سورية مدخل لتغيير عالمي

سورية مدخل لتغيير عالمي

القضية السورية تبدو وشم التاريخ والمكان الأبرز فوق الجهة الرخوة من جسم ووعي الإنسانية وقصة  الصراع مع الظلم والقهر الذي حاول شعبها العظيم الانتصار على كل ذلك ولا يزال.

بكل تفصيل وبكل ثنية وبكل ندبة  كان شعب سوريا يتحدى ويتحدى فوق طاقة  ماهو متاح لهم وتنوعت أشكال مقاومته وتعقدت ٱلياتها، قرر الشعب أن يهرب من حبس كرامته وذله، نحو رحابة قصوى في مطالبه وحريته، رافضا جحر الأسدية  وشرنقة البعث رافضا الاختباء  من المجاهيل التي روجت لها ماكينات الإعلام  متعاليا على الموت متشربا الى حد مابعد الإشباع مفاهيم  الحرية.

كثيرة هي أسبابه التي دفعته بكل هذه القوة  إلى بؤرة التسديد  والى قوة جذب  واستقطاب  معانيها،  لقد بلغ السوري عظمة  حدا متطرفا  جعله يستصغر الوجود مع الذل وسعى ثائرا  ليجد سوريا التي تليق بعظمته  ويليق بكينونتها 

ولكن هل ملأ السوري مساحات ومسافات المقاومة بما هو لائق؛  نعم  ملأها آلأ يكفي أكثر من مليون شهيد  ليغطي  عيوب المعارضة الرسمية، ويكذب فحوى البيان  الذي شرع القتل واستدعى الغريب ليساعده 

آلا يكفي تهجير 14 مليون دون أن يهز أو يعلن الاستسلام.

 لقد آمنت بأن روح الأنبثاث السورية  ستقاوم عوامل البلاء والفناء وعرفت على مستوى البشرية، هوية السوري المتعددة المركبة وذكاءه، وعظمة روحه كإنسان  كان محاورا ومتثاقفا على جغرافيته، مع الأثنيات  والنحل والملل والطرق  والأديان عظيم ذلك الذي استصغر المكان وحمله في روحه وراح ينسرب  معه وبه في أعماق الكون. 

كيف انتصرت الثورة؟

لست موهومة  ولا الوي عنق الحقيقة إذ  قلت أن  الثورة السورية انتصرت، إذ يكفيها أن فضحت الاستبداد الأسدي وغيرت ملامح التعاطي السياسي في العالم، الثورة لاتعني دائما شخوص  بل تمضي. بنتائج متجاوزة 

وتأتي الشخوص  بعد تغيير  ما لا يليق مكانا وزمانا.

نعم لأول مرة تفرض القضية السورية حوارا سنيا شيعيا أنهى سنوات من سرديات وتقولات  تولم لنار الفتنة،  لأول مرة يلوح عصر أمريكا  بالغياب أمريكا التي احتقرتنا الى درجة السحق  ..

وكذلت علينا كما كذبت على التاريخ منتحلة  مكان وزمان الهنود الحمر، أمريكا التي  ربت ورعت  حكومات  بخسة بحق شعوبها ذليلة  أمامها .. أمريكا التي حفرت ونبشت في كل نتوء وندبة  وأظهرتها  لتثير كل هذا الانقسام والتشظي .. أمريكا التي مكنت إسرائيل حتى تقمصت دور دولة تذل وتعز من تشاء.. أمريكا التي غذت  كل عادة وكل انتماء وكل شذوذ الى حد فاق اي استفزاز، هي اليوم بفعل الحراك السوري تجبر على افساح المكان. لعالم متعدد 

وأرجو أن لا ياخذ كلامي منحى التهليل لمحور الصين و غيرها وإنما  سنجد أن قوة قاهرة بالمطلق تأتي مكانها قوة اقل ظلما واستبدادا  

وأجزم باننا سنرى  نظاما عالميا  متعدد مناطق النفوذ مهتم بالاقتصاد لأنه خبر تماما أنه عصب ومحرك ومحور كل التغيرات والتبدلات  عالم فيه بعض الإيمان بقوة الشعوب، عالم سيحاول إنهاء الصراع في المكان والسلاح التقليدى 

ويؤمن أن  الكون مكان هش يحتاج الى جهود انسانية مجتمعة. تجترع الحلول  وتقوم عوامل الفناء.

ورب قائل سيخبرني أولم يكن النظام السوري مع المعسكر الاشتراكي .. وسأجيب لا .. ولا لحظة كان  إلا لفظا معه 

الحالة السورية حالة شاذة  لاتنتمي لأي معسكر نظام استمرأ  النهب حتى بلغ سقف غير مسبوق اطلاقا وأنهى أي بوادر لعقد اجتماعي. وحرص على بقاء سورية دولة ماقبل وطنية بكثير. وحولها بالمعنى الحرفي لمزرعة  

مارس فيها انحرافات متعددة ومركبة  أخذ كل شيء جوّع وأفسد  وتحول الضمير المسلكي إلى تهلكة ومقتل.  

كيف تخلق شعب فاسد؟! برعاية أمريكية  بحتة  مارسها النظام  لتلك الخطة ببراعة فاقت أي ظلم في التاريخ المعاصر على الأقل، ولنا أن نرى إدراك امريكا لأفولها في المنطقة وهي تسعى للمحاسبة بعد فوات الٱوان المحاسبة التي بقيت. في الإعلام ..ولم تبارح قط للتنفيذ.

وفي النتيجة. تتغير الملامح وبسرعة   وستنفرج الأزمة السورية وإن لم يكن  سريعا  وبكليتها وهذا ما يدلل  على أن نضال الشعب السوري بدأ يحصد ثماره .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات