تناولت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها اليوم خبر دعوة بشار أسد إلى قمة جامعة الدول العربية، ووصفته بالمستبدّ وبمجرم الحرب وتاجر الكبتاغون، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تبعث برسائل مرعبة لضحاياه.
وقالت الصحيفة البريطانية إن استضافة السعودية وتخصيص مقعد لبشار الأسد "المستبد الذي عذّب وسجن وقصف وحاصر الأشخاص الذين من المفترض أن يخدمهم" ستمثل يوماً حزيناً للدبلوماسية العربية، وترسل رسالة تقشعر لها الأبدان لضحايا فظائع النظام: يمكن للأسد أن يستمر في الإفلات من العقاب".
وفي حال حضر بشار الأسد هذه القمة، كما هو متوقع، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الترحيب به في الاجتماع السنوي لقادة المنطقة منذ تعليق مشاركة سوريا عام 2011 لمعاقبة الأسد بسبب قمعه العنيف لانتفاضة شعبية سلمية وفشله في الالتزام بمبادرة سلام عربية.
وأشارت الصحيفة إلى القصف الهمجي لنظام أسد على المدنيين ودعم بعض الدول الخليج لكيانات في فصائل المعارضة إلا أنها بعد مضي أكثر من عشر سنوات، ورغم مقتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص وإجبار 12 مليونًا على ترك منازلهم، اختارت معظم الدول العربية الترحيب بعودة الأسد إلى "الحظيرة".
الجامعة العربية "هيئة بلا أسنان"
ووصفت الصحيفة جامعة الدول العربية بأنها "هيئة بلا أسنان" إلى حد كبير، لكن قرار إعادة قبول سوريا، الذي اتخذه وزراء الخارجية هذا الشهر ، يمنح انتصارًا دبلوماسيًا غير ضروري وغير مبرر لمجرم حرب وشركائه في الجريمة - إيران وروسيا.
ويرى من يدفعون باتجاه إعادة الارتباط مع نظام الأسد أنه نهج سياسي واقعي، يعترف بأن الأسد لن يذهب إلى أي مكان بعد استعادته السيطرة على معظم البلاد بدعم عسكري من موسكو وطهران - وأن الدول العربية بحاجة إلى معالجة المشاكل التي تنتشر عبر الحدود، مشيرة إلى الكبتاغون الذي يتاجر به بشار الأسد ويروّجه في الدول العربية والخليجية.
وانتقدت الصحيفة مكافأة الأسد دون تقديم تنازلات أولاً لتخفيف معاناة السوريين مؤكدة عدم وجود مؤشرات على أن الأسد على وشك تغيير سلوكه البلطجي، وأنه لم يُظهر أي ندم على جرائمه.
وقالت الصحيفة إن الفكرة القائلة بأن 6 ملايين لاجئ سوري في الخارج سوف يندفعون إلى بلادهم إذا ضخت دول الخليج أو غيرها أموالاً لإعادة بناء المدن التي دمرتها قوات الأسد هي فكرة خيالية. ويخشى الكثير على حياتهم، إذ لا يزال عشرات الآلاف من السوريين محتجزين بشكل تعسفي أو "مُختفين".
التعليقات (5)