3 أسباب تحوّل الدرجات النارية إلى وسيلة نقل عامة في إدلب

3 أسباب تحوّل الدرجات النارية إلى وسيلة نقل عامة في إدلب

يصطف سائقو الدراجات النارية جوار بعضهم البعض حول دوار سرمدا، وينادون بصوت منخفض (توصيلة، توصيلة) عندما يقترب منهم من يحمل بيده حقيبة سفر أو أكياساً متوقعين أنه يحتاج لمن يوصله لمنطقة سكنه.

الدراجات النارية أضحت منافساً لشركة زاجل التي تتبع لما يسمى حكومة الإنقاذ بعد أن رفعت الشركة أجرة نقل الركاب لمرات عديدة ومتسارعة بحجج مختلفة.

أسعار الدراجات النارية في الشمال تتراوح بين ٢٠٠-٦٠٠ دولار، والكثير من مالكي هذه الدراجات يختارون الأرخص بعد تكرر حوادث سرقة الدراجات النارية في الشمال.

أبو حسن( ٤٧ عاماً ويعيل أربعة أطفال)كما عرّف عن نفسه، يجلس فوق دراجته المركونة قرب موقف باصات زاجل على دوار سرمدا منتظراً رزقه، يقول لأورينت نت " أقف هنا منذ الصباح، أنقل الركاب إلى المخيمات المجاورة وداخل سرمدا والدانا، التوصيلة بحدود ١٠ ليرات وترتفع مع بعد المسافة وكثرة الأغراض، يمكنني حمل راكبين معاً أو عائلة صغيرة".

رفع التسعيرة وبطء التنقل

ويعزو أبو حسن  تفضيل الركاب للتنقل بوساطة الدراجات النارية عوضاً عن شركة الزاجل بسبب رفع الشركة أسعارها وبطء التنقل، "تحسن عملنا مؤخراً بعد أن رفعت زاجل أجرة نقلها إلى خمس ليرات، ذلك ما سبب تحول الركاب وبالأخص فئة الشباب وكبار السن والمتأخرين عن عملهم إلى استعمال الدراجات النارية"، بحسب تعبيره.

وبينما يتحدث أبو حسن اقتحم الحوار شاب طويل، كان يقف جوارنا ويستمع إلى حديثنا:" أنا أيضاً أعمل في التوصيل، ولكننا نخاف نقل الركاب إلى المناطق الجبلية أوالمقطوعة خوفاً من التشليح، وخاصة إن كانوا شباباً أو من يحمل معه  سلاحاً، فقد قتلوا زميلاً لنا منذ فترة على طريق حارم وشلّحوه الموتور".

في هذ الأثناء حضر أحد الشباب وهو يعلق حقيبة على ظهره وطلب توصيله إلى دوار تل الكرامة الذي يبعد بحدود ثلاثة كيلومترات عن دوار سرمدا، مستفسراً عن الأجرة فقال له  أبو حسن ١٥ ليرة ، اعترض الشاب وطالب بالتخفيض واتفقا على ١٠ ليرات، سألناه عن سبب اختياره للموتور بديلاً عن باصات الزاجل فقال: الباصات زادت أجرتها وتقف كثيراً على الطريق لتنزيل وتحميل الركاب دون الالتزام بمواقف محددة، كما إن مواعيدها متباعدة لذلك اخترت الموتورات".

 

ارتفاع أسعار المحروقات

الدراجات النارية ليست فقط لنقل الركاب كمصدر رزق لكثير من الشباب في المخيمات بعد أن ضاق بهم الحال وأنهكهم النزوح والتهجير وقلّة فرص العمل، بل باتت تستخدمها العائلات في الشمال السوري في تنقلاتها عوضاً عن وسائل النقل العامة والسيارات الخاصة، وذلك بعد الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، حيث وصل ثمن ليتر البنزين إلى ٢٤ ليرة تركية وسعر ليتر المازوت إلى ٢٠ ليرة، إضافة إلى سوء الطرقات ووجود الحفريات والمطبّات، مع الازدحام الشديد وخاصة في مداخل المدن، حيث تنتشر المولات على أطراف الطرق الرئسية للمدن، كل هذه العوامل جعلت من الدراجات النارية الاختيار الأفضل.

يتحدث لنا أبو محمد النازح إلى مدينة إعزاز يركب دراجته ومن خلفه زوجته وأمامه تجلس ابنته الصغيرة متوجهاً إلى مدينة إدلب التي تبعد بحدود ١٠٠ كم "لا أملك ثمن استئجار سيارة، وليس لنا طاقة للسفر عبر عدة مراحل، لذلك أنا مرغم على ركوب الدراجة متحملاً عناء السفر مع زوجتي وبنتي لثلاث ساعات متواصلة حتى نزور أهلي في مدينة إدلب، نعمل بعض الاستراحات القصيرة على الطريق ونشرب الشاي من(ترمس) حملناه معنا". 

انتشار البطالة

منسقو استجابة سوريا وفي تقريرهم المنشور مؤخراً على موقعهم الرسمي، تحدثوا فيه عن تزايد معدلات البطالة بين المدنيين في الشمال بنسب مرتفعة للغاية، حيث ارتفعت مؤشرات البطالة عن شهر آذار 2.3% بعد فقدان أكثر من 11,372 عائلة مصادر دخلها نتيجة الزلزال الأخير الذي تعرضت له المنطقة، ووصلت نسبة البطالة العامة إلى 87.3 % بشكل وسطي، مع عجز واضح في القدرة الشرائية لدى المدنيين وبقائهم في حالة فشل وعجز على مسايرة التغيرات الدائمة في الأسعار والذي يتجاوز قدرة تحمل المدنيين لتأمين الاحتياجات اليومية.

تجارة الدراجات

لا تخلو منطقة في الشمال السوري من سوق خاص بالدراجات النارية، حيث يمتهن الكثير من الشباب التجارة بها كمصدر دخل رئيسي ، وبعد شراء الدراجة من مالكها، وتوثيق عملية الشراء لدى مكتب مختص لضمان أنها ليست مسروقة، ويتم إضافة الزينة وعبارات تلفت نظر المشترين، يقول علي الذي يمتهن تجارة الدراجات، إنه يرتاد سوق الدراجات في مخيمات أطمة يومياً للبيع والشراء، وأن مهنته تؤمن مدخولاً لا بأس به، حيث يحصل على مبلغ ٥٠ ليرة (عمولة) عن كل بازار يوفق فيه بين البائع والشاري. 

من هي شركة زاجل؟

يذكر أن شركة زاجل للنقل البري تأسست أواخر 2020، وهي تابعة لمديرية النقل في حكومة الإنقاذ التابعة لميليشيا تحرير الشام، وبدأت عملها في مدينة إدلب وتوسعت منذ ما يقارب العام على حساب  سرافيس النقل الداخلي العام والخاص.

وبعد أشهر قليلة توسعت الشركة وأدخلت  حافلات  وبولمانات حديثة متطورة، كما تعاقدت زاجل مع عدة شركات استثمارية لتزويدها بمجموعة حافلات حديثة حيث وصل عدد الخطوط العاملة إلى ٢٢ خطاً، وباتت الباصات التي تحمل شعار الزاجل  تنتشر في كل مناطق الشمال، أضيف لها مؤخرا الرحلات الليلية ورحلات إلى مناطق عفرين وإعزاز.

وانعكس توسع “زاجل” في مناطق الشمال، سلباً على أصحاب السرافيس الذين اضطر بعضهم لبيع سياراتهم التي كانت على مدار سنوات مصدر رزقهم الوحيد، أحد هؤلاء السائقين يقف جانب باب سيارته على دوار سرمدا ينتظر دوره في تطبيق الركاب إلى حارم قال:

" تضرر عملنا كثيراً بعد دخول زاجل على الخط، الظاهر أنهم من (عضام الرقبة)، شركة وتد (تابعة لتحرير الشام) تزودهم بالمحروقات بأسعار خاصة، كما إنهم غير مطالبين بتنظيم فاتورة بأسماء الركاب ودفع مبلغ ٢٠ ليرة عن كل رحلة كما هو مطلوب منا ولو معنا راكب واحد، إضافة إلى أنهم لا يقفون على الحواجز".

التعليقات (5)

    عمار العمور

    ·منذ سنة أسبوع
    طبعا أنا مع هاذا الإنتاج في شركة( زاجل ) إلى أسباب 1 اوفر من اي وسيلة نقل في الداخل 2الامان 3 يجب على الشركة ?!أن تنضم هاذا المشاكل 4يوجد كبيرين السن لا يستطيعو أن يركبون هذا الدراجات 5اغلب سائقين( السرافيس)محتالين

    محمد

    ·منذ سنة أسبوع
    زاجل وفرت المواصلات وخففت الزحمه والسرافيس ماكانت تفي بالغرض على العكس زاجل مريحه وكنت قبل نزول زاجل العشرات علمواقف وتقطع السبل أما اليوم لاتجد علموقف من واحد لثلاثه أشخاص

    يونس

    ·منذ سنة أسبوع
    رغم السلبيات الا انو وجود هي الشركة غير كثير الوضع للافضل

    ابو وليد

    ·منذ سنة أسبوع
    نعم الزاجل و الموصلات على الاهالي بلعكس تماما الزاجل مريح جدا هيك سلاما لتاخير الموعد الزاجل هو افضل حل للازمه وكثرت الزحمه والافضل من هذه الانتظار الوقت الطويل قبل الزاجل وحل مشكلة الشتاء وبلصيف حرارة الشمس لن ينتظرو الكثير

    محمد محمد

    ·منذ سنة أسبوع
    لو لا ان تسعيرة. بل ارتفاع. لا باس فيو. وبل اخص وفر. تعب سفر بل دراجات ناريه. من مناطق ادلب الى مناطق إعزاز.
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات