تقرير يكشف كيف استخدمت ميليشيا أسد كاسحات الألغام لإبادة المدنيين

تقرير يكشف كيف استخدمت ميليشيا أسد كاسحات الألغام لإبادة المدنيين

كشف تقرير جديد نشره "المركز السوري للعدالة والمساءلة"، اليوم الخميس، كيف استخدمت ميليشيا أسد كاسحات الألغام كأداة من أدوات قتل المدنيين، وتدمير الأبنية المدنية والبنى التحتية، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً لقانون الحرب.

وتطرق التقرير الذي حمل عنوان "دمار لم يعهد من قبل"، إلى استخدام ميليشيا أسد لكاسحات الألغام من طرازي UR-77 وUR-83P في الفترة بين عاميّ 2014 و2019، لاستعادة المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في كل من مناطق القابون، وجوبر، وحرستا، ومخيم اليرموك.

وتمكن فريق محققي المركز السوري للعدالة والمساءلة من تحديد أكثر من 30 واقعة استخدمت فيها كاسحات الألغام، فيما حرص التقرير على إبراز أهم أربع وقائع تنطوي على أدلة ملموسة في هذا السياق. 

وجرى تعزيز التثبت من تفاصيل كل واقعة باستخدام أدوات تحديد المواقع الجغرافية، وصور الأقمار الصناعية، وإفادات الشهود الموثقة، ومقاطع الفيديو الترويجية من تصوير ميليشيا أسد بنفسها.

استهداف المدنيين

كما تحقق فريق المركز من وجود مدنيين في كل واقعة هجوم معتمداً على وسائل التواصل الاجتماعي، والتغطية الإخبارية، وتقارير الأمم المتحدة ذات الصلة.

ورغم أن الغرض من استخدام هذا النوع من الأسلحة هو إزالة الألغام، إلا أن مقاطع الفيديو تُظهر بشكل واضح أن كلاً من روسيا وميليشيا أسد قد استخدمتا هذه الأسلحة من أجل قتل المدنيين أيضًا، وإلحاق دمار هائل بمساحات شاسعة من الأراضي، وتدمير البنى التحتية الحيوية.

وظهرت كاسحات الألغام من طراز UR-77 ونظيراتها من طراز UR-83P في سوريا للمرة الأولى في عام 2014، كما أظهر التقرير.

ورجَّحت مجموعة هولندية معنية بالتحقيقات مفتوحة المصدر أن تكون روسيا أو بيلاروسيا قد باعتا المركبات من طراز UR-77 لسوريا.

وكان الأثر الارتجاجي الناجم عن الضربات شيء لم يعهده الناجون من قبل، حيث أضحت شوارع بأكملها أنقاضاً، وكان من شبه المستحيل تحديد عدد الضحايا الذين قُتلوا جراء استخدام هذه الأسلحة بسبب الطبيعة العشوائية لتلك الهجمات، حيث استُخدمت هذه الأسلحة لإجبار الآلاف من السكان على النزوح قسرًا.  

أساليب الجيش الروسي المحظورة 

ويشير استمرار استخدام المركبات من طرازي UR-77، وUR-83P إلى أي مدى ذهبت ميليشيا أسد في اعتماد أساليب الجيش الروسي المحظورة وفق أحكام القانون الدولي الإنساني، وهو ما أوقع ضحايا في صفوف المدنيين، وخلّف دماراً هائلًا في البنية التحتية والأبنية المدنية في البلاد، وأُجبر الآلاف على النزوح قسراً.  

واستخدمت القوات المسلحة الروسية هذه المركبات في حرب الشيشان الثانية كي تدمر منطقة تقع على طول ضفة نهر أرغون ضمن إحدى العمليات التي شنتها ضد المقاتلين الشيشان.  وقام الروس بإطلاق مقذوفات صاروخية تحمل شحنات خطية متفجرة لإزالة الألغام يحتوي كل (خرطوم) منها على نحو 800 كغ من المتفجرات. 

وذكر أحد الشهود من مخيم "الیرموك" أن النظام لم یلق بالاً من مسألة التحقق من طبيعة الهدف قبل استهدافه، بل كان مهتماً باستهداف المكان الذي یتم رصد الحركة فيه، ولذلك كانت الملاجئ أكثر النقاط استهدافاً، حيث قصف الكثير منها أو ظلوا عالقين فيها بانتظار مصيرهم المحتوم". 

وذكر التقرير أن الهجمات تمثل غيضاً من فيض الاعتداءات والهجمات التي شنتها قوات النظام، ويصعب تحديد العدد الدقيق للقتلى والمصابين نظراً للطبيعة العشوائية التي تغلب على طريقة استخدام أسلحة إزالة الألغام. 

كما إن استخدام هذين الطرازين من الأسلحة من أجل إلحاق الضرر بالمدنيين أو إجبارهم على النزوح قسراً يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني ويشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات