صحيفة أمريكية تشيد بسوري نجا من سجون أسد ودرس الحقوق ليدافع عن اللاجئين

صحيفة أمريكية تشيد بسوري نجا من سجون أسد ودرس الحقوق ليدافع عن اللاجئين

أفردت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية مقالاً مطوّلاً للحديث عن اللاجئ السوري عماد محو الذي خرج من سجون أسد وتحوّل إلى لاجئ في الأردن ونجح عقب وصوله إلى أمريكا بدراسة القانون والتخرج من جامعة ديبول.

وقالت الصحيفة إن محو ووالده كانا جزءاً من الحراك الثوري الذي بدأ عام 2011 حينما كان الأهالي يخرجون إلى الشوارع للاحتجاج على الممارسات الاستبدادية لنظام بشار الأسد، الذي اشتُهر بالرقابة والعنف الوحشي.

وأضافت أن أجهزة أسد الأمنية سرعان ما بدأت بالبحث عنه لاعتقاله في النصف الثاني من عام 2011 بعد أن أصبح مصدراً محلياً لوسائل الإعلام بسبب مهاراته باللغة الإنكليزية وذلك رغم استخدامه اسماً حركياً.

يروي محو الذي ينحدر من الزبداني وكان يدرس هندسة العمارة قبل الثورة كيف تم اعتقاله وتعذيبه في حزيران من العام 2011، وقال إنه أمضى 100 يوم في زنزانة تحت الأرض بحجم بساط فيما تناوب السجانون على التبوّل عليه.

بعد أن تم إطلاق سراحه من السجن خشي من إعادة اعتقاله مرة أخرى كحال الكثيرين فقرر الهرب ونجح بالفعل بمساعدة زملائه من الثوار بالوصول إلى الأردن حيث سُجّل كلاجئ هناك.
 
تواصل محو مع السفارة الأمريكية في عمّان بعد وقت قصير من وصوله إلى الأردن ووصف لموظفي السفارة كيف شكّل عمله مع وسائل الإعلام السورية المُعارِضة مخاطر على سلامته الشخصية في الأردن وكذلك على أسرته التي لا تزال في سوريا، وبالفعل تمكنت السفارة في النهاية من العمل مع وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لتسريع إعادة توطينه في شيكاغو التي وصلها في تموز من العام 2012.

بداية جديدة مليئة بالتحديات

عندما هبط محو في شيكاغو، كان يحمل حقيبتين صغيرتين، و100 دولار ومغلفاً مغلقاً مع عبارة "لا تفتح" بأحرف غامقة على الجهة الأمامية عُلم فيما بعد أنها وثائق رسمية تشرح وضعه كلاجئ موجّهة لمسؤولي الهجرة.  

في المطار وجد محو بانتظاره ممثلاً من منظمة World Relief  قدم له 103 دولارات نقداً ورافقه إلى منزل مؤلف من غرفة واحدة دفعت الحكومة الأمريكية شهراً من إيجاره  وقدّمت المنظمة إيجار نصف شهر ثم بات عليه تحمُّل التكاليف بمفرده.

لم يكن لدى محو سيرة ذاتية لأنه عمل مع والده طيلة حياته فيما كانت وظيفته الأولى في أمريكا تقديم خدمة الكراسي المتحركة في المطار. 

في خريف 2013 التحق بجامعة هاري ترومان للحصول على درجة علمية في علوم الكمبيوتر، قبل أن ينتقل إلى جامعة ديفراي الافتراضية. 

في عام 2017، حصل على وظيفة مطوّر ويب لدى مجلس الأمناء في جامعة ديبول ليلتقي هناك أستاذ القانون كريج موسين، الذي كان مكتبه مقابل مكتب محو.
 
قال موسين إنه عندما علم محو أنه يدرّس في كلية الحقوق وأن مجال التدريس الخاص به هو قانون اللجوء وقانون اللاجئين، أثار ذلك اهتمامه.

وأضاف موسين: "لدى عماد معرفة وثيقة بكيفية استخدام الحكومات كل ما لديها من سلطات لقمع المعارضة وأحياناً عند النظر في قضايا اللجوء وحقوق الإنسان، هناك افتراض داخلي مفاده أن الحكومات لن تؤذي مواطنيها. وأحياناً يكون من الصعب جداً على الأشخاص في الولايات المتحدة الذين يعيشون بحرية نسبية فهم ذلك. شعر عماد بأعباء هذا الفشل".

بتوجيه من موسين، استفاد محو من تجربته في الدفاع عن الحرية في سوريا وما يسميه "عقلية الثورة" ليكتشف أن ما يريد فعله في الواقع ليس تطوير الويب، وبالفعل أصبح محو محامياً في 20 أيار الماضي وقد حضر والده حفل تخرجه والدموع تملأ عينيه بعد أن جاء من لبنان لحضور الحفل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات