كشفت مجلة فوربس الأمريكية عن 4 أسباب رئيسية وراء نشر نظام صواريخ “هيمارس” الأمريكي في شمال شرق سوريا، وذلك بعدما حقق هذا النظام نجاحاً باهراً في أوكرانيا ضد روسيا.
وقالت المجلة في تقرير لها، الأربعاء، إن الولايات المتحدة نشرت النظام الصاروخي المدفعي عالي الحركة (هيمارس) في سوريا للمرة الأولى، حيث يُعد قادراً على إطلاق 6 صواريخ موجّهة وبتتابع قوي، ثم يقوم بتغيير موقعه سريعاً لتجنّب الردود الانتقامية.
وفي أيار/ مايو المنصرم، أقرّت القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، أنها نشرت عدداً غير محدود من الشاحنات المحملة براجمات صواريخ في سوريا، وأكدت نشرها بعدما زعمت الصحف التركية أن الولايات المتحدة نقلت النظام إلى ميليشيا قسد التي تسيطر على شمال وشرق سوريا، وحيث تتمركز القوات الأمريكية البالغ عددها 900 جندي.
4 أسباب رئيسية وراء نشر هيمارس
وتتمثل المهمة الرئيسية للجيش الأمريكي في سوريا في محاربة تنظيم داعش، لكن واشنطن احتفظت بالحق في الدفاع عن نفسها والانتقام من هجمات الجماعات الأخرى، مثل الميليشيات المدعومة من إيران والتي استهدفت القوات الأمريكية بالصواريخ والطائرات بدون طيار.
وربما توصلت الولايات المتحدة إلى أنها بحاجة لقوة نيران أرضية إضافية في شمال- شرق سوريا لحماية قواتها، والرد السريع على أي مهاجمين محتملين، وذلك بالتزامن مع انتشار أمريكي آخر في الخليج العربي.
ويقول المدير البارز للإستراتيجية والإبداع في معهد نيولاينز، نيكولاس هيراس: “ترغب الولايات المتحدة بأن يكون لها حامية على المدى البعيد في شمال- شرق سوريا”، و”تحتاج هذه الحامية لقوة حماية تستطيع الرد بسرعة على عدد من التهديدات على الأرض، والتي يقدمها نظام هيمارس بشكل فعال”.
وذكر أن “نجاح نظام هيمارس في أوكرانيا ضد القوات الروسية، أرسل إشارة إلى الولايات المتحدة أن القصف المدفعي الروسي أو القوات السورية المدعومة من روسيا تعتبر تهديداً”.
رسالة إلى الخصوم
من جانبه، يرى المحلل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة دراسات مخاطر الاستخبارات “رين”، ريان بول أن نشر هيمارس “موجه على الأرجح” ضد القوات التي تدعمها إيران، والتي استهدفت القوات الأمريكية في الماضي وربما تقوم بذلك مرة أخرى.
وقال: “هناك ردع غير مباشر من ناحية استعداد الولايات المتحدة لإرسال رصيد مهم إلى سوريا، وكي تُظهر لروسيا والنظام أن أساليب التحرش ضد الولايات المتحدة لن تدفعها لسحب قواتها”.
وأضاف: “أعتقد أن الشكل العام من نشر الولايات المتحدة معدات عسكرية متقدمة، هو القيام بمهام تقليدية وإرسال رسالة إلى خصومها أن القوات الأمريكية في سوريا لن تخرج قريباً”.
وأكد: “بالطبع، تحاول الولايات المتحدة أن تذكّر هؤلاء الخصوم، مثل إيران وروسيا وسوريا، أن نشر هذه المُعدّات سيجعلهم في وضع غير متساوٍ في المواجهة التقليدية في حال قاموا بالتصعيد”.
نظام “هيمارس”
ولم تنشر واشنطن منذ إرسال قواتها لدعم ميليشيا قسد ضد تنظيم داعش عام 2015 معدات متقدمة، واعتمدت عوضاً عن ذلك على الغارات الجوية لدعم العمليات العسكرية على الأرض.
وكانت أقوى الأنظمة الأرضية التي نشرتها في حملة داعش هي مدافع الهاوتزر M777 التي استخدمتها مشاة البحرية الأمريكية خلال المعركة الشرسة للسيطرة على مدينة الرقة في عام 2017، فيما أطلق المارينز كميات كبيرة من القذائف ضد التنظيم في المعركة التي استمرت شهراً.
ويمتاز نظام “هيمارس” بمدى أبعد مقارنة مع “أم 777″، لكن الولايات المتحدة نشرت النظام أيضاً في جنوب الموصل بالعراق خلال المعركة التي تم فيها طرد تنظيم داعش من المدينة عام 2016.
وفي 2017، نقلت الولايات المتحدة نظام “هيمارس” من الأردن لحماية قواتها في التنف بالصحراء السورية، الواقعة على الحدود بين العراق والأردن، وكان الهدف هو منع الميليشيات التي تدعمها إيران من الاقتراب من تلك القوات.
وأشار بول إلى أن نطاق هيمارس "يمكن أن يكون مفيداً للردع حيث يمكن للولايات المتحدة الآن أن تهدد المواقع الإيرانية أو السورية على مسافة أكبر في حالة تعرضها لهجوم صاروخي في المستقبل".
إلا أنه لا يرى أي صلة بين نشر “هيمارس” في شمال شرق سوريا، ونشر مقاتلات “إي-10” لكي تحل مكان المقاتلات التي تغادر دول الخليج العربي إلى شرق آسيا.
ويضيف بول: “أعتقد أن الأمر متعلق بتقوية الوجود الأمريكي الحالي ومنع الإيرانيين من التصرف بقسوة في أعقاب تطبيع سوريا علاقاتها مع الجامعة العربية”، و”في الوقت الحالي، لا يوجد على ما يبدو إرادة أمريكية قوية لتوسيع المهمة في سوريا أبعد من وضعها الحالي”.
وتابع: “عوضاً من ذلك، تهدف الولايات المتحدة لتذكير أعدائها بالدمار الذي ستحدثه قواتها التقليدية حتى بقوة محدودة على الأرض”.
التعليقات (0)