أطفال تُركوا وحدهم وأسر حُرموا آباءهم.. قصص ومآسي عائلات سورية رُحّلت قسرياً من لبنان (فيديو)

أطفال تُركوا وحدهم وأسر حُرموا آباءهم.. قصص ومآسي عائلات سورية رُحّلت قسرياً من لبنان (فيديو)

أثارت حملة الجيش اللبناني الأخيرة في المناطق والمخيمات التي يقطنها اللاجئون السوريون في بيروت والبقاع بهدف ترحيلهم قسرياً، ردود فعل ساخطة بين الأهالي الذين اشتبك بعضهم مع قوات الأمن لمنعهم من مواصلة تجاوزاتهم، فيما أدانت العفو الدولية تلك الخطوة، معتبرة أنها قد تودي بحياة اللاجئين وتتسبب باعتقالهم وزجهم في سجون الأسد.

ووفقاً لمواقع محلية وشهود عيان، فإن حملة الاعتقالات شملت العاصمة بيروت وبرج حمود وحارة صخر وصولاً إلى منطقة وادي خالد والهرمل وقضائي الشوف وكسروان في جبل لبنان، تم خلالها اعتقال المئات بتهم مختلفة بزعم الشغب وعدم امتلاك أوراق ثبوتية.

وبيّن مركز حقوقي أن السلطات اعتقلت 64 لاجئاً سورياً من مناطق مختلفة يومي 10 و11 نيسان الجاري من بينهم مرضى وأطفال، حيث تعرضوا خلال المداهمات لانتهاكات خطيرة أبرزها الاعتقال والترحيل القسري وسوء المعاملة بظروف لا إنسانية.

وتخللت عمليات الترحيل المفاجئة هذه وقوع عدة مآسٍ للاجئين، وتفريق أفراد العائلة عن بعضهم البعض ومن بينهم أطفال رضع وآخرون لم يبلغوا سن الرشد، فبحسب موقع الحرة قام الجيش باعتقال عائلة الطفلة (رغد) 7 سنوات التي تقطن في بلدة رشميا بجبل لبنان وذلك خلال ذهابها إلى المدرسة.

 

وأشارت الحرة إلى أن الطفلة الصغيرة عندما عادت، فوجئت بأن والديها وأشقاءها غير موجودين بالمنزل، حيث تم اعتقالهم من قبل الجيش، وعندها بدأت بالبكاء لحين وصول أحد معارف والدها الذي أتى لأخذها، حيث بقيت حتى الآن عندهم دون عائلة أو حتى لباس جديد في أيام العيد.

أما اللاجئ (محمد) الذي يسكن في بلدة الغابون المجاورة، فيعيش مع زوجته وأطفاله الخمسة في حالة رعب وخوف الاعتقال والترحيل، مؤكداً أنه لا يمكنه العودة لأنه من جبل الزاوية في إدلب، وهذا حسب قوله تهمة بذاتها، حيث إن ميليشيا أسد تعتقل كل من ينتمي إلى تلك المنطقة والمسؤولون اللبنانيون يُدركون تماماً مصير المعارضين حال عادوا إلى بلادهم. 

وبالمثل شكا اللاجئ (إسماعيل) الذي رُحّلت زوجته فاطمة وطفلتاه (سهى ووردة) وذلك بعد مداهمة الجيش بلدة رشميا صباحاً، حيث عاد من عمله ولم يجدهم، فانقلبت حياته إلى مأساة كبيرة، خاصة أنه لا يعلم عنهن أي شيء حتى اللحظة، وحاول الاتصال بزوجته لكن هاتفها كان مغلقاً.

ويؤكد اللاجئ السوري أن زوجته فاطمة ليست والدة ابنتيه الحقيقية، وأن أمهما تسكن في جنوب لبنان، كما إنهم سجلوا لدى مفوضية شؤون اللاجئين، لكن ليس لديهم إقامة وقد جاؤوا هرباً من الحرب بسوريا.

 

وبالنسبة لـ (حسين) الذي داهم الجيش منزله في قضاء عاليه فجر الأربعاء الماضي، فقد تم توقيف ثلاثة من أبنائه أحدهم قاصر، مشيراً إلى أن عناصر الأمن دخلوا بيته وفتشوا الغرف وأوقفوه على الحائط والتقطوا صوراً لهم ثم اعتقلوا ابنه البكر 20 عاماً وهو والد لثلاثة أطفال أصغرهم يبلغ شهرين، وآخر 19 عاماً مع شقيقه ذي الـ 16 عاماً.

وكانت (آية مجذوب) نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو بينت أن الجيش اللبناني أخرج أباً سورياً فاراً من الخدمة العسكرية يدعى "محمد" مع عائلته على الرغم من تسجيلهم لدى مفوضية اللاجئين، ولم يتم منحه حق الطعن في قرار الترحيل الخاص به. 

وأضافت أنه لا يوجد عذر لانتهاك لبنان التزاماته القانونية، ويجب على المجتمع الدولي زيادة مساعدته وخاصة برامج إعادة التوطين والمسارات البديلة مؤكدة أنه ينبغي عدم إعادة أي لاجئ إلى مكان تكون فيه حياته معرّضة للخطر.

وفي الأثناء، حاول العديد من المواطنين اللبنانيين منع الجيش من اعتقال اللاجئين السوريين معتبرين أنهم في خطر ويجب مساعدتهم ولم يصدر منهم أي إزعاج لذا من الظلم إعادتهم إلى حضن الأسد، الذي نكّل وقتل عشرات العائدين منهم واعتدى على أطفالهم ونسائهم.

 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات