أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينار اليوم الإثنين عن تأجيل حسم المعركة الانتخابية الرئاسية بين الرئيس رجب طيب أردوغان والمرشح عن الحزب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو بعد ليلة مثيرة لم تنم فيها تركيا حتى الصباح.
ورغم أن أردوغان لم يتمكن من الفوز بكرسي الرئيس الثالث عشر لتركيا من الجولة الأولى غير أنه حلّ بالمركز الأول بنسبة 49.50 بالمئة، بفارق 4.6 نقاط عن كليجدار أوغلو الذي حصل على 44.90 بالمئة، في حين حل المرشح سنان أوغان بالمرتبة الأخيرة بـ5.2 بالمئة.
واحتاج الرئيس أردوغان أقل من نصف بالمئة ليحقق نسبة 50 +1 ويعبر إلى الولاية الرئاسية الثالثة التي تتزامن مع الذكرى المئوية الأولى على تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، ليتأجل الحسم إلى الـ28 من الشهر الجاري، وفق ما أعلنت الخطابات.
الدكتور حسام الدين إينانج: 3 نقاط قوة تدعم أردوغان
وفتح الإعلان عن جولة انتخابية ثانية فيما يتعلق بالسباق الرئاسي الباب واسعاً أمام وسائل الإعلام المحلية والدولية، للبحث في حظوظ كل مرشح وما هي أبرز نقاط القوة التي يمتلكها في مواجهة الخصم الآخر، وقد صبت معظم ترجيحات الفوز في خانة الرئيس رجب طيب أردوغان لأسباب عديدة، منها الخبرة السياسية الطويلة والتفوق الذي حصل عليه بنتيجة مريحة رغم عدم الفوز لأن الجولة الثانية لن تحتاج سوى للفوز بالنتيجة بغض النظر عن الفارق.
غير أن الأكاديمي التركي حسام الدين إينانج رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة كوتاهيا أكد أن هناك ثلاثة أسباب رئيسة تؤهل الرئيس أردوغان للفوز بالجولة الثانية وبفارق مريح.
وقال إينانج في اتصال هاتفي مع موقع أورينت، إن أهم نقاط قوة أردوغان في الجولة الثانية هي أن حزبه وتحالفه قد حقق الأغلبية في البرلمان، مؤكداً أن هذا الأمر سيكون عاملاً سلبياً على نفسية المرشح المنافس والناخب في الوقت نفسه، حيث إن هذه الأغلبية ستجعل الناخب يتردد بالتصويت لرئيس سيقيده البرلمان وقد يجعله غير قادر على تنفيذ الكثير من وعوده الانتخابية التي صوت له الناخب التركي على أساسها.
وأما السبب الثاني فيرى الدكتور إينانج أن معظم أصوات التي حصل عليها مرشح تحالف الأجداد سنان أوغان ستذهب للرئيس أردوغان لأن توجهات المرشح كليجدار أوغلو وتحالفه مع أحزاب "كردية" تدعم الانفصالين ولها توجهات قريبة من حزب العمال الإرهابي تخيفهم، كما إن النتيجة التي حصل عليها كليجدار أوغلو ونوعية المصوتين له ستجعل الكثيرين من الناخبين الأتراك أيضاً يذهبون باتجاه الرئيس أردوغان، خوفاً على وحدة التراب التركي ودعماً للاستقرار والتوازن.
وكان مرشح الرئاسة ذو التوجه القومي سنان أوغان أعلن في أول كلمة له بعد التعرف إلى النتائج شبه النهائية للانتخابات أنه لن يدعم كليجدار أوغلو في الجولة الثانية إذا بقي على موقفه بتقديم تنازلات للحزب المؤيد للأكراد ويقصد أصحاب التوجه الانفصالي.
كما إن نقطة القوة الثالثة لدى الرئيس أردوغان كما يراها رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة كوتاهيا فهي التماسك الذي يتمتع به تحالف الجمهور بقيادة أردوغان والكاريزما القيادية التي يتمتع بها، إضافة إلى الفارق المريح الذي حققه في الجولة الأولى كله سينعكس على سير الانتخابات ونتائجها في الجولة الثانية.
الدكتور حسام الدين إينانج رئيس قسم العلاقات الدولية في جامعة كوتاهيا
ومع صدور نتائج الانتخابات الرئاسية، كان لافتاً تراجع حدة تصريحات بعض الزعماء والساسة الأوروبيين ، تجاه الرئيس أردوغان، حيث قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دنيدياس إن أداء الرئيس أردوغان كان أفضل من المتوقع في الجولة الأولى من الانتخابات، وخففت الولايات المتحدة من لهجتها تجاه نتيجة الانتخابات، حيث أعلن بايدن أن بلاده ستتعامل مع الفائز أيا يكن، علما أن إدارته لم تخف أبدا دعمها الكبير قبل الانتخابات لمرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو.
كما كان من اللافت أيضا استقالات قادة كبار في صفوف المعارضة وعلى رأسهم نائب كليجدار أوغلوفي الحزب الجمهوري ونائب ميرال اكشنر زعيمة حزب الجيد وهما أهم حزبين في تحالف المعارضة والتي تضم أيضا أحزاب المستقبل والسعادة والحزب الديمقراطي وحزب الديمقراطية والتقدم.
وأمس الأحد، انطلقت عملية التصويت في عموم تركيا في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع في البلاد لانتخاب رئيس جديد لمدة 5 سنوات، واختيار أعضاء البرلمان البالغ عددهم 600 نائب.
وتأتي الانتخابات في وقت تواجه فيه تركيا عدة أزمات، ولا سيما بعد تعرضها للزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد وخلف أكثر من 50 ألف قتيل ودماراً واسعاً بالأبنية السكنية ونزوح الملايين عن ولاياتهم.
التعليقات (2)