محللون: القوميون الأتراك أكبر المستفيدين من نتائج الانتخابات

محللون: القوميون الأتراك أكبر المستفيدين من نتائج الانتخابات

لا تزال الصدمة التي لحقت بالأحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري وحزبا الجيد والنصر متواصلة، ولا سيما بعد خسارتهم الكبيرة التي لم يتوقعوها في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت في تركيا.

لكن المفاجأة لم تكن هي الخسارة في واقع الأمر، بل في حقيقة أن الكثير من مؤيديهم صوّتوا ووقفوا مع الجانب الآخر، أي التيار الإسلامي الذي يمثله حزب العدالة والتنمية بقيادة "رجب طيب أردوغان" وفق محللين.

وبحسب موقع  investing فقد اختار حزب MHP بقيادة "دولت بهشيلي" تبعه المرشح الخاسر للرئاسة "سنان أوغان"، دعم أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات رغم التوجه القومي المتعصب لكل منهما، إضافة إلى تعاطف المرشح المنسحب "محرم إينجه" مع العدالة والتنمية برغم امتناعه عن تأييد أي من الطرفين، لكنه ألمح لضلوع حزب الشعب بمحاولة إقصائه من سباق الانتخابات.

 

وترجح الصحيفة التركية تصويت القوميين لأردوغان بانتهاج الحزب الآخر لسياسة تسببت بغضب ملايين الأتراك الأتاتوركيين عبر دعمه لأحزاب مناصرة لـ بي كي كي وإعطاء وعود بحكم ذاتي شرق البلاد، الأمر الذي يشكل خطاً أحمر للعديد من قادة أحزابهم وعلى رأسهم العنصري أوزداغ الذي انشق عن حزب ميرال أكشنار فقط لأنها توجهت نحو الأحزاب الكردية.

الصحيفة نقلت أيضاً عن المرشح القومي سنان أوغان قوله، إن "الفائزين هم القوميون الأتراك الكماليون"، بمعنى أن ما هدف له حزب الشعب الجمهوري وحلفاؤه في الطاولة السداسية عبر تحالفهم مع المنظمات الكردية المتطرفة لم يؤت ثماره، بل على العكس سيتسبب لهم بغضب داخلي بين مؤيديهم الذين صوّت أغلبهم لأردوغان برغم توجهه الإسلامي إلا أنه حافظ على خطوطهم الحمراء.

وبيّن أوغان أن منذ الآن سيبدأ عهد جديد وذلك في معرض التعبير عن تصويت الناخبين باتجاه تيار الاستقرار في البلاد، مشيراً إلى أن الأحزاب المرتبطة بثقافة الغوغاء والإرهاب خسرت والرابحون هم القوميون الأتراك، فمن غير الممكن أن نقبل ثقافة الإعدام خارج نطاق القانون، وتأييد الأحزاب المرتبطة بالإرهاب والوثوق بهم.

 

أوغان الذي شغل منصب نائب إغدير من حزب الحركة القومية لمدة 6 سنوات رشّح نفسه بشكل مستقل في الانتخابات الرئاسية حاصلاً على أكثر من 5 بالمئة من الأصوات بالجولة الأولى بعد تشكيل تحالف الأجداد مع أوميت أوزداغ، لكنه انفصل عنه معلنا تأييده لأردوغان رغم تمسكه بأفكاره القومية.

ووفق مراقبين فإن حزب MHP استفاد هو الآخر من تحالفه مع العدالة والتنمية، فأصواته البرلمانية قد ارتفعت مقارنة بانتخابات عام 2018، حيث تمكن من الحصول على أكثر من 50 مقعداً برلمانياً، بنسبة فوز بلغت 10.1 بالمئة من المقاعد البرلمانية البالغة 600.   

 إلى ذلك، يرى محللون أن رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو حاول "استعراض القومية" في الجولة الثانية من الانتخابات حينما جلب قومياً منشقاً ضد قومي سابق منذ سنوات عديدة (في إشارة لأوزداغ)، الأمر الذي انعكس على ثقة الناخبين.

 

ولفتت صحيفة جمهورييت إلى أن كليجدار حاول مغازلة ناخبيه بالشعارات القومية وأراد طرد جميع السوريين ومع ذلك بصفته كردياً علوياً ذا رؤية علمانية لم يكن مقنعاً بما يكفي لغالبية الأتراك السنة والقوميين المتشددين بعكس "أردوغان" الذي لم يكن له علاقة كبيرة بالقوميين في الماضي ثم دخل في ائتلاف معهم الآن وتمكن من كسب أصواتهم. 

ورأت الصحيفة أن حزب الحركة القومية سيستغل ذلك التحالف ويمكّن أتباعه ومؤيديه من شغل المناصب الإدارية والدخول في سلك الجيش والشرطة لأنه لا يوجد عدد كافٍ من المتعلمين في حزب أردوغان، وعلى المدى الطويل ستتجه تركيا نحو الهوية والقومية المتضخمة مبتعدة عن الغرب متخذة من الصين وإيران وروسيا حلفاء مستقبليين في تحالف أيديولوجي جديد.

التعليقات (1)

    نمرود

    ·منذ 10 أشهر أسبوعين
    وين تعليقي كسوري يا تركي؟؟؟؟؟؟
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات