يتصدرهم تاجر ألماس شهير.. أمريكا تفرض عقوبات على شبكة ضخمة متورطة بدعم ميليشيا حزب الله

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على شبكة لتبييض الأموال مرتبطة برجل الأعمال اللبناني وجامع التحف الفنّية ناظم أحمد المتورط بدعم وتمويل أنشطة ميليشيا حزب الله الإرهابية.

وقالت الوزارة في بيان، الثلاثاء، إنها فرضت العقوبات على أحمد الذي يوصف بأنّه تاجر ألماس "ضالع في تجارة (ألماس الدماء)"، في إشارة إلى الألماس الذي ينتج في مناطق تشهد اضطرابات ويستخدم لتمويل حروب أو نزاعات مسلّحة.

شبكة من 52 شخصاً

وأشارت الخزانة الأمريكية إلى أنّها تشتبه هذه المرة بضلوع أكثر 52 جهة، بين أفراد وشركات، في مساعدة أحمد على الالتفاف على العقوبات الأمريكية.

وذكرت الوزارة أن العقوبات تشمل خصوصاً تجميد أصولها في الولايات المتّحدة ومنع أيّ شركة أمريكية أو مواطن أمريكي من التعامل معها تحت طائلة الخضوع بدورهم للعقوبات.

من جهتها، أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها بدأت ملاحقة أحمد بتهمة الالتفاف على العقوبات، وهو أجرى بحسب تقديرات الوزارة بين العامين 2020 و2022 تحويلات مالية تخطّت قيمتها 400 مليون دولار، بينها 160 مليوناً "عبر النظام المصرفي الأمريكي".

ويشمل ذلك شراء تحف فنية من معارض في شيكاغو ولوس أنجليس ومن فنان في نيويورك، بينما تطال الملاحقات أيضاً ثمانية أشخاص آخرين أُوقِف أحدهم الثلاثاء في المملكة المتحدة بطلب الولايات المتحدة.

والشبكة تشمل لبنان وعشرات الدول، ولا سيّما في القارة الإفريقية ومن بينها جنوب إفريقيا وساحل العاج، فضلاً عن الإمارات وبلجيكا والمملكة المتحدة.

والشبكة التي تم كشفها ترمي إلى تأمين تمويل لميليشيا حزب الله، عبر شراء أحجار كريمة وتحف فنّية ومنتجات فاخرة، بما يتيح تبييض أموال كانت خاضعة لعقوبات.

يذكر أن أحمد ناظم خاضع لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية منذ 2019 من خلال تصدير ألماس وأعمال فنية قيمتها مئات الملايين من الدولارات وتقديم دعم مادي لميليشيا حزب الله، فيما يهدف الإجراء الجديد إلى منع وصوله و11 شركة مرتبطة به إلى النظام المالي الأمريكي.

ممارسات احتيالية

ونقل بيان عن مساعد وزيرة الخزانة المكلّف شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون قوله إنّ "الأشخاص المتورّطين استخدموا شركات واجهة لممارسات احتيالية بغية إخفاء ضلوع ناظم سعيد أحمد في هذه التحويلات المالية".

وتابع نيلسون "يتعيّن على الفاعلين في سوق المنتجات الفاخرة أن يكونوا يقظين، خصوصاً إزاء هذه التكتيكات المحتملة التي تتيح تمويل الإرهاب وتبييض الأموال والالتفاف على العقوبات".

وأوضحت وزارة الخزانة أنّ هذه المجموعة من العقوبات أُقرّت بالتنسيق مع المملكة المتحدة، وفق ما نقلت فرانس برس.

 رصد مكافأة مالية

من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية رصد مكافأة مالية تصل إلى عشرة ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومة تتعلّق بآليات تمويل ميليشيا حزب الله "بما في ذلك تلك المتعلّقة بناظم أحمد".

وجاءت الخطوة الأمريكية بعيد إعلان الحكومة البريطانية تجميد أصول أحمد في المملكة المتحدة حيث يقتني مجموعة كبيرة من التحف الفنية ويقيم علاقات تجارية مع عدد كبير من الفنانين والمعارض الفنية ودور المزادات.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، فرضت بريطانيا أيضاً عقوبات على أحمد للاشتباه في تمويله ميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. وقالت الحكومة البريطانية إن أحمد يمتلك مجموعة ضخمة من الأعمال الفنية في المملكة المتحدة ويجري معاملات مع العديد من الفنانين والمعارض ودور المزادات في المملكة المتحدة.

وتصنف العديد من الدول الغربية وبينها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي إضافة لغالبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ميليشيا حزب الله بصفتها منظمة إرهابية، وذلك بسبب أنشطتها في مجال تهريب المخدرات وغسيل الأموال والاتجار بالسلاح فضلاً عن مشاركتها في قتل وتهجير مئات الآلاف من السوريين إلى جانب ميليشيا أسد.