أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن الاجتماع الرباعي المقبل سيُعقد في العاصمة الروسية موسكو بعد إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا يوم 14 أيار/مايو المقبل، فيما جددت واشنطن موقفها الرافض لتطبيع دول المنطقة مع نظام الأسد.
وقال قالن في كلمة له خلال مشاركته، الأربعاء، في مؤتمر "قرن السياسة الخارجية التركية" إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيُجري اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الخميس، قبيل افتتاح محطة أق قويو النووية.
ولفت أن أردوغان وبوتين سيبحثان خلال الاتصال الهاتفي العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين ومشاكل المنطقة بما فيها مكافحة الإرهاب.
وحول مسار التطبيع مع نظام الأسد، أضاف قالن إن الاجتماع الرباعي التركي - الروسي - السوري - الإيراني المقبل في موسكو سيُعقد بعد الانتخابات الرئاسية، مضيفاً: "أصدقاؤنا يعملون على تحديد تاريخ لاجتماع جديد".
وأكد قالن أنه يجب أن يُعقد الاجتماع الرباعي دون شروط مسبقة، مشيراً إلى أن وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات يُجرون محادثات استمراراً لهذه العملية الجارية.
وواصل: "أبرزنا عدة قضايا منذ البداية، أولاً مكافحة الإرهاب وضمان أمن حدود تركيا ومحاربة العناصر الإرهابية هناك. وثانياً ضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم بأمان. أما ثالثاً فهو الحفاظ على العلاقات الثنائية، وتطوير إرسال المساعدات الإنسانية في مختلف المجالات".
وأكد المتحدث الرئاسي أنه "يجب أن تستمر هذه الاجتماعات دون أي شروط مسبقة لاستمرار المفاوضات. ونحن نواصل جهودنا لضمان أمن حدودنا وسلامة أرواح وممتلكات اللاجئين"، معرباً عن أمله أن تتطور الأمور بطريقة إيجابية.
الموقف الأمريكي
من ناحيتها، جددت الولايات المتحدة موقفها الرافض للتطبيع مع نظام الأسد في ظل الأوضاع الراهنة، وقالت الخارجية في بيان إن واشنطن لن تطبّع العلاقات مع نظام الأسد دون إحراز تقدم حقيقي نحو إيجاد حل سياسي للصراع.
وأضاف البيان أن إنهاء الصراع يتطلب التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي يُعتبر الحل الوحيد القابل للتطبيق الذي يمثّل إرادة جميع السوريين.
وقال البيان: "أكدنا لشركائنا الإقليميين، الذين هم على اتصال مع النظام، أن الخطوات الموثوقة لتحسين الوضع الإنساني والأمني للسوريين يجب أن تكون في مقدمة وفي محور أي اتصال".
بدورها شدَّدت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، خلال اجتماع مع "هيئة التفاوض السورية" على أن سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا لم تتغيَّر.
التطبيع التركي مع الأسد
والثلاثاء عُقد في موسكو اجتماع رباعي ضم وزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا وإيران ونظام أسد، وذلك في إطار المساعي الرامية إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة والأسد.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان، إن الاجتماع ناقش الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتطبيع علاقات أنقرة ودمشق، إضافة لتكثيف الجهود لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم.
ويأتي ذلك بعد اجتماع سابق عُقد في 15 و16 من شهر آذار الماضي حول سوريا على مستوى نواب وزراء الخارجية في موسكو، لم يتم فيه التوصل إلى حل لأي من الأمور العالقة بين دمشق وأنقرة، فيما أصرّت ميليشيا أسد على خروج القوات التركية من الشمال، الأمر الذي رفضه الأخير.
وكان اجتماع ثلاثي بمشاركة وزيري الدفاع التركي الروسي ونظام الأسد ورؤساء المخابرات عُقد أيضاً في موسكو في 28 كانون الأول الماضي، تم التوصّل فيه إلى اتفاق لاستمرار هذه الاجتماعات وتبادل وجهات النظر حول عدة أمور على رأسها ميليشيا حزب العمال الكردستاني وقسد شرق سوريا، والتي تدعمها واشنطن.
ويدور جدل واسع في تركيا حول وضع اللاجئين السوريين، حيث توعدت كل من الحكومة والمعارضة بترحيلهم ضمن خطط متفاوتة في حال الفوز بالانتخابات وذلك وسط تصاعد مشاعر الكراهية والعنصرية تجاههم بفعل حالة الاستقطاب التي تشهدها الساحة التركية بين الأحزاب السياسية، من جهة، وبفعل الوضع الإقليمي والدولي المشتبك من جهة أخرى.
التعليقات (0)