بالنسبة لنا".

وأضاف (أحمد) الذي طلب عدم الكشف عن اسمه كاملاً لظروف أمنية: "الغريب هذا العام، هو أن (الخيار والفقوس) بات على عينك يا تاجر، فسابقاً كان أبناء المسؤولين يتلقون مساعدة المراقبين ضمن قاعاتهم، ولكن أن يجتمع غالبية أبنائهم في قاعة واحدة، فهذا هو الأمر الصادم للجميع"، مشيراً إلى أن غالبية من وصلوا برفقة (مرافقة وسيارات) تبين أنهم في قاعة واحدة جميعاً.

وتابع: "أحد الذين معنا في القاعة الامتحانية كان (كردياً)، وخلال الحديث معه قبل الامتحان أخبرنا أنه من حي الشيخ مقصود دون أية معلومات أخرى، ومع انتهاء الامتحان وخروجنا من القاعات توقف ذلك الطالب بضع دقائق ومن ثم جاءت سيارة (نوع كورولا) وبدون لوحات لأخذه، لافتاً لإمكانية أن يكون الطالب أحد أبناء قادة قسد.

القانون على غير المدعومين

فيما أكد (عبادة) أن المراقبين يطبّقون القانون على هواهم، فعندما يكون الشخص عادياً (غير مدعوم) تنصبّ جهود المراقبين عليه، أما إن كان عكس ذلك فلا يجرؤ هؤلاء على الحديث معه حتى.

وكمثال على ذلك، تم ضبط (راشيتة) مع أحد الطلاب في قاعتنا، ولكن المراقب تصرّف بطريقة غريبة، حيث قام بأخذ (الراشيتة) منه بوجه مبتسم وبعبارة (لو سمحت عطيني هي)، قبل أن يقوم نفس المراقب بسحب ورقة أحد الطلاب لأنه حاول الغش من ورقة الطالب الذي أمامه فقط، مشيراً إلى أن الطالب (صاحب الراشيتة) مدعوم من الشبيحة، الذين يأتون ليمارسوا حركاتهم الاستعراضية أمام المدرسة قبيل الامتحان وينتظرون بسلاحهم لحين خروجه من الامتحان.

وحول سؤاله عن وجود طلاب من مناطق الشمال (المحرر) في المركز، أجاب بأن غالبية هؤلاء بحسب ما أخبره أحد الذين ينحدرون من تلك المناطق يتقدمون للامتحانات بمدينة حماة، وأن عملية دخولهم إلى مناطق النظام تتم عبر (معبر سراقب).

وكان موقع أورينت قد كشف في تقرير نشره خلال الدورة الامتحانية الماضية، عن عمليات الغش التي تم اتباعها مع بدء امتحانات الشهادة الثانوية في مناطق أسد، وقد ذكر التقرير أن المراكز الامتحانية في مدينتي سلحب ومصياف في حماة سجلت حالات غش جماعي وسط عجز مديرية التربية عن ضبطها خوفاً من عصابات الشبيحة التي تتولى إدارة عمليات الغش على مرأى الجميع، فضلاً عن تعاون المراقبين مع الطلاب وسماحهم بالغش في مدن أخرى كـ "السقيلبية".