فرنسا تهاجم التطبيع العربي مع بشار الأسد: لم ينفذ التزاماته وبدل الضغط عليه حصل العكس

فرنسا تهاجم التطبيع العربي مع بشار الأسد: لم ينفذ التزاماته وبدل الضغط عليه حصل العكس

انتقدت فرنسا إعادة نظام أسد إلى الجامعة العربية دون أي مقابل مؤكدة رفضها إعادة التطبيع معه، فيما جددت الولايات المتحدة موقفها برفض التطبيع مع نظام لا يستحق الاعتراف به.

عودة بدون مقابل

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في العاصمة القطرية الدوحة أمس، إنه من غير المفهوم إعادة نظام أسد إلى الجامعة العربية دون تقديمه أي التزامات، مشيرة إلى أن النظام لم يلبِّ أياً من الشروط الدولية المطلوبة منه. 

وفي مقابلة مع قناة "الجزيرة" بوقت لاحق، أوضحت الوزيرة الفرنسية في ردها على سؤال حول الموقف الفرنسي من توجه بعض الدول العربية للتطبيع مع نظام أسد أو ما تعرف بمبادرة "خطوة مقابل خطوة"؟، أنه لو كان الأمر خطوة مقابل خطوة بحيث يحترم النظام التزاماته ويسمح بعودة آمنة للاجئين، ويكافح الإرهاب، ويتوقف عن تجارة المخدرات، عندئذ يكون هناك طريق يمكن أن يسلكه النظام ليعود ويندمج في المجتمع الدولي، وهذا سيكون خبراً جيداً، لكن ليس هذا ما تراه فرنسا.

واعتبرت كولونا أن الجامعة العربية اتخذت قرار إعادة نظام أسد بشكل سيادي، ولكن كان من المفاجئ أن فعلت ذلك بدون مقابل.

وأكدت أن بلادها لا تؤيد التطبيع مع نظام أسد دون تقديمه التزامات، مشيرة إلى أن النظام لم ينفذ ما طلبه المجتمع الدولي، وخاصة فيما يتعلق بالقرار الدولي 2254.

وشددت أنه يجب على نظام أسد أن يغير سلوكه، لافتة إلى أنه كانت هناك إمكانية للضغط عليه لكن حصل العكس.

حل يرتضيه الشعب السوري

من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري خلال المؤتمر الصحفي أنه بلاده ليس لديها أي موقف ضد سوريا الشقيقة وشعبها "منا وفينا"، بل المشكلة مع النظام الذي يحكمها، ويقصف الشعب السوري منذ أكثر من 10 سنوات.

وذكر أن قطر تدعم المحاولات والجهود أطراف إقليمية لإيجاد حل سياسي في سوريا، وتتفق معهم حول الأهداف التي يتطلعون لها، لكنها قد تختلف معهم في الطريقة التي يتم في تحقيق هذه الأهداف.

وبيّن أن هدف دولة قطر أن يكون هناك حل سياسي شامل وعادل يرتضيه الشعب السوري، وأن تكون هناك عودة آمنة للاجئين إلى سوريا.

واشنطن تؤكد موقفها وتشكك

وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي في الرياض أمس، إن بلاده لن تكون جزءاً من عملية تطبيع العلاقات مع نظام أسد، لأنه لم يستحق بعد الحصول على خطوة نحو الاعتراف به أو نحو القبول به.

وقلّل بلينكن من أهمية الخلافات بين بلاده والسعودية بشأن التطبيع مع نظام أسد، واعتبر أن الأهداف متشابهة بشكل كبير.

وأشار إلى أن من ضمن الأهداف التوصل إلى حل سياسي وفق القرار 2254، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، والتأكد من عدم قدرة تنظيم داعش على استعادة نشاطه، وتهيئة الظروف لعودة آمنة للاجئين السوريين، ومكافحة تجارة الكبتاغون، والحد من النفوذ الإيراني.

وذكر بلينكن أن نظيرة السعودي أخبره أن نية شركاء الولايات المتحدة هي استخدام التواصل المباشر مع نظام أسد للمطالبة بمزيد من التقدم في هذه المجالات وغيرها من المجالات خلال الأشهر المقبلة.

وشكك الوزير الأمريكي باستعداد زعيم عصابة المخدرات بشار الأسد لأخذ الخطوات الضرورية، إلا أنه أشار إلى أن بلاده تتفق مع الشركاء على تحديد هذه الخطوات وعلى الأهداف الكبرى.

وكان بشار الأسد قد شارك في القمة العربية التي عُقدت في مدينة جدة السعودية الشهر الماضي، لأول مرة بعد طرد النظام من الجامعة العربية قبل 12 عاماً.

وجاءت مشاركة بشار الأسد في القمة العربية، بعد تسارع إعادة التطبيع مع النظام، وذلك عقب اجتماع عمّان التشاوري لفريق الاتصال الوزاري العربي المعني بسوريا الذي عقد في أوائل الشهر الماضي، وكان من أبرز مخرجاته مبادرة "خطوة مقابل خطوة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات