لليوم الثاني.. عشرات القتلى باشتباكات عنيفة بالسودان واجتماع طارئ لمجلس الأمن

دارت معارك عنيفة صباح اليوم بين الجيش السوداني بقيادة "البرهان" وقوات الدعم السريع التي يتزعمها "حميدتي" في عدة مناطق ومدن بالبلاد ولا سيما العاصمة الخرطوم.

وبحسب وكالات الأنباء المحلية والدولية فقد سيطرت قوات حميدتي على برج القوات البحرية بالقيادة العامة في الخرطوم، فيما دارت اشتباكات أخرى بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في تخوم القصر الرئاسي ومنطقة السوق العربي وسط العاصمة ومحيط مطار مدينة مروي شمالها.

بالمقابل أعلن متحدث باسم البرهان أنهم تمكنوا من السيطرة على أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في منطقة كرري، كما سيطروا بعد معارك عنيفة على 35 عربة عسكرية لحميدتي بمدينة الدمازين جنوب البلاد، في حين سُمع دوي انفجارات عنيفة بالعاصمة.

إلى ذلك ذكرت لجنة الأطباء المركزية في السودان أن عدد ضحايا الاشتباكات الجارية ارتفع إلى 56 كما أُصيب نحو 600 آخرين، مناشدةً الكوادر الطبية للتوجه لمشافي العاصمة. 

من ناحيته دعا والي شمال دارفور طرفي النزاع للوقف الفوري لإطلاق النار والاحتكام لصوت العقل، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني في الولاية صعب للغاية، كما ناشد المشافي للاستنفار من أجل إسعاف المصابين والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة بالتزام مواقعها وعدم التحرك بسبب استمرار المعارك.

وتسببت المعارك الجارية بإصابة أحد طلاب المدارس بالرصاص خلال الاشتباكات الليلية في محيط مدرسة كمبوني بالعاصمة، فيما أعلنت إدارة المدرسة أن نحو 450 طالباً عالقين فيها ولا يمكنهم المغادرة مع استمرار المعارك.

اجتماع طارئ لمجلس الأمن

سياسياً، دعا مجلس الأمن الدولي في اجتماع طارئ له فجر اليوم إلى وقف الأعمال العدائية في السودان فوراً والعودة للحوار، معبراً في الوقت نفسه عن القلق العميق إزاء الاشتباكات والخسائر التي حدثت في صفوف المدنيين، في حين أدان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" ما سماها الأعمال العدائية مطالباً بالوقف الفوري لها.

أما بالنسبة للدول العربية فدعت مصر والسعودية أيضاً إلى اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الوضع بالسودان كما طالبت الرياض وأبو ظبي الأطراف المتحاربة إلى وقف التصعيد العسكري بالسودان.

وذكرت رويترز أن الإمارات والسعودية والولايات المتحدة اتفقوا جميعاً على ضرورة إنهاء الاشتباكات على الفور دون شروط مسبقة، فيما عبّر وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" عن قلقه الشديد حيال مستويات العنف خلال الاشتباكات الجارية.

وبالمثل طالبت كل من الصين وبريطانيا طرفي الصراع لوقف إطلاق النار والحيلولة دون تفاقم الوضع، في حين أدانت الخارجية البريطانية العنف المستمر مؤكدة أن الوقت حان لكي تقوم القيادة السودانية بتهدئة التوتر والحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء.