كشف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عن خارطة طريق سياسية لتعزيز العلاقات مع نظام أسد، تعتمد على 3 أسباب رئيسية، مشيراً بالوقت ذاته إلى أن هناك 3 عوامل تعيق عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقال تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي بولاية أنطاليا، اليوم الخميس، إن الأهداف المشتركة للدول المشاركة في الاجتماع الرباعي بموسكو هي "القضاء على التهديدات الإرهابية، وضمان العودة الآمنة للاجئين، وإحياء العملية السياسية في سوريا".
ولفت إلى أن تركيا اتخذت خطوة جادّة نحو تطبيع العلاقات مع نظام أسد، موضحاً أن تلك الأهداف "مرتبطة ببعضها وتتطلب خططاً شاملة وهي سياسات لا يمكن اختزالها بشعارات سياسية يومية".
وأكد الوزير التركي أن هذه العملية لا يمكن تنفيذها إلا من خلال مشاركة "عسكرية ودبلوماسية حازمة ومتّسقة".
وفي حين انتقد توعد المعارضة سحب القوات التركية من سوريا في حال فوزها في الانتخابات، بيّن أن ثمة 3 عوامل رئيسية تُعيق عودة اللاجئين، وهي انسداد العملية السياسية، وتنظيما داعش وقسد.
وذكر تشاووش أوغلو أن محاربة تركيا لتلك التنظيمات بكافة أشكالها "تزيل هذا الخطر الذي يدفع إلى الهجرة، وتوفر أيضاً مناطق آمنة لعودة اللاجئين".
وتابع: "ليس من الواقعي القضاء على حالة عدم الاستقرار في سوريا والتهديدات التي تخلقها دون إعادة إحياء العملية السياسية، لهذا كنا أحد الفاعلين الرئيسيين في جميع المساعي، بما في ذلك مسار أستانا".
خارطة طريق
وفي 10 أيار الجاري، اختتم وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام، اجتماعاً رباعياً استضافته العاصمة الروسية موسكو، وذلك في إطار تطبيع العلاقات بين نظام أسد وتركيا.
وأشار البيان الختامي للاجتماع إلى أهمية التأكيد على سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، مطالباً بزيادة المساعدة الدولية لسوريا لصالح إعادة الإعمار والمساعدة في عودة اللاجئين السوريين.
وذكر البيان أنه تم “تكليف نواب وزراء الخارجية الأربعة لإعداد خارطة طريق لتطوير العلاقات بين سوريا وتركيا والاتفاق على مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى والمفاوضات الفنية بشكل رباعي في الفترة المقبلة”.
واقترح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وضع خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين النظام وأنقرة، مشيراً إلى أهمية العمل على إعادة الروابط اللوجستية بين سوريا وتركيا.
وأوضح لافروف أنه "يجب أن تتيح خارطة الطريق هذه تحديد مواقف سوريا وتركيا بوضوح بشأن القضايا ذات الأولوية بالنسبة لهما، ما يعني حل مشكلة استعادة سيطرة الحكومة السورية على جميع أراضي البلاد، وضمان الأمن الموثوق به للحدود المشتركة بطول 950 كيلومتراً مع تركيا، ومنع وقوع هجمات عبر الحدود وتسلل إرهابيين".
الاجتماعات الرباعية
وأواخر نيسان الماضي، عُقد في موسكو اجتماع رباعي ضمّ وزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا وإيران ونظام أسد، وذلك في إطار المساعي الرامية لتطبيع العلاقات بين أنقرة والأسد.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان آنذاك، إن الاجتماع ناقش الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتطبيع علاقات أنقرة ودمشق، إضافة لتكثيف الجهود لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم.
يأتي ذلك بعد اجتماع سابق عُقد في 15 و16 من شهر آذار الماضي حول سوريا على مستوى نواب وزراء الخارجية في موسكو، لم يتم فيه التوصل إلى حل لأي من الأمور العالقة بين دمشق وأنقرة، فيما أصرت ميليشيا أسد على خروج القوات التركية من الشمال، الأمر الذي رفضته أنقرة.
وكان اجتماع ثلاثي بمشاركة وزيري الدفاع التركي الروسي ونظام الأسد ورؤساء المخابرات عُقد أيضاً في موسكو في 28 كانون الأول الماضي تم التوصل فيه إلى اتفاق لاستمرار هذه الاجتماعات وتبادل وجهات النظر حول عدة أمور على رأسها ميليشيا حزب العمال وقسد شرق سوريا والتي تدعمها واشنطن.
التعليقات (2)