ترامب في المحكمة بسبب ممثلة أفلام إباحية ومحاميته العربية تخطف الأضواء

ترامب في المحكمة بسبب ممثلة أفلام إباحية ومحاميته العربية تخطف الأضواء

في سابقة تاريخية، وجّهت هيئة المحلّفين في نيويورك الاتهامات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في قضية ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي تُوجّه له اتهامات جنائية في تاريخ الولايات المتحدة.

وغادر الرئيس الأمريكي، أمس الثلاثاء، مقرّ المحكمة الجنائية في مانهاتن في نيويورك، دون أن تُفرض عليه أيّ شروط أو مراقبة قضائية، وذلك بعد مثوله التاريخي في قضية احتيال على صلة بدفعه أموالاً لشراء صمت ممثلة إباحية عام 2016.

وفي الجلسة غير المسبوقة، دفع ترامب ببراءته من كل التّهم التي وجّهها إليه المدّعي العام في مانهاتن ألفين براغ والبالغ عددها 34 تهمة، وذلك في ختام تحقيق استمرّ خمس سنوات.

من هي صاحبة الادعاء؟

ستورمي دانيلز، هي نجمة أفلام إباحية، ادّعت عام 2018 أنها كانت على علاقة مع دونالد ترامب قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة وقالت إنها تعرّفت إلى ترامب في عام 2006 في بطولة غولف للمشاهير في بحيرة تاهو، حيث دعاها لتناول العشاء في جناحه بالفندق، حيث أطلعها على نسخة من مجلة غولف مع صورته على الغلاف.

 ستورمي دانيالز البالغة من العمر 44 عاماً من مواليد مدينة باتون روج بولاية لويزيانا، تربّت على يد والدتها بعد طلاقها، وتروي في أحد مذكراتها أنها تعرضت للإهمال وللاستغلال الجنسي في سن التاسعة من قبل رجل أكبر سناً، حسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.

ثم انتقلت إلى العمل في عروض التعري في سن مبكرة، ولعبت أدواراً في أفلام إباحية، كممثلة ومخرجة وكاتبة سيناريو، ومُنحت من خلال عملها عدداً من الجوائز، وهي اليوم أم لابنة، تزوجت العام الماضي بزوجها الرابع الممثل الإباحي باريت بليد، لكن علاقتها مع دونالد ترامب هي التي أكسبتها شهرة في الولايات المتحدة.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Alina Habba, Esq. (@alina_habba)

اللقاء مع دونالد ترامب

التقت ستورمي دانيلز بترامب عام 2006، في منتجع فاخر في ولاية نيفادا خلال بطولة للغولف على شط ضفة بحيرة محاطة بأشجار الصنوبر.

في وقت عرض فلمها "عذراء في سن الأربعين"، وكان ترامب حينها قد رُزق بطفل من زوجته ميلانيا.

وحول هذا اللقاء، تقول دانيلز إنها لفتت انتباه ترامب ودعاها لتناول العشاء في جناحه حيث استقبلها مرتدياً بيجاما وجالساً على أريكته، حيث أطلعها على نسخة من مجلة غولف مع صورته على الغلاف، وأضافت في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة سي بي إس في عام 2018: “قلت في قرارة نفسي: يجب أن يأخذ أحدهم تلك المجلة ويصفعك بها”، مضيفةً: "لذا استدار وسحب سرواله قليلاً، كما تعلمون كان يرتدي ملابس داخلية".

وقالت إن ترامب سألها عن نفسها وعما إذا كانت ترغب في الظهور في برنامجه التلفزيوني “مبتدئ المشاهير”، وتابعت أنها اعتذرت في وقت ما خلال اللقاء في غرفته لاستخدام الحمام وعندما عادت كان ترامب جالساً على حافة السرير.

وتابعت خلال لقائها في البرنامج: “لقد أدركت بالضبط ما كنت قد وضعت نفسي فيه، وشعرت وكأنني اتخذ قراراً سيئاً بالذهاب إلى غرفة شخص ما بمفردي”.

مؤكدة أنها وترامب مارسا الجنس في تلك الليلة، وهو ما ينفيه ترامب، منذ بدئها في رفع قضية ضده.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Alina Habba, Esq. (@alina_habba)

مجرى القضية

التحقيقات أثبتت في وقت لاحق أن الممثلة دانيلز تلقّت 130 ألف دولار قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016 لتلتزم الصمت، وهذه الأموال هي في صميم القضية التي تؤرّق ترامب، وتصويت هيئة محلفين كبرى، تأييداً لتوجيه التهمة له جنائياً.

ومنذ عام 2018 بدأت دانيلز جولة في البرامج التلفزيونية كما طالبت القضاء بإلغاء اتفاق السرية الذي وقّعته، وكذلك قال كلارك بروستر، محامي دانيلز، لموقع TMZ أن موكلته تلقت بعض رسائل التهديد المرسلة بشكل خاص إلى حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ونتيجة لذلك عززت أمنها الخاص.

ترامب ليس وحده زير نساء

بغض النظر عن براءة ترامب أو إدانته، لم تكن هذه الادعاءات الوحيدة من هذا القبيل الموجهة ضد أحد شاغلي المكتب البيضاوي، ففي تاريخ الرئاسة الأمريكية هناك الكثير من علاقات الرؤساء مع النساء، إضافة إلى قصة ترامب، منذ عهد الرئيس الأمريكي جورج واشنطن حتى يومنا:

جورج واشنطن: يُزعم أنه أول رئيس للبلاد أنجب أطفالاً من امرأة تُدعى فينوس عملت في خدمة عائلته في فرجينيا، وفي عام 1999، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن أحفاد فينوس كانوا يسعون إلى اختبار الحمض النووي لإثبات نسبهم إلى واشنطن.

توماس جيفرسون: اتُّهِم أيضاً بإنجاب أطفال من خادمة تُدعى سالي هيمينغز، خلال فترة ولايته الأولى في المنصب، ونتائج تحليل الحمض النووي عام 1998 أكدت نسب اثنين من أحفاد هيمينغز وجيفرسون.

أندرو جاكسون: تعرض أيضاً لانتقادات بسبب زواجه من راشيل دونلسون روباردز، لأنه تزوجها قبل طلاقها قانونياً من زوجها السابق.

ويليام هنري هاريسون: يُتّهم كذلك بممارسة علاقة مع إحدى خادماته وتدعى ديلسيا. وادعى أسلافها أن لديها ستة أطفال من هاريسون.

جون تايلر: حسب صحيفة واشنطن بوست أن تايلر، اتهمه كاتب أمريكي مؤيد لإلغاء عقوبة الإعدام بإنجاب أطفال من إحدى خادماته في فرجينيا.

جيمس غارفيلد: زُعم أن غارفيلد، أقام علاقة خارج نطاق الزواج عام 1862، عندما كان جنرالاً في الحرب الأهلية.

غروفر كليفلاند: واجه كليفلاند، فضيحة خلال حملته الأولى الانتخابية الأولى لدخول البيت الأبيض. فقد قالت صحيفة «Buffalo Evening Telegraph» حينها إن كليفلاند قبل 10 سنوات من ترشيحه للرئاسة، كان لديه طفل من امرأة تُدعى ماريا هالبين، وادعت أن علاقتها مع كليفلاند لم تكن بالتراضي، ونفى كليفلاند تلك المزاعم حينها وقال إن العلاقة قامت قبل زواجه.

وارن هاردينغ: يُتهم كذلك يإقامة علاقة خارج إطار الزواج مع نان بريتون أثناء وجوده في منصبه، وقد أنجبت منه طفلاً، واختبار الحمض النووي الأخير أثبت أنه بالفعل أب لطفل من بريتون.

فرانكلين روزفلت: أقام روزفلت علاقة غرامية مع لوسي ميرسر سكرتيرة زوجته إليانور، عام 1916، وطلبت إليانور الطلاق منه عندما وجدت رسائل حب في حقيبته، لكن ذلك لم يحدث، وبقيا متزوجين.

دوايت أيزنهاور: له علاقة طويلة مع سائقته كاي سمرسبي،  وحسب قول الرئيس هاري ترومان أنه في عام 1945 كان أيزنهاور ينوي طلاق زوجته حتى يتمكن من الزواج من سمرسبي.

جون كينيدي: طالت كينيدي الكثير من الشائعات حول علاقته مع عشيقات، وبالخصوص علاقته مع نجمة السينما الأمريكية حينها مارلين مونرو.

ليندون جونسون: قال كاتب سيرة جونسون إنه عندما كان الناس يذكرون علاقات كينيدي العديدة، كان جونسون يضرب الطاولة ويقول إن لديه عدداً أكبر من العلاقات مع النساء تفوق غراميات كينيدي.

جورج بوش الأب: واجه خلال فترة حكمه إشاعات تتعلق بامرأتين؛ إحداهما كانت موظفة في البيت الأبيض، والأخرى زعمت أنه أقام علاقة معها في الستينات.

بيل كلينتون: كانت علاقاته الجنسية مع النساء هي الأبرز في تاريخ رؤساء أمريكا، وكانت فضيحته الشهيرة تتعلق بعلاقته مع مونيكا لوينسكي المتدربة السابقة في البيت الأبيض التي أثارت إحدى أشهر الفضائح في تاريخ أمريكا.

جورج بوش الابن: اتُّهم بالاعتداء جنسياً على امرأة من تكساس، كذلك اتُّهم أنه دخل في علاقة غرامية استمرت لسنة ونصف مع راقصة إغراء.

علاقات الرؤوساء السابقين لم تستدعِ توجيه اتهامات جنائية كما حصل مع ترامب، الذي ستقوده الاتهامات حسب شبكة سي بي إس للمثول أمام محكمة في نيويورك بعد ظهر الثلاثاء المقبل، حيث سيغادر ترامب ولاية فلوريدا على متن طائرته الخاصة، على أن يسلم نفسه لعملاء فيدراليين لحمايته حسب تصريح لمسؤول أمريكي، ولم تُعلن بعد لائحة الاتهامات ضده حسب تصريح محاميه.

 موقف عائلة ترامب من لائحة الاتهام ضده

قالت ابنته إيفانكا عبر ستوري على حسابها الرسمي في إنستغرام : “أحب والدي وأحب بلدي. اليوم أنا أتألم لكليهما”.

وأشارت إيفانكا ترامب لتقديرها للأصوات من كافة الأطياف السياسية “التي تعبّر عن الدعم والقلق”.

وحول القضية ذاتها، قال المؤرخ الرئاسي، تيم نفتالي في تعليقه على كلمات إيفانكا بأنه من الطبيعي أن يريد الأبناء دعم والدهم في مثل هذا الوقت، وقال لشبكة سي أن أن : “أتوقع أنه بصرف النظر عن مدى أهمية العائلة التي نتحدث عنها، فالأسرة تجتمع معاً في مثل هذا الوقت”.

وتابع قائلاً: “تذكروا أنه في نظامنا، أنت بريء حتى تثبت إدانتك، لذا، يتعين علينا نحن الغرباء الذين ليسوا من العائلة أن ننتظر الإجراءات القضائية حتى نهايتها”.

محامية من أصول عربية تدافع عنه

 تتجه الأنظار إلى فريق ترامب القانوني، حيث برز اسم “ألينا حبة”، محامية من نيوجيرسي من أصول عراقية، كانت تقود لفترة طويلة التحقيقات لتبرئة ترامب من باقي القضايا التي تلاحقه في أروقة المحاكم الأمريكية.

ألينا حبة من مواليد الولايات المتحدة، وهي الشريك الإداري لشركة Habba Madaio & Associates LLP، وقد لعبت دوراً في الدفاع عن ترامب كعضو في هيئة الدفاع عنه خلال الفترة الأخيرة.

انضمت المحامية البالغة من العمر 39 عاماً إلى فريق ترامب القانوني منذ عام 2021، بعد أن عملت سابقاً في شركة محاماة في نيوجيرسي، تقع بالقرب من نادي الغولف الخاص بالرئيس الأمريكي السابق، تم إحضارها لتنضم لفريق الدفاع عن ترامب، وفي منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، نشرت المحامية حبة صورة لها مع ترامب في احتفال بعيد ميلادها، وقالت في تعليقها على الصورة: “ابتداء من هذا العام مع الوطنيين المذهلين في المسيرة في تكساس مع أعظم الرؤساء في كل العصور”.

تُعرّف المحامية حبة نفسها على أنها عربية أمريكية كاثوليكية تنحدر عائلتها من العراق وتقول إنها “متدينة للغاية”.

يُذكر أن التهم الموجهة لترامب جنائية، وهي جرائم يعاقب عليها القانون الأمريكي بالحبس لمدة سنة فأكثر، ولائحة الاتهام ضد ترامب هي نتيجة تصويت سري من قبل هيئة محلفين كبرى في مانهاتن في مدينة نيويورك.

وستبقى لائحة الاتهام الموجهة ضده مختومة حتى موعد المحاكمة إذ سيُكشف رسمياً عن تلك التهم.

وتتمحور حول دفع أموال لنجمة أفلام إباحية خلال حملته الانتخابية، وكانت هيئة المحلفين الكبرى قد صوتت الخميس، الماضي، على إدانة  ترامب. وتتكون تلك الهيئة من مجموعة من المواطنين الذين يستمعون إلى الأدلة، بما في ذلك شهادة الشهود، ويقررون ما إذا كانت هناك أدلة كافية لتوجيه اتهام ضد ترامب بارتكاب جريمة جنائية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات