السلطة القمعية والهوية السورية

السلطة القمعية والهوية السورية

على نحو فريد وغير مسبوق كوّنت السلطة القمعية نفسها في سوريا، عندما سيوصف النظام السوري إلى آجال غير مسماة، ورغم الاختلاف ووجهات النظر المتعددة إلا أن الجميع سيتفق على أنها سلطة قمعية نسجت ذاتها. 
وعلى نحو استثنائي في اللعب على الاختلافات المجتمعية الدينية والعرقية والعقائدية، أقامت الاستبداد والقمع.

وبعد عقد ويزيد سيكون السؤال الملح، هل نستطيع أن نقاومها، نعم بكل بساطة كل من عايش المرحلة يعلم علم اليقين أن أسئلة الحرية طرحت منذ زمن والإجابات تعددت عرقياً ودينياً وحزبياً وطبقياً .. الخ، ولم يتفق الشعب السوري بعد على صيغة يقاوم فيها هذا الإلغاء المتعسف الذي تعاونت فيه السلطة بقوى إقليمية وعالمية علينا كشعب.

إذن نحن أمام مسالة معقدة؛ سلطة تزداد قمعاً، وشعب يزداد شتاتاً وانعزالاً وفقراً، وكل السجال المتراكم منذ البداية حتى هذا الحين، هو كلام غير مرتبط بحلول واقعية أو بين الممكن والتاريخ وسنحدد الرؤية للموضوع، مؤكدين أنه لا يمكن أن يتحقق طموح دون وجود موارد حقيقية له في  قلب المنطق والواقع،  ولا يمكن تحت أي مسمى استيراد أو استزراع تجربة أو لوي عنق الجغرافيا والتاريخ لقول ما لا يتفق مع واقعها وممكناتها.

 
وبناء عليه  يمكن أن يستعيد الشعب السوري قراره ليصبح كتلة واحدة، نعم كتلة واحدة رغم التعدد الطائفي والإثني والديني والحزبي، فسوريا موجودة عبر حدودها المعروفة جغرافياً على الأقل بصورتها على الخارطة السياسية 
والشعب السوري موجود مهما بلغ الشطط في الذهاب نحو أقصى التطرفات في البحث عن أصول بعيدة.

 وهنا تكون سوريا حقيقة موضوعية والانتفال نحو الجمهورية السورية هو انتقال نوعي نحو هوية وانتماء موعى بهما؛ هوية متعددة عمودياً وأفقياً من خلال عملية انفتاحها على مزيد من التطور الديموقراطي الذي يخلق مساواة عبر عقد اجتماعي يضمن قوانين العدالة، وبغير ذلك نترك للبعث والقبيلة والطائفة والعرق كل الساحة لتمتطيه السلطة المستبدة، معلنة أنها ضامنة للأقلية وراسمة حدوداً للأكثرية، ويبقى الشعب السوري باحثاً عن وهم في التعاون مع قوى غير عربية، ولاهثاً وراء عقائد أصابتنا بالركود والمراوحة في المكان والتعويل على موقف العرب أو الدول الفاعلة والتي هي بالنتيجة ساعية براغماتياً، لرسم سياسات إدارة الأزمة السورية، لأنها أصبحت عقدة العقد في المنطقة. 

إن فكرة سوريا الدولة وعقل المجتمع السوري تبدأ بوعي للمكان والتاريخ والواقع والسياقات سوريا الدولة أو الدولة السورية، سنكون بكل التصنيفات والتسميات شعبها السوري، ويتلاقى الجميع ضمن الجغرافيا والاسم وبشكل متدرّج ستذهب الحساسيات بدعم التجربة ديموقراطياً وتفريغ الانتماء من أي أثقال أيديولوجية وجغرافية، حتماً لن تكون وحدها حل بأي حال من الأحوال ولكنها هي كذلك تمثل الانتماء والهوية والوعي بالمكانة والممكنات، ويتحول حينئذ فقط اليساري إلى سوري واليميني أيضاً والطائفي والديني إلى سوري ثري بالتعددية نافياً للعقائد الضيقة وانحطاطها التاريخي. 

و عندما يستوي الجميع تحت مسمى الشعب السوري، ستوجد هوية كلية تلغي حتماً انتماءات  معروفة بانعزاليتها وأوهامها وكذبها على التاريخ والجغرافيا والمنطق والوعي ونعود إلى الوطن، والوطن يحملنا إلى المواطنة والحرية هو ذا محيطها الأثير.

 وأعتقد إذا اختارت بعض المكونات الحكم الذاتي ضمن الدولة السورية سيكون قبولنا بذلك غير مأزوم بل متماهياً مع فعلنا الحر وقرارنا المستقل كأبهى ما يكون.

التعليقات (2)

    سمير سمعان

    ·منذ 10 أشهر 4 أسابيع
    لن نقبل الا بسوريا دون تقسيم ولا مكونات سلطة ولا بقدونس . سوريا متل اي بلد فيها ثقافات واعراق.. ولا يعني ذلك أن كل عرق أو طائفة تاخد شقفه أو حصة على حسابها وتعملها إقليم حكم ذاتي . وإلا كانت البشرية صارت الفين دولة .

    سلطنات انفصالية

    ·منذ 10 أشهر 3 أسابيع
    مقال ذو مضمون معيب معادي للسوريين ينادي بنمو الطائفية و العنصرية و الاثنية بالنهاية التقسيم لصالح اسرائيل
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات