أثار خبر دعوة وزير الخارجية السعودي لعدم مكافأة بشار الأسد على انتهاكاته لحقوق الإنسان بسوريا جدلاً واسعاً على منصات التواصل ولا سيما اعتقاد البعض بأن أورينت فبركت كلام الوزير لأنهم لم يعثروا عليه عندما عادوا للمصدر الذي اعتمدت عليه أورينت.
وبناء عليه، تضع "أورينت نت" جمهورها أمام المصادر الألمانية الرسمية التي اعتمدت عليها في إسناد الخبر، وتؤكد بالصور أن ذات المصادر هي من عدلت لاحقاً التصريحات ونسبتها تارة للوزيرة الألمانية وقامت تارة أخرى بحذفها.
وفي بادئ الأمر نشر موقع قناة دويتشه فيله الألمانية النص الذي نقله موقع أورينت نت بحذافيره وجاء فيه "في المقابل قال الوزير السعودي إنه لا ينبغي مكافأة الأسد على أخطر انتهاكات لحقوق الإنسان"، وهو ذات النص الذي نشرته كذلك وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عقب نقل تصريحات وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك.
لاحقاً قام موقع القناة الألمانية بتعديل الصياغة ناسباً تلك العبارة إلى الوزيرة الألمانية بدلاً من وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان.
وما هي إلا فترة وجيزة حتى قام الموقع على حذف تلك العبارة من عين أصلها دون أن يقدم تبريراً أو توضيحاً أو أي اعتذار.
وفيما يلي الصور التي توثق النص الأول، ومن ثم النص المعدل وصولاً إلى النص النهائي الذي حذفت العبارة منه بالكامل دون أي توضيح من قبل المصدر.
نص خبر أورينت قبل نشر التوضيح
في تصريح مفاجئ، أكد وزير الخارجية السعودي ضرورة محاسبة بشار الأسد وعدم إفلاته من العقاب، وذلك رغم تطبيع الرياض علاقاتها معه مؤخراً.
جاء ذلك خلال محادثات أجراها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، مساء أمس الإثنين على هامش اجتماع تحضيري للجامعة العربية في مدينة جدة.
وخلال تلك المباحثات، قالت بيربوك إن "كل خطوة نحو الأسد، يجب أن تستند إلى تنازلات ملموسة"، محذرة من مغبة "التطبيع غير المشروط" للعلاقات مع بشار الأسد.
وفي المقابل، قال الوزير السعودي إنه لا ينبغي "مكافأة الأسد على أخطر انتهاكات لحقوق الإنسان"، وفق ما نقل موقع قناة دويتشه فيله الألماني.
عرض سعودي ضخم
وفي 7 من الشهر الجاري، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي أن وزراء الخارجية العرب تبنوا خلال اجتماعهم قراراً بإعادة بشار الأسد إلى مقعد سوريا بالجامعة.
ورداً على ذلك، أكدت الخارجية الألمانية "ألا شيء تغيّر على أرض الواقع في سوريا يستدعي التطبيع مع الأسد".
وفي 18 من نيسان الماضي، زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دمشق والتقى بشار الأسد في أول زيارة رسمية سعودية منذ عام 2011.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصدر إقليمي مقرب من حكومة أسد ومصدر سوري آخر مقرب من الخليج، بأن السعودية اقترحت تعويض حكومة أسد عن خسارتها في تجارة الكبتاغون حال توقفها.
وبحسب المصدر الإقليمي، فإن السعودية عرضت أربعة مليارات دولار، وذلك بناء على تقديراتها لقيمة تلك التجارة، مضيفاً أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان تقدم بذلك العرض خلال زيارة إلى دمشق.
التعليقات (8)