موائد الرحمن في ألمانيا.. حضور سوري وأجواء روحانية وتعريف بالدين الحنيف

موائد الرحمن في ألمانيا.. حضور سوري وأجواء روحانية وتعريف بالدين الحنيف

لا يمتلك السوري عبد الرحمن الحاج الوقت للحديث معنا قبل أذان المغرب، فموعد الإفطار على وشك الحلول، وينبغي على القائمين على مبادرة "موائد الرحمن" توزيع الطعام على وجبات فردية ليتم توزيعها على مائدة طويلة في إحدى الخيام الرمضانية في برلين، "يجب أن نجهّز الطعام قبل أذان المغرب، ضيوف الرحمن في بيته وعلى مائدته والتقصير غير مبرر على الإطلاق" يقول عبد الرحمن.

قبل موعد أذان المغرب بنحو ساعتين يجتمع عدد من المتطوعين لتحضير موائد الرحمن في مساجد برلين الموزعة على كامل المناطق الإدارية للعاصمة، حيث تحتوي مدينة برلين وحدها على أكثر من 80 مسجداً وعشرات المصليات.

في مسجد المركز الثقافي التربوي الإسلامي في حي النويكولن وسط برلين، يجتمع عشرات الصائمين لحضور موائد الرحمن هناك، ومع ارتفاع عدد أفراد الجالية المسلمة في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة ازدادت مبادرات موائد الرحمن لإفطار الصائمين.

 وموائد الرحمن عبارة عن موائد إفطار جماعية مجانية تقدمها المبادرات والجمعيات الإسلامية للعموم.

المساهمات بازدياد والألمان يحضرون

فرغ عبد الرحمن وزملاؤه من توزيع الطعام وتلاها توزيع الشاي والقهوة وبعض المشروبات الباردة وتفرغ للحديث إلى "أورينت نت": "حضّ رسولنا الكريم على طعام المسكين، وأمر المؤمنين بإطعام الطعام، وقال إن في السحور بركة، ونحن نحاول إحياء هذه السنّة هنا في ألمانيا".

ويضيف عبد الرحمن: "حاولنا منذ أن وصلنا عام 2015 على نقل العادات والتقاليد الاجتماعية والإسلامية الحميدة للمجتمع الجديد، وموائد الرحمن تعمّق فكرة التكافل والتراحم، ولعل إيجاد فرصة لكل من يعيش وحده للاجتماع وتناول الطعام مع الآخرين هو أقدس ما تقدمه موائد الرحمن من أجواء روحانية يفتقدها المغترب في المجتمع الجديد".

ويلفت عبد الرحمن إلى أن عدد المتبرعين ارتفع هذا العام أكثر من الأعوام الماضية رغم وجود تضخم وارتفاع أسعار، وهذا شيء مبشر، ويؤكد أن عدد من يلتزم بتعاليم وسماحة الإسلام بفضائل الإنفاق وأبواب البِرّ والعطاء قد ارتفع، وما يعنيه ذلك من تأثيم وتجريم لوجود جائع ومحروم وبائس وفقير وهو أرقى درجات التكافل المجتمعي.

يقول الشيخ "أبو عبيدة" القائم على إحدى المبادرات: "إن تغطية تكاليف موائد الرحمن تأتي بالكامل من تبرعات الخيّرين، كما يقوم عدد من المتطوعين بتحضير الطعام الذي يقدم لضيوف الرحمن، ويحرص جلّ المتبرعين على عدم إفشاء اسمه فإخفاء صدقة التطوع أفضل من الإظهار لانتفاء الرياء عنها فلا يعلم بها إلا الله تعالى وذكر نبينا الكريم بأن من أفضل الصدقات رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".

ولفت الشيخ أبو عبيدة في حديثه لـ"أورينت نت" أن موائد الرحمن تسقبل الجميع حتى غير المسلمين و"هذا يفرحنا أكثر عندما نشاهد الألمان يشاركونا طقوسنا والتعرف إلى عاداتنا".

يتحلّق حول موائد الرحمن عائلات وطلاب وشيوخ وشباب وأطفال وأشخاص من جميع طبقات المجتمع الألماني، وقال حكمت الله حقاني وهو مهندس تكنولوجي أفغاني يعمل في برلين منذ 7 سنوات "أصلي المغرب والتراويح هنا في المركز وأتناول وجبة الإفطار ضمن موائد الرحمن، ولا يعني ذلك أنني محتاج، بل على العكس أنا مكتفٍ مادياً، لكن القدوم للمركز يشعرني بالأجواء الرمضانية الروحانية التي أفتقدها هنا في ألمانيا، لا سيما أن عائلتي في كابول وأعيش بعيداً عنهم".

 السعادة تغمر وجه عبد الرحمن وكذلك الشيخ أبي عبيدة رغم تعب الصيام الواضح على محياهم، وهم ينهمكون بتقديم الطعام إلى الصائمين، ولا يتناولون إفطارهم حتى يتأكدوا من أن الجميع تناول إفطاره وشرب الشاي أو القهوة، ويختم عبد الرحمن: "أتمنى أن تستمر المبادرات الإيجابية مثل موائد الرحمن وتتوسع في المجتمعات المضيفة، لا سيما التي تجهل تعاليم ديننا وسماحته لأنها توضح الحقائق التي عملت وسائل الإعلام على طمسها لعقود طويلة". 

 

 

التعليقات (1)

    Ayman Jarida

    ·منذ سنة أسبوع
    تركو سوريا بعد ما خربت وراحو يخربوا ألمانيا قال موائد الرحمن بكرة بقولوا في عنصريين في ألمانيا وهم الذين يحاولوا نشر عاداتهم التي لا يقبلها الشعب الألماني فطروا في منزلكم وانجازاتكم العظيمه لموائد الرحمن بلاها الألمان محتاجين ناس خرجت من الجامعات وليس من الجوامع ولا يريدون جناتكم التي فيها الحور العين يا مسكين ويا مغفلين
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات