الجيش اللبناني يغدر بعشرات اللاجئين السوريين

بعد أن وعد الجيش اللبناني ومخابراته بإيقاف حملة الترحيل الجارية بحق اللاجئين السوريين في لبنان، طالباً من المخالفين تسوية أوضاعهم القانونية وتسجيل أسمائهم في البلديات، شنّ فجر اليوم الأربعاء، حملة دهم واعتقال لعدد من السوريين في البقاع الغربي واقتادهم لجهة مجهولة.

وذكر مصدر محلي لـ أورينت نت أن الجيش اللبناني شنّ حملة دهم واعتقالات استمرت من الساعة السادسة وحتى التاسعة صباح الأربعاء، حيث طالت عدداً من مخيمات ومنازل اللاجئين السوريين شمال شرق بلدة "غزة" بريف البقاع الغربي.

حملة اعتقال ومداهمات

وأشار إلى أن دوريات الجيش داهمت كذلك عدداً من منازل السوريين المقيمين خارج المخيمات، حيث اتجهت قوة ضخمة واقتحمت مبنيين على الطريق الرئيسي بغزة وجرى اعتقال 4 أشخاص عرف منهم ماهر الرفاعي ورضا آذان وعبد الله آذان من منطقة البويضة جنوب دمشق.

وأكد المصدر اعتقال 15 لاجئاً سوريّاً حتى ظهر اليوم، فيما نصبت قوات الجيش حواجز قرب جب جنين لتفتيش السوريين، مضيفاً أنها صادرت عدداً من ممتلكاتهم بما فيها دراجات نارية كانوا يقودونها.

وتمت عملية الاعتقالات بشكل عشوائي وفق المصدر الذي أكد أن الجيش اللبناني غدر بالسوريين بمن فيهم أولئك المنتهية صلاحية إقاماتهم وقاموا بتسجيل أسمائهم لتسوية أوضاعهم.

كما قامت دوريات للأمن اللبناني بإقفال محال السوريين بمنطقة جبل لبنان بأمر قضائي بالشمع الأحمر، محذرة اللاجئين السوريين من تعرضهم للمساءلة القانونية والقضائية وتهديدهم بالاعتقال رغم امتلاكهم لإقامات سارية المفعول وتراخيص لمحالهم التجارية.

وبحسب مصادر محلية أخرى فقد ارتفع عدد المخالفين من السوريين الذين قبض عليهم الجيش اللبناني في عملية الدهم صباح اليوم في غزة إلى أكثر من 50 شخص.

 تسوية أوضاع!

وكان الأمن العام اللبناني قد أعلن في بيان أنه أصبح بإمكان الرعايا السوريين والفلسطينين اللاجئين في سوريا المخالفين لنظام الإقامة في لبنان تسوية أوضاعهم في الدوائر والمراكز الحدودية والمغادرة دون صدور بلاغات منع دخول بحقهم - في حال عودتهم - شرط قيامهم بدفع كامل الرسوم المتوجبة عليهم.

وأوضح أنه لا يستفيد من موضوع البند أعلاه السوريون المسجلون كنازحين وحاملو الإقامات بصفة نازح. لافتاً أنه يعمل بهذا القرار لغاية 15/6/2023 ضمناً.

وقبل أيام، قال مدير الأمن العام اللبناني بالوكالة "إلياس البيسري" إنه لا مجال لترحيل أي لاجئ أو نازح مسجل، ووعد بتخفيف القيود والإجراءات التي تتطلب من النازح للحصول على الإقامة وتسهيل ذلك ما أمكن.

حملة عنصرية

وشهد لبنان في الفترة الأخيرة تصعيداً غير مسبوق وحملة عنصرية تجاه اللاجئين السوريين في لبنان تم على إثرها ترحيل سوريين إلى مناطق أسد رغم مناشدات منظمات حقوقية وأممية لعدم ترحيلهم لما يترتب عليه من خطر على حياتهم بسبب ميليشيا أسد.

ويحتل ملف ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان أولوية كبيرة عند معظم المؤسسات اللبنانية التي انقسمت بين مؤيد ومعارض لهذا الترحيل، لما يترتب عليه من خطر على حياة المرحلين عند وصولهم لقبضة نظام أسد وميليشياته التي فروا من بطشها مسبقاً.

وكانت مصادر من اللاجئين السوريين في لبنان قد أفادت لـ "أورينت نت" بأن مخابرات الجيش اللبناني اعتقلت نحو 400 سوري خلال حملة دهم واعتقالات في مناطق "لالا وبعلول والقرعون" في البقاع الغربي.

فيما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في بيان لها، إن الحكومة اللبنانية أعادت 168 لاجئاً سورياً خلال نيسان الماضي، مشيرة إلى أن نظام أسد والميليشيات الإيرانية يشكلون تهديداً جدّياً على حياة اللاجئين المرحّلين قسرياً.