لا شك بأن الأسباب الحقيقية التي تدفع الحكومة اللبنانية لترحيل اللاجئين السورين قسراً من لبنان هي بتوجيهٌ من حاخامات حزب الله وكهنة إيران، مستغلين تطورات المرحلة المتعلقة بعدم قدرة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية، لذا أعطيت الأوامر لأذرع وعملاء إيران وبشار للقيام بهذه الهجمة التي هي عبارة عن فقاعات صابون لن تستمر طويلاً، لأن الهجمة العنصرية إذا ما استمرت سوف تحرم لبنان من المعونات الخارجية من الاتحاد الأوروبي من المساعدات التي تعينه على تعديل أوضاعه الاقتصادية، بحجة تحمّل أعباء اللاجئين، لكن هذه الحملة لاقت أرضاً خصبة عند البعض من العنصريين اللبنانيين أمثال وئام وهاب وعون وفرنجية الذي وعده نصر الله بأن يكون الرئيس المنتظر للبنان.
إن القانون الدولي يعطي اللاجئين حقوقاً ولا يسمح بإعادتهم إلى وطنهم وخاصة أن اللاجئين الحقيقيين(وليسوا شبيحة الآسد) حياتهم و حريتهم معرّضة للخطر» في ظل القوانين الدولية التي تحفظ حقوق اللاجئين وتمنع الدول من إعادتهم قسرياً لبلادهم في حال وجود خطر يهدد حياتهم.
نجد أنّ الساسة اللبنانيين يقفون عاجزين عن تنظيم عودة منظمة ومنسقة وأيضاً في طبيعة الحال لايمكن لنظام بشار أسد أن يقبل بعودة مليون لاجئ إلى بيوتهم لأن بيوتهم منها المهدم، ومنها أصبح ثكنة عسكرية كما هو الحال في القصير والنزارية وربلة والقرى المحيطة بمطار الضبعة. فالعودة من رابع المستحيلات إلى مناطقهم المدمرة التي أصبحت أثراً بعد عين، وعودتهم _كأبناء السُنة_ المطلوب هو التخلص منهم ولا تناسب مقولة بشار الطائفي «المجتمع المتجانس» إضافة للمشاكل العقارية والقضائية بين العائدين والمسيطرين على أملاكهم وسيطالبون بتعويضات عنها، وبشار وشبيحته اتبعوا نهج إسرائيل بسلب أملاك الغائبين
لذا سنشهد تراجع الحكومة اللبنانية عن قرار الترحيل بعد الدعوات المحلية والدولية لوقف الترحيل القسري، وتلويح الاتحاد الأوروبي وتنامي الأصوات الحرة من الداخل اللبناني كصوت الزعيم اللبناني وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي والزعيم رئيس حزب القوات سمير جعجع والمحامي الدكتور طارق شندب وكثير من الأحرار في بيروت وطرابلس الناشطين المناهضين للمشروع الإيراني في المنطقة، لذلك نحن أمام عدم إجماع لبناني على تسليم المدنيين الأبرياء لقاتلهم بشار الأسد ليزجّهم في السجون وأقبية المخابرات التابعة للفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني التابع لإيران، فلابد أمام تلك التجاوزات من تطبيق القانون الدولي الذي يحمي حقوق اللاجئين وعدم إعادتهم إلى حتفهم أو نقلهم إلى دول أخرى تلتزم بحقوق اللاجئين الحقيقيين الذين يستحقون الحماية الدولية، وليسوا الذين يتخذون من دول اللجوء ذهاباً وإياباً الى دمشق والذين مازالوا يتعاملون مع نظام الأسد ومخابراته والتخريب على اللاجئين.
على مدى التاريخ، الكل يعرف بأن السوريين هم أصحاب الخبرات المهنية العالية في الإبداع بالعمل ولهم بصمات جلية في بناء نهضة لبنان، ولم تنقطع العمالة السورية عن لبنان على مدى طويل من الزمن في الماضي والحاضر والمستقبل.
ولم يكن للسوريين أطماع في لبنان سوى البحث عن العمل وتحسين ظروف المعيشة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ونظراً لظروف القرابة التي تربط معظم العائلات السورية مع العائلات اللبنانية، فإن ذلك له دور كبير في سهولة العمل والإقامة أثناء العمل بلبنان، ولم يكن العمال السوريون في يوم من الأيام لهم أي تدخلات في الحياة اللبنانية بمختلف مجالاتها.
بقي الأمر على هذه الحالة من البساطة وحسن التعامل حتى دخلت ميليشيات سرايا الدفاع والوحدات الخاصة والأجهزة الأمنية إلى لبنان، حينئذ بدأ التدخل في تفاصيل الشأن اللبناني، وبدأ الخوف يدخل إلى قلوب اللبنانيين من خلال إدخال الرعب لقلوب الشعب اللبناني كما هو الرعب الذي يحكم به حافظ الأسد الشعب السوري بقبضة من حديد، عندئذ بدأت السلطة العسكرية الأمنية التي يديرها حافظ الأسد بتفتيت النسيج اللبناني من خلال اللعب على الوتر الطائفي، والبداية من جبل محسن حيث الفتنة تبدأ من هناك، وبدأت الفرقة تضرب كل زاوية من زوايا لبنان.
لاشك بأن الطبقة العنصرية الفوقية المتعجرفة في لبنان لم تعلم ولا تريد أن تعلم بأن لبنان الرسمي ليس بمستوى التعامل مع الأزمات، ولم يكن يوماً لبنان الرسمي صاحب قرار مستقل بل هو تابع لحزب الله ولإيران الذي تم إخضاعه عن طريق الرئيس اللبناني ميشال عون وباسيل لولاية الفقيه.
في حقيقة الأمر نتيجة لعدم مقدرة لبنان أن يعيش مستقلاً، فتارة محكوم لفرع المخابرات السورية في عنجر وتارة لوصاية حزب الله الذي يجره حسن نصر الله ليكون دولة تحت ظل ولاية الفقيه كما قال عنه نصر الله بأنه لا يريد للبنان أن يكون دولة إسلامية وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية تحت ظل ولاية صاحب الزمان الولي الفقيه (دام ظله) حسب قول حسن نصر الله.
بالفعل لقد عاث الشبيحة من السوريين فساداً في لبنان منذ بدء الثورة السورية من خلال دخولهم وخروجهم من سوريا للبنان، ومارسوا كل أنواع الخراب في لبنان والتخريب على اللاجئين الحقيقيين الذين يستحقون الحماية المؤقتة تحت بنود المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
منذ بداية الأزمة ولبنان لايزال يتعامل مع سوريا على أنها جهاز أمني أكبر من لبنان، تحت عبارات النأي بالنفس، فأي نأي بالنفس هذا ودولة على حدودها دولة تشتعل بها الحرب.
من أين جاؤوا قادتكم السياسيون بهذا المبدأ النأي بالنفس، وثلث لبنان يقاتل في سوريا تحت مسمى الجهاد المقدّس والواجب الجهادي، ومن أين جاؤوا بالنأي بالنفس والسلاح يدخل من ميناء بيروت إلى سويا من طريق الميناء ثم إلى المعبر البري لجمارك جديدة يابوس، من أين النأي بالنفس ونترات الأمنيوم تُخزّن في ميناء بيروت؟!، ومن أين النأي بالنفس والمواد الأولية للبراميل المتفجرة مخزّنة بالضاحية الجنوبية ونترات الأمونيوم في ميناء بيروت.
أين السيادة اللبنانية ولبنان يعيش دولة داخلها دويلات، وأكبرها دويلة حزب الله التي ابتلعت الدولة وتأخذ رواتبها من إيران وتنفذ سياسة إيران ولا تنتمي بولائها للبنان.
في الختام لاشك بأن رائحة الخطاب العنصري لشريحة محدودة من اللبنانيين الكريهة إذا ما قوبلت بردة فعل عربي منعكس من بعض الدول العربية التي يوجود بها اللبنانون الذين يعملون لكسب لقمة العيش، والذين يتجاوز عددهم سكان لبنان في الداخل اللبناني، وعودتهم ستسبب الكثير من التضخم السكاني في لبنان، ستزيد من تفاقم العجز الاقتصادي المنهار.
التعليقات (2)