4 عقبات واجهت السوريين العائدين إلى أنطاكيا وتزيد معاناتهم

4 عقبات واجهت السوريين العائدين إلى أنطاكيا وتزيد معاناتهم

بعد أربعة وخمسين يوماً على الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في السادس من شباط الماضي، بدأت عجلة الحياة تعود شيئاً فشيئاً إلى الولايات المتضررة من الزلزال، حيث شهدت مدينة أنطاكيا التي تعدّ ثاني أكثر المدن التركية تضرراً، حركة عودة ملحوظة لقاطني المدينة وخاصة السوريين منهم، إلا أن عودتهم اصطدمت بالعديد من المصاعب لا سيما في ظل الحال التي تبدلت هناك.

غلاء فاحش في إيجارات المنازل

تقول السيدة (براءة ناولو) وهي إحدى العائدات إلى مدينة أنطاكيا بعد فترة نزوح إلى مرسين استمرت 50 يوماً لـ أورينت نت: "يجب أن نستعد من الآن للتعامل مع (أنطاكيا الجديدة) فيما يبدو، أسعار الإيجارات أصبحت في الوقت الراهن كما لو كنا في إسطنبول، لقد حاولت إيجاد منزل جديد بعد هدم منزلي بفعل الزلزال، لقد عثرت على واحد بالفعل (متضرر بشكل خفيف) ولكن صاحبه طلب مني 7000 ليرة تركية، وفي منطقة لم ينجُ منها سوى بضعة مبانٍ فقط".

الأمر نفسه الذي أكده الشاب (وسام بدر الدين) الذي عاد وعائلته إلى أنطاكيا قبل نحو 15 يوماً، وعند إيجاد منزل جديد له، بعد أن تضرر منزله بشكل كبير بفعل الزلزال، طالب صاحب المنزل الجديد بمبلغ 5500 ليرة تركية لقاء المنزل، مع العلم أن المبنى به أضرار ويحتاج لإصلاح والخدمات غير متاحة فيه بالكامل.

تلاعب بالقانون من قبل أصحاب المنازل

أما (ضياء الشيخ محمد) وهو أحد العائدين إلى أنطاكيا أيضاً، فقد ذكر في حديثه لـ أورينت نت ما قام به صاحب منزله خلال فترة وجوده عند أقاربه في بورصة قائلاً: "منزلي متضرر بشكل خفيف وكان بالإمكان أن أعود إليه، ولكن ما جرى أصابني بالصدمة، لقد قام صاحب المنزل بالتوجه إلى النفوس قبل الكشف على المبنى وقام بإزالة قيودي من المنزل، ووضع مكاني أحد أقاربه".

وأضاف: "الهدف من ذلك هو حصوله على مبلغ الـ 10 آلاف ليرة تركية المخصصة كدعم للمتضررين من الزلزال، حيث وبموجب القانون تحصل كل عائلة مهما كان نوع الضرر الذي تعرّض له منزلها على مبلغ 10 آلاف ليرة تركية، أما أصحاب المنازل الذين لحقت أضرار متوسطة أو شديدة بمنازلهم فيحصلون على 15 ألف ليرة تركية إضافية".

وتابع: "لم يكن هذا الأمر الوحيد، بل استغل كثيرون الظروف وطردوا مستأجرهم من أجل تأجير المنزل بسعر أعلى، أو حتى السكن فيه من قبل أصحاب المنزل أنفسهم، مع العلم أن عقود الإيجار ما زالت مستمرة، وقانونياً لا يستطيع صاحب المنزل استرجاعه قبل انتهاء العقد".

صعوبة الحصول على خيام

تقول السيدة (أم مصعب) في حديث لـ أورينت نت: "بعد انتظار خمسة أيام متواصلة حصلت على خيمة أخيراً، ولكن جميع المخيمات داخل أنطاكيا لم تستقبلني بحجة أنها ممتلئة، لقد نصبت خيمة داخل حديقة، وهذا ما حرمني من حصص الطعام التي توزّع على الخيام، يومياً يجب علي السير إلى أقرب خيمة آفاد للحصول على الطعام والماء أو أبقى وأطفالي جائعة، لقد استمريت على هذه الحال لأكثر من 20 يوماً وقبل أيام فقط، تمكنت من دخول أحد المخيمات والحصول على خيمة فيه.

فقدان الخدمات

ما تزال غالبية مناطق أنطاكيا تعاني بعض الضعف في الخدمات، فعلى الرغم من عودة الحياة تدريجياً وافتتاح الكثير من المحلات أبوابها، ما تزال هناك العديد من المصاعب التي تواجه القاطنين هناك أبرزها مسألة انقطاع المياه عن غالبية المدينة بسبب الضرر الكبير في شبكات التغذية، فضلاً عن عدم وجود نقل عام في المدينة، وهو ما سهّل على أصحاب سيارات الأجرة استغلال الوضع وطلب أسعار باهظة وقلة المنازل المتبقية المتاحة للإيجار في المدينة.

وأدّى الزلزال الذي كان مركزه مدينة كهرمان مرعش التركية، لدمار كبير وخسائر كارثية في الأرواح والممتلكات سواءً في تركيا أو سوريا، وقد أعلنت هيئة الكوارث التركية (آفاد) أن الدمار الذي سبّبه زلزال السادس من شباط، لا يضاهيه أي دمار خلّفه زلزال آخر من قبل.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات