لبنان.. ازدياد مخاوف السوريين بعد القمة العربية ومنظمة دولية تكشف سبب تجنّبهم الرعاية الصحية

لبنان.. ازدياد مخاوف السوريين بعد القمة العربية ومنظمة دولية تكشف سبب تجنّبهم الرعاية الصحية

ازداد خوف السوريين في لبنان من الترحيل بعد حضور زعيم الحشاشين قمة جدّة، وما يترتب عليه من احتمالية إعادتهم إلى المجرم الذي فرّوا من بطشه، لا سيما بعد ترحيل مئات السوريين قسراً من لبنان إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة.

وفي تقرير نشرته شبكة "بي بي سي" الأمريكية تضمّن شهادات لاجئين سوريين في لبنان حول خطورة ترحيلهم إلى مناطق أسد، بعدما أعادت الجامعة العربية كرسي سوريا إلى بشار الأسد الذي هجّرهم وارتكب بحقهم جرائم بشعة، وسط دعوات عنصرية في لبنان لترحيل جميع اللاجئين.

شهادات صادمة لعائلات سوريّة في لبنان

وأرفق التقرير شهادات لعائلات سورية تعيش إحداها في بلدة بالقرب من بيروت حيث تم فرض حظر تجوّل على السوريين، وطُرد الأطفال من المدرسة، وقال الأب إنه ينظر إلى القادة العرب المستبدّين وهم يحتضنون بشار الأسد بازدراء وخوف، وقال: "نظام الأسد ديكتاتوري - مثل الأنظمة العربية الأخرى. إنهم يساعدون بعضهم البعض، ويتعاونون ضد الشعب".

وفي لقاء آخر مع ناصر ومروة، وهما زوجان موجودان في منطقة البقاع اللبناني منذ 2013، تخوّفا أن تكون عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية ذريعة لمزيد من عمليات الترحيل قالت مروة: "الآن نحن نخاف دائماً من المداهمات، أتصوّر دائماً أنهم سيأتون ويأخذون جميع الرجال ويرحّلونهم".

وقال زوجها ناصر إنه سيواجه إمكانية التجنيد في جيش أسد إذا عاد، مضيفاً أنه هرب من سوريا لتجنّب القتال في صفوف ميليشيا أسد، وتابع أنه قلق للغاية بشأن ما سيحدث لزوجته وابنتهما ليلاس البالغة من العمر 18 شهراً إذا أُجبروا على العودة.
وعبّر ناصر عن اشمئزازه من قرار جامعة الدول العربية بإعادة قبول الأسد مرة أخرى. وقال: "بعد كل ما فعله، يستضيفونه. لا أفهم ذلك، بعد كل القتل والدمار والبؤس في سوريا - هذا غير مقبول".

السوريون في لبنان يفضّلون الألم على الترحيل

ونشرت منظمة أطباء بلا حدود تقريراً بعنوان: "السوريون في لبنان يتجنّبون الرعاية الصحية خوفاً من الترحيل" ذكرت فيه الصعوبة المتزايدة في الحصول على الخدمات الطبية الحيوية بسبب تقارير عن الترحيل القسري والقيود المفروضة على حريتهم في التنقل. 
 
وقالت المنظمة إن جوّ الترهيب جعل العديد من اللاجئين يخشون مغادرة منازلهم الآمنة، حتى للحصول على الرعاية الطبية الأساسية، مضيفة أن الوضع خطير جداً في عرسال المهملة، وهي بلدة معزولة في شمال لبنان بالقرب من الحدود السورية، حيث عملت فرق منظمة أطباء بلا حدود لأكثر من 10 سنوات.
 
وأدرجت المنظمة العديد من الشهادات حول خوف السوريين من التوجّه إلى المراكز الصحية والتخلّف عن المواعيد المحجوزة مسبقاً، ومنهم مُسنّ سوري يدعى فرحات (75 عاماً) ، وهو لاجئ يتلقى علاجاً لمرض السكري في عيادة أطباء بلا حدود في عرسال منذ تسع سنوات، يقول: "الجميع متوتر ويبقى في المنزل، مشلولًا بالخوف". "لا أحد لديه الشجاعة للمغامرة بالخارج، حتى من أجل الضروريات الأساسية". 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات