بينهم سوريون.. تقرير يكشف تعمّد إيطاليا ترك قارب للاجئين يغرق على متنه 200 شخص

بينهم سوريون.. تقرير يكشف تعمّد إيطاليا ترك قارب للاجئين يغرق على متنه 200 شخص

كشف تقرير غربي لمنظمة استقصائية أن السلطات الإيطالية تعمدت إغفال تحذير أرسلته طائرة دون طيار تابعة لوكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس" حول تعرض قارب للاجئين بينهم سوريون، للغرق قبالة سواحلها، على متنه نحو 200 شخص، ما أسفر عن مقتل العشرات من بينهم 35 طفلاً.

وبحسب ما نشره موقع "ميدل ايست اي" البريطاني فقد اتهم "كلاس فان ديكين" المتحدث باسم منظمة لايتهاوس الاستقصائية، السلطات الإيطالية بتعمد إهمال القارب الذي غرق في 26 شباط الماضي، وعدم تقديم المساعدة للاجئين فيه ما أدى إلى مقتل 96 شخصاً.

وأشار "فان ديكين" إلى أن التقارير كشفت وجود تناقضات في رواية فرونتكس ورواية السلطات الإيطالية للأحداث، حيث زعمت الأخيرة أن السفينة التركية "سمر لوف" غرقت بعد تعرضها لعاصفة وأمواج كبيرة قرب سواحل كروتوني، ولم تطلق نداء استغاثة، في حين قالت فرونتكس إنها رصدت القارب قبل ست ساعات من غرقه.

وأثبت تقرير جديد لـ"لايت هاوس" أن السلطات الإيطالية كانت على علم بوضع القارب الذي أوشك على الغرق بعد أن تلقت تحذيراً من فرونتكس وكان من الممكن أن تمنع حدوث تلك الكارثة، لكنها بدل الإنقاذ تعمدت تركه يواجه مصيره المحتوم، وادعت بعد ذلك أنها أخطأت في تفسير حالة الطقس وحالة القارب الذي كان على متنه ما يقرب من 200 شخص.

 

وبيّن فان ديكين أن هناك شيئاً مريباً في الحادث وهناك من يخفي القصة الحقيقية فالسلطات الإيطالية وفرونتكس يقولون أشياء مختلفة عن بعضهما، حيث زعمت روما أن فرونتكس لم ترسل لهم تنبيهاً طارئاً عندما اكتشفوا القارب التركي، في حين ذكرت وكالة الحدود الأوروبية أنهم فعلوا ذلك واتبعوا البروتوكول الخاص بمثل هذه الحوادث.

وأضاف المتحدث باسم المنظمة أن السلطات الإيطالية كانت على علم بنقاط ضعف السفينة والظروف الجوية السيئة عبر إنذارات الطوارئ من فرونتكس، كما أظهر تقرير سري من سجلات رحلات فرونتكس أن طائرة إيجل 1 واجهت "رياحاً قوية" قبل ساعتين من رصدها للقارب ثم حذف هذا التقرير من الرواية الرسمية.

وتابع أنه تم إهمال الإشارة أيضاً إلى أن الطائرة رصدت "استجابة حرارية كبيرة" أسفل سطح السفينة، الأمر الذي يؤكد وجود عدد غير عادي من الأشخاص على متنها، حيث كانت تقل نحو 200 فيما السعة المفترضة لها لا تتجاوز16 شخصاً، الأمر الذي ينذر باحتمال وقوع كارثة، لكن رغم ذلك لم يتحرك المسؤولون أو يفعلوا شيئاً لإنقاذها.

ضحايا سوريون

ولفت فان ديكين" إلى أن روايات الشهود تقدم نظرة مروعة للحادث عندما رووا قصصاً لن يتم نسيانها بسهولة، ومنها وفاة الطفل السوري "سلطان أحمد الملقي" من البرد بينما كان شقيقه يحاول جره عبر المياه إلى بر الأمان، وغرق شاب أفغاني تزوج قبل 4 أشهر فقط، حيث أكدت زوجتها الناجية أنها وجدت حذاءه الأسود ملقى على الشاطئ.

 

يذكر أن رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني وعدت بالحد من الهجرة ومنذ انتخابها عام 2022 قامت بسنّ تشريعات تعرقل مهام البحث والإنقاذ في البحر المتوسط من خلال حظر قوارب المساعدة من إجراء عمليات إنقاذ، كما خصصت موانئ بعيدة يستغرق الوصول لها أربعة أيام.

من جهتها حذرت منظمات حقوق الإنسان من التداعيات المميتة لمثل هذه السياسات التي ستؤدي إلى ترك فجوة في عمليات البحث والإنقاذ وسط البحر المتوسط​، والتي تعتبرها الأمم المتحدة الحدود البحرية الأكثر دموية بالنسبة للاجئين في العالم.

التعليقات (1)

    محب بلاد الشام

    ·منذ 10 أشهر 3 أسابيع
    الغرب يدعي حقوق الإنسان ،الحرية والديمقراطية لكنها كلمات كاذبه
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات