لبحث 3 قضايا رئيسية.. تركيا تعلن عن اجتماع رباعي لأول مرة للتطبيع مع الأسد

أرودغان وبوتين وبشار الأسد
يتواصل زخم تطبيع العلاقات مع نظام الأسد بكثافة، حيث كشف المتحدث بِاسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن عن التحضير لاجتماع رباعي يُعقد للمرة الأولى للتطبيع مع الأسد بمشاركة إيران.
وقال كالن في تصريحات، مساء السبت، إنه لأول مرة سيُعقد اجتماع رباعي على مستوى نواب وزراء الخارجية بين كل من نظام الأسد وتركيا وروسيا وأيضاً إيران التي اقتحمت مؤخراً مسار التطبيع.
وأضاف المتحدث أن الاجتماع سيكون في العاصمة الروسية موسكو، وسيتضمن 3 قضايا رئيسية هي الحرب ضد الإرهاب والمضي بها قدماً بشكل أسرع، ودفع العملية السياسية وفق أستانا وتأمين عودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين.
ولفت كالن أن هناك مماطلة من النظام وهناك مواقف تخرب العملية وسبق وأن حدث هذا من قبل، مشيراً إلى أن الغرض من هذه الاجتماعات هو حماية وحدة أراضي سوريا، وإنشاء نظام يأخذ في الاعتبار مخاوفنا الأمنية.
وتابع: "لهذا، يجب أن تستمر المفاوضات السياسية، وفي غضون أسابيع يمكن استئناف حركة الاجتماعات".
اقتحام إيران مسار التطبيع
وفي شهر كانون الثاني الماضي، أفاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن مشاركة إيران في عملية تطبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد.
وقال لافروف: "تم الاتفاق على إشراك إيران في هذا العمل، روسيا وإيران وتركيا أعضاء في ثلاثي أستانا الذي يتعامل مع حل القضية السورية"، موضحاً أن روسيا وإيران ستواصلان اتصالاتهما المستقبلية لتشجيع تحسين العلاقات التركية مع نظام أسد.
وسبق أن صرّح مسؤول تركي أن المناقشات مستمرة ولا توجد مشكلات في عقد الاجتماع، مشيراً إلى أن الاجتماع سيُعقد إما في موسكو أو في مكان آخر.
كما لفت إلى أن اجتماع وزراء الخارجية سيتناول قضايا سياسية بعيداً عن الوضع الأمني وسيمهّد الطريق للقاء أردوغان والأسد.
رفض سوري شعبي
وخلال الأيام الماضية، أطلق ناشطون سوريون وأتراك حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والتركية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من سجون نظام أسد، خاصة مع تسارع عجلة التطبيع معه.
وأوضح المشاركون في الحملة أنها تهدف لتسليط الضوء على معاناة المعتقلين السوريين والتذكير بمجازر الأسد وانتهاكاته الفاضحة لحقوق الإنسان، في ظل تسارع الأنظمة العربية لإعادة العلاقات مع بشار الأسد ونظامه.
وبحسب آخر تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ما يزال نحو 155 ألف شخص قيد الاعتقال أو الإخفاء القسري في سوريا.
وأشار التقرير إلى أن نظام أسد مسؤول عن اعتقال أو إخفاء أكثر من 135 ألف شخص بينهم 3691 طفلاً، و8473 سيدة.
الموقف الأمريكي
وقبل أيام، جددت الولايات المتحدة الأمريكية، موقفها من تطبيع العلاقات مع حكومة ميليشيا أسد وذلك بعد مساعٍ من قبل عدة دول عربية لتعويمه إثر كارثة الزلزال الذي ضرب شمال البلاد الشهر الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، في تصريح للصحفيين، "لن نطبع العلاقات مع نظام الأسد"، مؤكداً أن الإدارة الأميركية لا تشجّع أحداً على هذا التطبيع بغياب أي تقدم حقيقي نحو حل سياسي.
ونقلت فرانس برس عن المتحدث دعوته "جميع المنخرطين مع دمشق إلى التفكير بصدق وتمعن في الكيفية التي يمكن أن يساعد بها انخراطهم في تلبية احتياجات السوريين أينما كانوا يعيشون".
قطار التطبيع
وتأتي تصريحات المتحدث بالتزامن مع حراك عربي وإقليمي يدعو إلى عودة الأسد إلى "الحضن العربي"، حيث صدرت مؤخراً تصريحات عن تركيا والسعودية والإمارات ومصر تدعو إلى إصلاح العلاقات معه رغم ما ارتكبه من مآسٍ بحق ملايين السوريين، وتدميره البلاد بشكل وحشي، إضافة إلى تهجير من رفض استبداده وثار عليه.
ورغم ذلك ما يزال الأسد يرفض التخلي عن حليفته إيران من أجل عودة العلاقات الطبيعية مع الدول العربية، حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أنه رفض عرضاً عربياً مُغرياً لحل القضية السورية ورفع العقوبات عنه مقابل الابتعاد عن إيران.
وقالت الصحيفة في تقرير الأسبوع الماضي، إن الدول العربية التي نبذت بشار الأسد في يوم من الأيام، تعرِض عليه صفقة من شأنها إعادة العلاقات بين دمشق وكثير من دول الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه كبح نفوذ إيران.
اضافة تعليق
يرجى الالتزام باخلاق واداب الحوار