الانتخابات التركية حديث السوريين.. تأثير يشمل الجميع ويدفعهم للتفاعل

الانتخابات التركية حديث السوريين.. تأثير يشمل الجميع ويدفعهم للتفاعل

بعدما تقرر الذهاب إلى جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية التركية، عقب عدم تمكن أي من المرشحين من الحصول على أغلبية مطلقة تمكنه من الفوز، يعيش السوريون سواء داخل تركيا أو خارجها خاصة في الشمال السوري حالة من الترقب والقلق لارتباط تلك الانتخابات بعدد من الملفات التي تهمهم.

وطوال الأيام الماضية لم يكن السوريون بمنأى عن حالة الاحتقان والاستقطاب التي رافقت الانتخابات، حيث كانت تعليقاتهم حاضرة، واختلفت باختلاف توجهاتهم ومناطق وجودهم.

في تركيا، يتخوف معظم السوريين بمن فيهم أولئك الحاصلون على الجنسية التركية من ارتدادات سلبية عليهم بعدما لم يتمكن تحالف الشعب بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان من الفوز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، خاصة أن ورقة اللاجئين أصبحت ورقة سياسية قوية للأحزاب التركية الساعية لجذب أصوات الناخبين.

ويبدي أحمد الحوري وهو سوري حاصل على الجنسية التركية منذ 2018 ومقيم في إسطنبول خشيته من فقدان الاستقرار الذي يشعر به في تركيا، في حال فازت المعارضة بالرئاسة.

ويقول في حديث مع أورينت نت: "قدمت منذ سنوات إلى تركيا درست هنا وبدأت بمشروعي الخاص، مجرد التفكير بالهجرة مرة ثانية أو ممارسة مزيد من المضايقات علينا بما فيها التهديد بسحب الجنسية يشكل عامل خوف بالنسبة لي.. أتمنى أن يفوز أردوغان بالرئاسة".

أما خالد العموري (41 عاماً) وهو يقيم في أضنة وفق بند الحماية المؤقتة (الكمليك) فيؤكد أن "مجرد التفكير بالعودة إلى سوريا يمثل كابوساً بالنسبة لي ولعائلتي، لم تعد سوريا بلداً لنا، ولا نشعر بالأمان الكامل هنا في ظل الوضع السياسي الراهن، وفي الوقت ذاته لا توجد إمكانية الهجرة إلى بلدان أوروبية كما فعل ملايين السوريين سابقاً".

على الجهة الأخرى في الشمال السوري، فقد أبدى عدد من سكان إدلب مخاوفهم من فوز مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو في الرئاسة بعدما أعلن صراحة نيته بإعادة اللاجئين في غضون عامين وسحب القوات التركية من المنطقة.

وقال أحمد عبود لأورينت نت: "تابعنا الانتخابات التركية عن كثب، هنا في المناطق المحررة نأمل أن يفوز أردوغان لأنه استقبل اللاجئين السوريين وفتح الحدود وسهل عملية دخول المساعدات عبر تركيا".

فيما قال خالد شقيق أحمد عبود، إن الأمر لا يهمه على الإطلاق خاصة أن الطرفين سبق ووعدا بالتطبيع مع النظام وترحيل اللاجئين، موضحاً أن "ما يهمنا هو النتائج على الأرض وعلى ما يبدو فإننا خاسرين في كلتا الحالتين".

أما السوريون في البلدان الأوروبية فقد كان اهتمامهم على الصعيد الشخصي أقل بنتيجة الانتخابات ما عدى أولئك الذين ما تزال عائلاتهم موجودة في تركيا.

فعلى منصات التواصل الاجتماعي، انقسمت تعليقات السوريين حيال نتائج الانتخابات في الجولة الأولى، حيث كتب الصحفي ماجد شمعة: "من يع.بد أردوغان لا يلوم عب.يد بشار فكلاهما بالنهاية عب.ييييد .. لا ولن يفهموا معنى الحرية والكرامة". حيث تعرض للهجوم على تويتر من قبل بعض السوريين الذين اتهموه بأنه لا يهتم ولا يكترث لمشاكلهم وقضاياهم.

على الطرف الآخر، اعتبر عدد من الموالين لميليشيا أسد أن المعارضة التركية فشلت في هزيمة "أردوغان الإخواني" حيث عبر العديد منهم عن حزنه لتصدر أردوغان النتائج رغم عدم الحسم.

ترقب ومخاوف

يرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مهند حافظ أوغلو، أن السوريين يعيشون حالياً حالة من الخوف والترقب لم يعيشوها من قبل، وذلك لكون ملف ترحيلهم موجود على قائمة التيارات السياسية جميعها.

وقال لأورينت نت إن هناك تخوفاً حقيقياً من قبل السوريين أن تربح المعارضة، وبالتالي التضييق عليهم وبدء حملة إعلامية تستهدفهم في الإعلام التركي ريثما تكتمل عملية الترحيل التي وعدت بها المعارضة.

وأضاف أن ذلك سينعكس على المجتمع التركي وسيزيد من حجم الشحن الاجتماعي وزيادة التوتر، فيما سيبقى السوريون دون أي أمل في ظل التفكير أن بقائهم أصبح مسالة أشهر.

بدوره، قال الصحفي المهتم بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا، أحمد صبرا، لأورينت نت إن السوريين انتظروا بشغف فوز أردوغان من باب أن ذلك سيوفر الأمن والاستقرار في البلاد، إلا أنهم أصيبوا بخيبة أمل وإحباط وقلق كبير مع ذهاب الانتخابات لجولة ثانية.

وأضاف: "بات العديد منهم ينتظر يوم الحسم الجديد ليستقر ذهنياً على الأقل ويبعد شبح الترحيل الذي يهدد أمنهم واستقرارهم بسبب وعود المعارضة التركية".

وتعتبر الانتخابات التركية مفصلية بالنسبة إلى السوريين لدورها في تشكيل شكل وأوجه السياسة الخارجية والداخلية للبلاد تجاه الملف السوري في السنوات المقبلة، خاصة أنه تركيا تدير مناطق الشمال السوري، حيث يقيم أكثر من 4 ملايين شخص، وما يقارب عددهم في الداخل التركي.

وشهدت تركيا الأحد انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث تنافس في الرئاسية كل من مرشح تحالف الجمهور الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح تحالف الأمة زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، ومرشح تحالف "أتا" (الأجداد) سنان أوغان.

والإثنين، أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أحمد ينار رسمياً إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 مايو/ أيار الجاري، لعدم حصول أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.​​​​​​​

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات