دعوات للعصيان.. قرار للحكومة اللبنانية يتعلق بالتوقيت الصيفي يثر جدلاً واسعاً

أثار قرار الحكومة اللبنانية التي تطغى عليها ميليشيا حزب الله بتأخير العمل بالتوقيت الصيفي إلى حين انتهاء شهر رمضان جدلاً واسعاً في لبنان، بعدما دفع جهات مسيحية لرفض القرار، فيما وجد اللبنانيون أنفسهم مضطرين للتعامل مع توقيتين بدءاً من ليل السبت – الأحد، الأول توقيت الحكومة الرسمي، والآخر هو توقيت رافضي القرار.

ووفق ما نقلت وسائل إعلام لبنانية، أثار قرار الحكومة تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي، شهراً كاملاً، ردود فعل واسعة في البلاد، لا سيما من مؤسسات كنسية، وقنوات فضائية، فيما دعا برلمانيون وسياسيون الحكومة للتراجع عن القرار.

وأعلنت قوى سياسية مسيحية وبطريركية مارونية رفضها للقرار الذي يأتي في ظل أزمة اقتصادية حادة وانقسامات سياسية حالت دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

وادّعى رافضو القرار وجود عدد من المبررات لذلك، من بينها التأثير على انتظام العمل، والتسبب بفوضى في البلاد، فيما قال آخرون إن الأمر يحمل بعداً طائفياً.

لبنان بتوقيتين

وسيؤثر القرار على مختلف نواحي الحياة العامة للبنانيين، إذ سيضطر مصرف لبنان المركزي للتعامل بتوقيتين الأول دولي كما في السابق، والثاني يتعلق بالحضور والانصراف للموظفين بتوقيت الحكومة، بحسب وسائل إعلام محلية.

وكانت رئاسة الوزراء، قالت في بيان إن نجيب ميقاتي، وافق على تأجيل العمل بتقديم التوقيت المحلي ساعة واحدة خلال فصل الصيف إلى نيسان/ أبريل المقبل.

ودفع ذلك شركتي "ألفا" و"إم تي سي" للاتصالات إلى الطلب من المشتركين ضبط إعدادات الساعة في هواتفهم يدوياً لتجنب تغيّر الوقت تلقائياً، فيما رفضت مؤسسات عدة تنفيذ القرار على غرار بعض محطات التلفزة والبطريركية المارونية.

كما أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط تعديل مواعيد إقلاع الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي.

رفض مسيحي

كل ذلك قوبل برفض من قبل بعض الجهات المسيحية، حيث دعت "الجبهة المسيحية" في بيان، "الأحزاب والجبهات والمنظمات وكل أبناء الشعب إلى الانتفاض لكرامتهم وعدم تطبيق قرارات دمّرت لبنان واقتصاده وسمعته السياسية، وحوّلت شعبه إلى بائس تباع حقوقه وكرامته في أسواق النخاسة".

من جانبه، وجّه راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم كتاباً إلى الكهنة والرهبان الذين يخدمون رعايا الأبرشية، طلب فيه اعتماد التوقيت الصيفي لتحديد مواعيد القداديس والصلوات، اعتباراً من ليل السبت دون تأجيل، بدعوى انعكاسات القرار على الحياة الكنسية.

بدوره، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في تغريدة على تويتر: "أستغرب قرار الحكومة بعدم اتباع التقليد المتّبع في لبنان منذ عشرات السنين بتقديم الساعة ساعة واحدة في آذار من كل عام، والذي ما زال حتى الساعة، معتمداً في معظم دول العالم".

وفي هذا الإطار، قال رئيس حزب التيار الوطني الحر جبران باسيل في تغريدة على تويتر، إنه لا يجوز السكوت عن القرار، ويجب التفكير في الطعن فيه أو عصيانه.

أما على المستوى الإعلامي، أعلنت "المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناسيونال"، "LBC"، أنها لن تلتزم بقرار الحكومة بتأجيل تطبيق التوقيت الصيفي حتى نيسان/ أبريل المقبل.

وقالت الفضائية في بيان: "لبنان ليس جزيرة معزولة، وهو مرتبط بنظام مبني على ساعة عالمية لتتبع الوقت وللتأكد من أن البشرية كلها قادرة على التواصل والعمل بطريقة متزامنة".

لبنان المأزوم

ويلتزم لبنان سنويا كما في العديد من الدول حول العالم بالتوقيت الصيفي العالمي الذي يبدأ هذا العام اليوم الأحد 26 مارس/آذار، لكنّ مجلس الوزراء قرر تمديد العمل بالتوقيت الشتوي استثنائياً حتى 21 أبريل/نيسان المقبل.

وتهيمن ميليشيات الثنائي الشيعي (حزب الله و حركة أمل) على مفاصل الدولة اللبنانية عبر مسلّحيها وسطوتها "التشبيحية"، في وقت يعيش فيه لبنان أسوأ ظروفه الأمنية والاقتصادية وحتى السياسية بسبب تسلط أذرع إيران على البلاد بدوافع وأجندات بعيدة تماماً عن الوطنية.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الليرة اللبنانية هبوطاً كبيراً، إذ وصل سعر صرف الدولار الأسبوع الماضي إلى أكثر من 140 ألف ليرة لبنانية في السوق السوداء، قبل أن ينخفض بعد وقت قصير إلى 105 آلاف ليرة، جاء ذلك الانخفاض بعد بيان لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة أعلن فيه استعداد مصرف لبنان لإجراء "عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر منصة (صيرفة)، ويُحدد بـ90 ألف ليرة مقابل كل دولار".