شهدت محافظة ذي قار جنوب العراق حملة أمنية كبيرة تم خلالها اعتقال عدد من أعضاء مجموعة تسمى "القربان"، تقوم بممارسات دينية شاذة، حيث تجري قرعة فيما بينها للانتحار بزعم تقديم أنفسهم قرباناً للإمام (علي بن أبي طالب)، الأمر الذي أثار الفزع بين أهالي المنطقة ولا سيما بعد انتحار 3 من أبنائهم خلال فترة قصيرة.
ووفقاً لصحيفة "القدس العربي" فإن جماعة القربان تنتشر في قضاء سوق الشيوخ جنوب ذي قار، ويقوم أعضاؤها بالانتحار شنقاً بواسطة حبل داخل أحد المواكب الحسينية، كما يقومون بعبادة الإمام علي ويُجرون قرعة فيما بينهم للانتحار قرباناً له.
وذكرت مصادر محلية أنه تم تسجيل 3 حالات انتحار في المكان نفسه جنوب الناصرية، الأمر الذي أثار الرعب بين السكان، في حين أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في منشور لها على فيسبوك اعتقال 4 أفراد من تلك الجماعة.
وأضافت الوكالة في بيان لها أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم وإحالتهم إلى الجهات المختصة، مؤكدة أن وزارة الداخلية تتابع بشكل جدّي متابعة من سمّتها الجماعات المنحرفة والعمل على بسط الأمن وتحقيق السلم المجتمعي.
جماعة القربان
وتُعد هذه الجماعة من الجماعات غير المعروفة جنوب العرا،ق وذات توجّه ديني منحرف، كما ينادون بعبارات كفرية بحجة التقرب من الإمام علي ويتخذون من الانتحار طقساً لهم حيث يجرون قرعة بينهم للراغبين بالانتحار ومن ترسو عليه يُقدِم على قتل نفسه.
وتنشط هذه الجماعة في محافظة ذي قار جنوب البلاد فيما وصفها رجل الدين الشيعي "منتظر المياحي" بأنها مجهولة ولا يُعرف رئيسها أو المنظّرون الخاصّون بها، مضيفاً أن تجمعاتهم تكون في السرّ باعتبارهم مخالفين للأعراف والقوانين والأديان بحسب ما صرح لصحيفة "العرب اللندنية".
بيان السلطات
من جهتها أعلنت السلطات أن الأمراض النفسية واحدة من أبرز أسباب ارتفاع معدلات الانتحار إلى جانب البطالة والفقر والتفكك الأسري وتعاطي المخدرات والاستخدام السيّئ لمواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى وجوب استحداث مصحّات نفسية متطورة في مستشفيات المحافظة لمساعدة الشباب على الحؤول دون إقدامهم على الانتحار.
ووثقت منظمة (التواصل والإخاء) الاجتماعية إقدام أكثر من 24 شخصاً على الانتحار بمحافظة ذي قار منذ مطلع العام الحالي، في حين تم أيضاً تسجيل عشرات المحاولات التي لم يُكتب لها النجاح.
التعليقات (4)