كشف الصحفي الموالي "سركيس قصارجيان" مجموعة من الأسباب والعوامل التي دفعت بشار الأسد للتهرب من مسار التطبيع مع أنقرة ومحاولته تأجيل عقد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موضحاً أن انفتاح الدول العربية الأخير على النظام عزّز من موقف الأخير في عملية التطبيع على حد تعبيره.
وقال قصارجيان في تصريحات لموقع artigercek التركي، إن نظام الأسد توقع تغييراً إدارياً في تركيا التي تتحضر لخوض انتخابات حاسمة في 14 أيار/مايو المقبل، ولذلك فإن النظام لا يريد أن يعطي زخماً لعملية التطبيع التي يريدها أردوغان في الوقت الحالي.
ترقب فوز المعارضة التركية
وذكر قصارجيان أن هناك توقعات بوصول زعيم تحالف المعارضة كمال كليجدار أوغلو إلى السلطة في تركيا، ما أدى إلى إبطاء عملية التطبيع على الرغم من ضغوط إيران وروسيا.
وأضاف الصحفي الموالي أن الخطوات الدبلوماسية لم تُتخذ بالكامل لسبب مفاده أنه "يُنظر إلى كيليجدار أوغلو على أنه شخصية أكثر تصديقاً. ليس لأنهم يعرفون كليجدار أوغلو عن كثب، ولكن لأنهم يعرفون أردوغان جيداً حيث لا توجد ثقة فيه، وهو ما كان الأسد قد عبر عنه سابقاً بالقول: (لا أثق به لكن إذا كانت المصلحة تقتضي ذلك فسأفعل)".
وفي حين توقع قصارجيان تصعيداً عسكرياً تركياً شمال سوريا ضد ميليشيا قسد أشار إلى أنه "قد تحصل عملية عسكرية بقصد توجيه الانتخابات أو السياسة الداخلية لغرض دعم مؤيدي أردوغان بشكل ملموس، ويمكننا التكهن بتوقيت هذه العملية إذ قد تحدث قبل الانتخابات".
بشار #الجعفري: #دمشق تودّ إقامة علاقات طيّبة مع الجارة #تركيا ولدينا مصالح مشتركة معها#سوريا#روسيا#أورينت pic.twitter.com/rLblN2bgzU
— Orient أورينت (@OrientNews) April 18, 2023
التطبيع العربي مع النظام
وحول تصاعد مسار التطبيع العربي مع النظام في ضوء الاجتماعات واللقاءات الأخيرة، ذكر قصارجيان أن أربع دول من أصل ست دول خليجية، تريد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ومع ذلك، قد يتم إرسال دعوة إلى دمشق "حسب البروتوكول".
ولفت أن نظام الأسد يهتم حالياً بـ"تنظيم العلاقات الثنائية بدلاً من العودة إلى جامعة الدول العربية"، موضحاً أن نظام الجامعة شبيه بحلف الناتو إذ إن آلية التصديق تعمل بطريقة التوافق وليس الإجماع، وذلك في حال معارضة بعض الدول مثل قطر.
وقال قصارجيان إن دمشق لم تتوقع شيئاً كبيراً من مجلس التعاون الخليجي وإن نتائج الاجتماع لم تضلل الأسد لأن الخلاف في هذه القضية مستمر، مشيراً إلى أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية مرهونة بلقاء السيسي والأسد بعد العيد.
وتابع: "لكن يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن أكبر فيتو على عودة سوريا هو من قطر التي تتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا".
#عاجل | فرانس برس: وزير الخارجية #السعودي يزور #دمشق اليوم لأول مرة منذ 2011#أورينت pic.twitter.com/fhnLlxg6go
— Orient أورينت (@OrientNews) April 18, 2023
"أنقرة تتلاءم مع الجو الحالي"
وبيّن الصحفي أن أنقرة، التي تم تصنيفها على أنها "شريك الحوار الإستراتيجي" لدول مجلس التعاون الخليجي منذ عام 2008، لم تتم استشارتها بشأن مسار التطبيع مع النظام، إذ إنها لا تستطيع فعل الكثير سوى الالتزام بالأجواء الحالية في سوريا وترقب أجندة التطبيع في المنطقة.
وكانت الحكومة التركية قد اتخذت إجراءات ملموسة في إطار تغيير السياسة الخارجية قبل انتخابات 14 أيار، حيث انفتحت على التطبيع مع النظام ومصر والخليج، وذلك بالتزامن مع تلاشي نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة مقابل صعود الدور الصيني.
تغير المشهد السياسي في المنطقة
وخلال الأسابيع الماضية غيرت عدة دول في المنطقة مواقفها السياسة الخارجية، حيث طرأ تغير في موقف السعودية تجاه إيران والنظام، والمصالحة اليمنية، إضافة إلى التحركات الجديدة لروسيا، في الوقت الذي تتجه فيه جغرافيا الصراعات بالشرق الأوسط نحو السلام وإعادة التوازنات.
وطبعت نحو 10 دول عربية علاقاتها مع النظام كما عقد أعضاء مجلس التعاون الخليجي في جدة بالمملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي اجتماعاً بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وأكد المجتمعون على "أهمّية أن يكون هناك دور قيادي عربي في الجهود الرامية لإنهاء الأزمة" في سوريا، كما على "تكثيف التشاور بين الدول العربيّة بما يكفل نجاح هذه الجهود".
واليوم الثلاثاء، أعلنت فرانس برس وصول وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى حكومة ميليشيا أسد منذ بدء الثورة في سوريا قبل 12 عاماً.
وتأتي بعد أيام قليلة من زيارة وزير خارجية أسد فيصل المقداد إلى جدّة، في خضمّ تحرّكات دبلوماسية إقليمية يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة.
التعليقات (3)