4 مسائل.. الكشف عن لقاء سرّي تاريخي بين صدام حسين والأسد خلال الحرب مع إيران

4 مسائل.. الكشف عن لقاء سرّي تاريخي بين صدام حسين والأسد خلال الحرب مع إيران

كشف موقع المجلة، تفاصيل الاجتماعات السرية التي أجراها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين مع حافظ الأسد في الأردن عام 1987 والتي طالبت فيها بغداد حكومة دمشق بإدانة إيران خلال حرب الثمانينات والسماح بمرور النفط العراقي مجدداً وتصديره، الأمر الذي قوبل برفض الطرف المقابل.
 
وأشار الكاتب "إبراهيم حميدي" في مقاله بموقع (المجلة)، إلى أن تلك اللقاءات السرية اكتنفها الكثير من الغموض لسنوات، قبل أن تنشر تفاصيل الاجتماعات من قبل أحد المقربين والمطلعين على الحدث للمرة الأولى، موضحاً أنها استغرقت نحو 12 ساعة وانتهت دون اتفاق على الرغم من وضع الأسس من قبل عبد الحليم خدام وفاروق الشرع وطارق عزيز.

واستندت التفاصيل إلى الأوراق الخاصة ومذكرات خدام الذي اقترح إشراك السوفييت في هذه المفاوضات لتخفيف التوترات، ولأنه في حال تم تسريب خبر الاجتماع فيمكن التذرع بأن موسكو مارست ضغوطاً عليهم، كما لفت الموقع إلى أن الملك الأردني أبلغ الأسد بموافقة العراق على عقد لقاء سري. 

 

محاضر الاجتماعات 

ووفقاً لمذكرات خدام، فإن صدام اقترح على الأسد مناقشة الموقف السياسي من اتفاقية كامب ديفيد والوحدة بين البلدين والربط الاقتصادي أيضاً بالإضافة إلى إعطاء الطرفين حق التدخل العسكري في حالة تعرض الطرف الآخر للاحتلال، مضيفاً أن الأسد أبلغ الأردن بأن الاجتماع السري سيُعقد بموسكو في 21 شباط من عام 1987.

وبعد أيام وافق صدام على الاجتماع لكنه أراد أن يجتمع في البداية مندوبان؛ سوري وعراقي للتحضير لهذا اللقاء، وبالفعل اجتمع وزير الخارجية السوري آنذاك "فاروق الشرع" مع وزير الخارجية العراقي "طارق عزيز" في شهر آذار لوضع جدول أعمال "قمة صدام الأسد" المقبلة.

وتابعت المجلة أن الشرع وضع على جدول المناقشات موضوع (العلاقات الثنائية والوضع العربي والصراع العربي الإسرائيلي وحرب الخليج) لكن عزيز اعترض على الأمر واضعاً "الحرب العراقية الإيرانية" على جدول المباحثات، ما أسفر عن تأجيل الاجتماع إلى اليوم التالي.

نقاط المناقشة

وفي 28 آذار، أرسل الملك حسين رسالة للأسد ناقش خلالها وجهات نظر العراق بشأن العلاقات السورية العراقية والحرب العراقية الإيرانية والتي طلبت فيها بغداد من دمشق تطبيع العلاقات الثنائية واستعادة العلاقات الدبلوماسية وإنهاء الحملات الإعلامية للبلدين ضد بعضهما إضافة لإعادة ضخ النفط العراقي عبر سوريا.

وأوضح صدام أنه يريد إنهاء القتال في حربه ضد إيران والانسحاب إلى الحدود الدولية والتوقيع على معاهدة سلام "تسمح للعراق وطهران بلعب دور إيجابي في أمن المنطقة، لكن الأسد لم يبالِ، متسائلاً أين الفائدة التي سيجنيها من هذا الأمر إذا تحقق؟.

وبعد شهر سافر الأسد وخدام والشرع للأردن للاجتماع بصدام الذي فاجأ نظيره بعد لقائه بالقول: "لن تكون هناك مصافحة ولا تحية لأننا على خلاف، إذا توصلنا إلى اتفاق فسيحل سلام بيننا"، ثم بدأ بالحديث عن العلاقات بين البلدين سابقاً ومشاركة بغداد في حرب تشرين عام 1973 ضد إسرائيل انتهاء باتهام الأسد بالتآمر على العراق تموز 1979 ووقف تدفق النفط عبر أراضيه والوقوف مع إيران.

وفي المقابل، طرح الأسد موضوع رفض العراق إقراض سوريا 300 دبابة كانت دمشق تنوي تعويض بغداد عنها بعد وصول المساعدات السوفيتية، ومحاولة العراق تفكيك اتحاد الجمهوريات العربية والالتفاف عليه، إضافة للنزاع المائي بين البلدين.

الوحدة بين البلدين

وبحسب ماذكر الصحفي حميدي، فإن الأسد لم يمانع  من الانضمام إلى العراق واستئناف العلاقة، لكن صدام رفضها، لكن الملك الحسين اقترح اتفاقية ثلاثية للوحدة وجرى مناقشة التفاصيل ومنها العاصمة والرئاسة والشكل الدستوري، فيما أراد الأسد أن تكون كونفدرالية والرئاسة دورية، الأمر الذي رفضه نظيره العراقي، مصرّاً على أن يكون الرئيس لأسباب تاريخية وإستراتيجية.

وأوضحت المجلة أن محاولة بناء علاقات أفضل في نهاية المطاف فشلت بسبب عناد الرئيس العراقي، لكن اجتماعاً ثلاثياً آخر بين الأردن وسوريا والعراق تم في الأول من أيار العام نفسه قدمت فيه عمان ورقة عمل مشابهة للبيان المشترك شملت كل المطالب العراقية دون الاهتمام بفكرة الأسد حول الوحدة بين البلدين أو الوحدة الثلاثية.

وأشارت إلى أن صدام كان منفتحاً على مطالب دمشق بالتعويضات الاقتصادية على الخسائر الناجمة عن تفكيك تحالفها مع إيران، واتخاذ موقف يتفق مع الموقف العربي من تلك الحرب، غير أن ذلك لم يحدث، وفي تشرين الثاني عقدت قمة عربية بعمان، حيث التقى فيها الأسد وصدام مجدداً لكن دون أي تغيير في العلاقات بين البلدين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات