الجولاني يحكم قبضته على اقتصاد إدلب: شبكة من 5 أشخاص و5 شركات

الجولاني يحكم قبضته على اقتصاد إدلب: شبكة من 5 أشخاص و5 شركات

بات مفهوم "النخبة أو الصفوة" هو الأكثر جدلاً في شمال سوريا، لا سيما في إدلب الخاضعة لسيطرة ميليشيا الجولاني، فمن يتصفون بهذا المفهوم هم القلة التي لديها إمكانات كثيرة وتحتكر الثروة والسلطة ومصادر القوة، ما يؤدي إلى الطغيان والفساد الذي يعجّل بالانهيار.

وقال مصدر من داخل ميليشيا "هيئة تحرير الشام" رفض الكشف عن هويته لـ"أورينت نت": "إن الشخصيات والشركات المتحكمة بالمفاصل الاقتصادية في مناطق نفوذ الهيئة وحكومة الإنقاذ التابعة لها عديدة، وجميعها تعود إلى شخص واحد.

وأضاف "أن المعابر واستيراد المواد الغذائية والمحروقات والسيارات، وقطاع العقارات واللحوم والدواجن تسيّرها هيئات وشركات عدّة تحت أسماء مختلفة تابعة لتحرير الشام، والمسؤول المباشر عنها شخص يدعى "مصطفى قديد" الملقب "أبو عبد الرحمن الزربة" وهو من مدينة دركوش بريف إدلب الغربي، ويراقب عملها شخص آخر يُطلق عليه اسم "المغيرة".

وأشار إلى أن هنالك في مدينة إدلب شركة يُطلق عليها اسم "زاجل" وهي تسيطر على شركات النقل الداخلي، وهي المسؤولة الأولى عن إدخال المواد الغذائية ودخول وترخيص السيارات الأوروبية أيضاً في إدلب.

أمّا فيما يتعلق باللحوم والدواجن، يقول المصدر إن الشركة المسيطرة على هذا القطاع تدعى "شركة اليمامة"، ويديرها رئيس مجلس مدينة إدلب، خير الدين السيد عيسى، وظهرت مؤخراً شركة أخرى تدّعي أنها منافسة، إلا أنهما يتبعان لجهة واحدة. 

وبما يتعلق بقطاع المحروقات، فقد أوضح المصدر أن الشركات التي رخصت مؤخراً تشرف على عمل هذه الشركات وتمولها، شركة تدعى "نماء" وهي مختصة بتشغيل الأموال للمواطنين، مبيناً أن الشركة تبيع أسهم للأهالي بسعر 100 دولار أمريكي للسهم الواحد، ومن عائدات المحروقات ومحطات الوقود توزع أرباحاً لأصحاب الأسهم بما يعادل 2 أو 3 بالمئة شهرياً، وكل ذلك تحت إشراف المدعو "أبو عبدالرحمن الزربة".

يشير مصدر محلي آخر، إلى أن قطاع العقارات والمقاولات والإنشاءات مسؤول عنها المدعو "أبو إبراهيم سلامة" وينحدر من مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، وهو قيادي في جبهة النصرة في حلب.

ولفت إلى أن المدعو "خليفة"، الذي وصفه بـ"الأخطبوط"، اسمه محمود خليفة، وهو المسؤول الآن عن كل عمليات الاستيراد، وله نفوذ واسع بريف حلب الشمالي ومناطق إدلب، وأوضح أنه يقيم حالياً في قرية النيارة شرق حلب، مشيراً إلى أنه يتنقل باستمرار بين المناطق المحررة ومناطق "قسد"، وله علاقات مع مخابرات نظام الأسد، كما إنه يتنقل باستمرار بين الأراضي التركية ومناطق سيطرة رئيس عصابة المخدرات بشار الأسد.

أبرز الاستثمارات

منذ قرابة عامين بدأت ملامح التطور العمراني والتجاري والصناعي تظهر بشكل واضح على المدن الكبرى في إدلب وأبرزها "سرمدا والدانا" الحدوديتان مع تركيا، وبات ينشط فيهما بناء المجمعات التجارية والسكنية، والمولات والمشاريع الخاصة، إذ تعود معظم تلك الاستثمارات إلى طبقة قليلة تابعة لميليشيا الجولاني، فعلى سبيل المثال؛ "المحروقات" أبرز الشركات هما "طيبة ووتد" وتعتبران من أبرز المستوردين للمحروقات من تركيا والموردين إلى باقي الشركات الأخرى في المدن والبلدات في إدلب وريف حلب.

بالإضافة إلى المول التجاري الشهير "رويال" الذي يتميز بمساحة 850 متراً مربعاً، وفقاً للمهندس المدني الذي شارك في بنائه "شادي دراش"، مشيراً إلى أن تكلفة المشروع بلغت قرابة 600 ألف دولار أمريكي، والذي يحوي على أكثر من 50 محلاً للتجارة بالسلع والألبسة لعدد من المستأجرين وأصحاب المحال التجارية (المفرق) في سوق الحرير.

وتم بناء هذا "المول" وفق أفضل المعايير والمقاييس، من حيث جودة الرخام والسيراميك والديكورات، بحسب أحمد خالد، وهو أحد العاملين في البناء.

إلى جانبه، أنشئ مطلع العام الجاري 2022 أكبر سوق للتجارة بالألبسة الجاهزة (الجملة)، في مدينة الدانا شمال إدلب، وضم نحو 150 محلاً، مساحة كل محل 80 متراً مربعاً تقريباً، وتعود ملكيتها لشخصيات تعود بشكل مباشر للمقربين من الجولاني.

الواقع الاقتصادي في إدلب

منذ مطلع عام 2021 شهدت منطقة إدلب -والتي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام- جوانب ومتغيرات عديدة في البيئة الاقتصادية جعلتها تستحوذ على إمكانيات مهمة وعوامل ساهمت في البدء بمرحلة التعافي الاقتصادي في عدة قطاعات، ومنها الصناعي، وبدأت مرحلة التعافي من خلال إعادة تأهيل مرافق الخدمات المرتبطة بالقطاع الصناعي، فضلًا عن توجه العديد من رؤوس مال الصناعة لتنشيط العديد من المصانع والمنشآت والورش الصغيرة، ما أدى لظهور صناعات متنوعة بدأت الحاجة المحلية تزداد إليها، وقد رافق ذلك تشجيع من الحكومة الجارة (تركيا) خاصة في مناطق إدارتها الفعلية في مناطق الحكومة المؤقتة، أكثر من محافظة إدلب.

وأكدت دراسة قدمتها "وحدة تنسيق الدعم" (ACU) في أبريل/نيسان 2021، أن تصنيع الألبان ومشتقاتها بات يشكل 24% من أنواع الصناعة في شمال سوريا، في حين أن تصنيع مواد البناء والغذاء 38% مناصفة، ومعاصر الزيتون 11%، وتصنيع الأبواب والنوافذ بنوعيها الخشبية والألمنيوم 8%، فيما يشكّل تصنيع مواد التنظيف 7%، والألبسة 4%، والبيرين 3%، والأحذية والمفروشات والمدافئ ومستلزماتها 6%، أما البلاستيك وإعادة تدوير الحديد المستعمل 2%.

الدراسة قدرت أن 41% من المواد الأولية المستخدمة في الصناعة في الشمال السوري مصدرها الأسواق المحلية غرب سوريا، و16% من الأسواق المحلية شرق سوريا، و6% من مناطق النظام، فيما يتم استيراد 31% من المواد الأولية من تركيا، في حين أن 98% من المواد التي تصنع في سوريا يتم تصريفها محلياً، فيما يصدر 2% فقط إلى تركيا و1% للعراق. 

التعليقات (3)

    علي رجو

    ·منذ 9 أشهر أسبوعين
    وما الفرق بينه وبين بشار

    محمود

    ·منذ 9 أشهر أسبوعين
    بالارقام كم يبلغ دخل عصابة الجولاني في الشهر

    محمود

    ·منذ 9 أشهر أسبوعين
    بالارقام كم يبلغ دخل عصابة الجولاني في الشهر
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات