بيوتهم لا تزال محتلّة.. إعلاميون ومثقفون لبنانيون يحذّرون من إعادة اللاجئين السوريين إلى نظام أسد

بيوتهم لا تزال محتلّة.. إعلاميون ومثقفون لبنانيون يحذّرون من إعادة اللاجئين السوريين إلى نظام أسد

أطلقت مجموعة كبيرة من إعلاميين ومثقفين لبنانيين بياناً تضامنياً مع اللاجئين السوريين بعد الحملة العنصرية التي تعرّضوا لها والتي تم ترحيل عدد منهم بسببها إلى نظام أسد.

وأكد البيان الذي نشر موقع "درج" اللبناني نسخة منه، رفضَ الموقّعين على البيان من "عاملين والعاملات في مجالات الكتابة والصحافة والفنون والتعليم" للحملة العنصرية التي تستهدف اللاجئين السوريين في لبنان.

وجاء في البيان “ يتعرّض المواطنون السوريون النازحون إلى وطننا لبنان” من “حملة عنصريّة، تبدأ بتضخيم أرقامهم ومنع تجوّلهم، وإشاعة صورة بشعة ومخيفة عنهم وعن “جرائمهم” و”سرقاتهم”، وتنتهي باحتمال إعادتهم إلى نظام بشّار الأسد، الذي يصادر بيوتهم وأراضيهم، ولن يتردّد، إذا ما عادوا بالطريقة التي يريد لهم البعض أن يعودوا، في إذاقتهم سائر أشكال المرارة وتعريضهم لسائر أشكال الانتهاك، وهذا فضلاً عن أنّ جزءاً معتبراً منهم لا يستطيع العودة، ولو بشروطها الرديئة والعشوائيّة، لأنّ مناطقهم وبيوتهم لا تزال محتلّة”.

وتبرّأ الموقّعون على البيان من هذه الحملة العنصرية التي يتعرّض لها اللاجئون كما جاء في نص البيان: “إنّنا نعلن براءتنا من هذه الحملة التي تُشنّ باسم لبنان ومصالح اللبنانيّين، ونرى أنّها تستهدفنا كما تستهدف النازحين السوريّين، إسكاتاً لأصواتنا وقمعاً لحرّيّاتنا”. مضيفاً: “من موقع تمسّكنا بالوطنيّة الدستوريّة اللبنانيّة، وبقيم الحرّيّة والتعدّد، وبنظام الديمقراطيّة البرلمانيّة، نرى أنّ أنبل القيم تنقلب إلى نقيضها حين تتجرّد من مضمونها الإنسانيّ تضامناً وتعاطفاً مع أبرياء مقهورين بغضّ النظر عن جنسيّتهم وهويّتهم ودينهم وعِرقهم”.

دموية نظام أسد واحتلال حزب الله لبلادهم سبب مأساة السوريين

وأكد الإعلاميون والمثقفون الذين وقّعوا على البيان أنّ أسباب مأساة السوريين هي دموية نظام أسد واحتلال ميليشيا حزب الله لأراضيهم وتهجيرهم منها، كما جاء في البيان: “المأساة الراهنة إنّما تسبّبت بها أفعال النظام السوريّ الدمويّة، والدور الاحتلالي والتهجيري الذي أدّاه حزب لبنانيّ ممثَّلاً بقوّة في السلطة، لكنْ بدل أن تتوسّع حملة الإدانة لأفعال الطرفين المذكورين، نجد أنّ الحملة الراهنة، بسياسيّيها وإعلاميّيها وباقي مسامير آلتها، لا تكتفي بالتكتّم عن الأسد و”الحزب”، بل تكمّل أفعالهما”.

السوريون سبب في دعم اقتصاد لبنان بالأموال والحكومة تسرقها

وتطرّق البيان إلى إسهام السوريين في اقتصاد لبنان فضلاً عن الأموال والمساعدات الدولية التي تختفي في عمليات الفساد والاختلاس وأن أصحاب الحملة العنصرية "يغيّبون حقائق اقتصاديّة، في معرض استعراضهم تلك الأرقام المضخّمة عن الآثار السلبيّة للسوريّين على الاقتصاد والعمالة اللبنانيَّين"

وأضاف البيان "وممّا يتجاهلونه أنّ الوجود السوريّ هو ما يستجلب أموالاً ومساعدات دوليّة على اقتصادنا المنهوب، أموالاً ومساعداتٍ يُراد السطو عليها وإدراجها في دوّامة الفساد المعروفة، وهذا فضلاً عن أنّ الكثير من المهن التي تؤدّيها اليد العاملة السوريّة الرخيصة في البناء والزراعة وسواهما، سبق أن شغلها سوريّون قبل الأزمة، وقد أثمرت يوم ذاك ببعض أفضل النتائج على الاقتصاد اللبنانيّ".

ليس باسمنا ولا باسم وطنيّتنا اللبنانيّة

ويختم البيان: “لهذا كلّه فإنّنا، نحن الموقّعين والموقّعات أدناه، نعتبر أنّ المهمّة الكبرى المطروحة علينا جميعاً مدارها عودة النازحين إلى بلادهم شريطة أن تكون عودة طوعيّة وآمنة فعلاً، مضمونة من القوى الخارجيّة والدوليّة المؤثّرة ومنسّقة معها، وهذا كلّه يتطلّب الضغط على الدولة اللبنانيّة من أجل أن تبذل، ولو لمرّة واحدة، بعض الجهد والجدّيّة حيال قضيّة بالغة الحيويّة"

وتابع الموقعون "لكنّنا، في مطلق الحالات، ماضون في مواجهة هذه الحملة الجائرة التي لا تسيء إلى سوريّين أبرياء فحسب، بل تسيء إلينا كلبنانيّين إساءتها إلى وطنيّتنا اللبنانيّة التي نريدها إنسانيّة وديمقراطيّة وعصريّة، ومن موقعنا هذا نكرّر القول: ليس باسمنا ولا باسم وطنيّتنا اللبنانيّة.

لاجئون أم نازحون

وقد برر الموقعون استخدام نازحين بدل لاجيئن في ملاحظة في آخر البيان تقول إن وصف “نازحين” أثار بعض اللغط، لجهة أنّ تعبير “لاجئين” أدقّ في حالة السوريّين، ويوضح: “هذا صحيح مبدئيّاً، لكنّ ما أردنا توكيده باستخدام “نازحين” هو إضعاف حجّة الذين يربطون بين “اللجوء” و”التوطين” مستندين إلى ما يسمّونه خطر التوطين الفلسطيني”.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات