استبدلها بأخرى مزورة.. مصادر تكشف لـ"أورينت" كيف نهب نظام أسد آثار حلب وتدمر قبل بيعها

استبدلها بأخرى مزورة.. مصادر تكشف لـ"أورينت" كيف نهب نظام أسد آثار حلب وتدمر قبل بيعها

كشفت مصادر خاصة لـ "أورينت نت" عن الطرق التي اتبعها نظام ميليشيا أسد في عمليات نهب وتهريب الآثار خارج البلاد، لا سيما بعد اندلاع الثورة السورية، حيث كان يتهم من يصفهم بـ "الإرهابيين" بنهب وسرقة حضارة البلاد.

إفراغ متحف حلب

وقال حسين مصطفى الأبرص، خبير الآثار والترميم وأحد الذين كانوا يشرفون على القطع الأثرية في متحف حلب لـ "أورينت نت": "بدأ نظام أسد يستغل المظاهرات لإلصاق كل التهم بالمتظاهرين منذ دخولهم ساحة سعد الله الجابري برفقة المراقبين الدوليين سنة 2011، حيث كانت أولى ادعاءاته تحرير خطف عناصر من الأمن، ومن ثم كانت الثانية نهب قطع أثرية من المتحف".

وأضاف الأبرص: "كنت أحد الذين صُدموا حينها، بعد نشر أذرع النظام الأمنية لأخبار داخل مدينة حلب تفيد باستغلال المتظاهرين وجود المراقبين العرب والسماح لهم بدخول مركز المدينة من أجل سرقة المتحف، في وقت كان نظام أسد قد سحب جميع القطع الأثرية من المتحف بحجة حمايتها".

سرقة الآثار واستبدالها

وبحسب ما ذكر الأبرص، أُعيدت الآثار مرة أخرى بعد عام، ولكن تم منع أي خبير آثار من فحصها أو لمسها بحجة أنه لا حاجة لذلك، وأنه من الممكن أن يتم نقلها مرة أخرى خارج المحافظة، في حال أحرزت فصائل المعارضة تقدماً واستولت على نقاط متقدمة في المدينة، مشيراً إلى أن قرار المنع صدر عن مدير متحف حلب آنذاك المثنى سلطان.

وتابع: "توصلنا فيما بعد وعن طريق البحث والمتابعة التي قمت بها أنا وخبير آثار آخر يدعى محمد حديدي، لحقيقة استبدال القطع الأثرية، وبالتحديد في الفترة الواقعة بين شهر تموز/ يوليو 2011 وشهر آب/ أغسطس 2012.

وذكر الأبرص أن مدير المتحف المثنى سلطان، قام بتهريب القطع الأثرية وتسليمها لجهات نافذة تعمل لصالح اللواء بمخابرات أسد ذو الهمة شاليش، ابن عمة رئيس عصابة المخدرات بشار الأسد، ومن هناك قامت تلك الجهات وعلى رأسهم نادر الزعبي المرتبط بميليشيا حزب الله اللبناني، بنقلها إلى لبنان وبيعها هناك، ومن ثم جرت إعادة قطع مزيفة مشابهة لها إلى حلب وأمام أعين موظفي المتحف.

نهب الآثار تحت غطاء داعش

إلى ذلك، أوضح النقيب المنشق عن مرتبات الفرقة الخامسة في ميليشيا أسد إياد قصار، لـ "أورينت نت"، طريقة استغلال نظام أسد والإيرانيين من خلفه، لتنظيم داعش من أجل نهب الآثار سواء عن طريق السرقة باسمهم أو تكليف "الدواعش" أنفسهم بالسرقة لقاء المال.

وأشار إلى أن سرقات الآثار التي تمت في تدمر، وما تبع ذلك من عمليات تدمير للآثار من قبل تنظيم داعش كلها كانت بأوامر من ميليشيا أسد، كما إن الميليشيا كانت تفتعل تفجيرات لإخفاء مجازر مرتكبة في سجن تدمر، فضلاً عن تغطية عمليات النهب وتسهيل التنقيب لاحقاً في المواقع المدمرة.

وتعود عمليات نهب الآثار في سوريا إلى ما قبل عام 2011، إذ سبق أن وثقت جمعيات حقوقية عشرات السرقات التي نفذها مسؤولون في عهد رئيس عصابة المخدرات بشار الأسد وعهد والده حافظ.

ونشرت "جمعية حماية الآثار السورية" بالتعاون مع مؤسسة "جيردا هنكل" الألمانية تقريراً وثّق الأضرار التي لحقت بالآثار السورية منذ عام 2011 وحتى عام 2020، وجاء فيه أن 29 متحفاً ودار عبادة في سوريا تعرضت لأضرار نتيجة القصف والنهب، فيما وثقت سرقة أكثر من أربعين ألف قطعة أثرية.

واستثنى التقرير الذي صدر سنة 2020 عشرات الآلاف من القطع المنهوبة وغير المسجلة في قوائم ودفاتر 19 متحفاً.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات