لأجل أوكرانيا.. واشنطن حاولت خنق القوات الروسية في سوريا ودولة عربية أفشلت المخطط

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الجيش الأمريكي حاول من أجل أوكرانيا خنق القوات الروسية في سوريا عبر قطع الإمدادات الجوية من وإلى روسيا، إلا أن مصر أفشلت ذلك المخطط رغم مطالب البنتاغون. 

وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير إن الولايات المتحدة وأوكرانيا أقنعت دولًا من بينها تركيا والأردن والعراق بقطع وصول بعض الطائرات العسكرية الروسية على الأقل العام الماضي بعد غزو أوكرانيا، ما أجبر طائرات موسكو على التحليق 2000 ميل إضافية، وما يصل إلى خمس ساعات أخرى للوصول إلى قواعد إستراتيجية في سوريا.

لكن مصر سمحت بالتحليق الجوي الروسي، ما منح موسكو طريقًا ملتويًا مكّن الرحلات الجوية من نقل أسلحة إلى أوكرانيا من سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين ومصريين تأكيدهم أن العديد من المسؤولين الأمريكيين طلبوا من مصر في شباط وآذار إغلاق مجالها الجوي أمام الجيش الروسي، وهي خطوة ستمنع فعليًا الوصول الجوي إلى سوريا وقال المسؤولون إن مصر لم تستجب للطلب وواصلت السماح للرحلات الجوية الروسية.

ألفا ميل إضافية

ونتيجة منع دول تركيا والأردن والعراق واليونان الطيران الروسي من التحليق في مجالها الجوي، باتت الطائرات الروسية تحلّق فوق بحر قزوين ثم إيران والسعودية  ومنها إلى مصر وصولاً إلى سوريا عبر البحر المتوسط، وهو ما يضيف 2000 ميل للرحلة التي تستغرق أكثر من ست ساعات طيران، بينما كانت تستغرق أقل من ساعتين فيما مضى. 

وفقًا لسجلات الرحلات الجوية، اتجهت سبع رحلات عسكرية روسية على الأقل من وإلى سوريا في الفترة الممتدة لنحو أسبوعين بين أواخر نيسان وأوائل أيار.

وفي نيسان أيضًا، تُظهر السجلات رحلتين على الأقل لطائرة من طراز "أنتونوف إن -124" التي تستطيع حمل دبابات وعربات من جنوب روسيا إلى سوريا قبل أن تعود بعد ذلك إلى منطقة البحر الأسود جنوب روسيا، بالقرب من شبه جزيرة القرم المحتلة في أوكرانيا.

وعبّر محللون عسكريون عن اعتقادهم أن لدى روسيا مخزونات من الذخيرة وعربات المشاة والدفاعات الجوية وقطع الغيار والأفراد في سوريا قد تكون مفيدة في الحرب في أوكرانيا.

ماتيو بوليج، الزميل الاستشاري في مركز تشاتام هاوس للأبحاث والخبير في الحرب الروسية والصناعة العسكرية في البلاد وصف ذلك النهج بـ "التكيّف التكتيكي"، وقال "إنهم على الأرجح يسحبون العتاد من كل مكان. لقد رأينا عمليات نشر مماثلة ومنطقًا مشابهًا عبر المناطق العسكرية في روسيا، حيث يستخدمون قاعدة بيانات لما لديهم في أي وقت".

وكانت وثائق مسربة كشفت في نيسان الماضي أن الرئيس المصري كان يستعد لتزويد روسيا سرًا بـ 40 ألف صاروخ، بالإضافة إلى قذائف مدفعية وبارود، وفقًا لوثيقة اطلعت عليها صحيفة واشنطن بوست.