منظمة بريطانية: سلاح الجو الملكي أخفى قتله لعشرات المدنيين بغارات شنّها في سوريا والعراق

منظمة بريطانية: سلاح الجو الملكي أخفى قتله لعشرات المدنيين بغارات شنّها في سوريا والعراق

كشف تحقيق بيانات أجرته منظمة حقوقية أن الجيش البريطاني يتكتم على مقتل عشرات المدنيين بغارات شنّها في سوريا والعراق بين عامي 2016 و2018.

وذكرت صحيفة غارديان البريطانية أن تحليلاً جديداً أجرته منظمة "Action on Armed Violence" خلص إلى أن ما لا يقل عن 29 مدنياً قُتلوا في تسع غارات جوية لسلاح الجو الملكي في سوريا والعراق بين عامي 2016 و2018.

وعمد معدّو التحليل إلى مراجعة 950 تقريراً عن الضربات المذكورة في البيانات الصحفية لسلاح الجو الملكي البريطاني ومقاطعتها مع بيانات الغارات الجوية للبنتاغون، جنباً إلى جنب مع البيانات التي تم جمعها بواسطة منظمتي "Air Wars" و"Action on Armed Violence". 

معظم الضحايا في سوريا

وأكد التحليل مقتل ما بين 29 و35 مدنياً في تسع غارات لسلاح الجو الملكي رغم أن سلاح الجو الملكي البريطاني لم يعلن مسؤوليته سوى عن وفاة واحدة خلال الفترة التي تم فحصها.

ووفقاً للتحليل وقع 4 من تلك الغارات التسعة في سوريا وقد أسفرت عن مقتل ما بين 21 شخصاً و27 شخصاً.

الأغرب كان أن غالبية هذه الضربات الجوية "مُعلَن عنها ذاتياً"، ما يعني أنه تم لفت انتباه التحالف في البداية من خلال القنوات العسكرية الداخلية الخاصة به.

كما اعتبرت التقييمات السرية للبنتاغون تقارير سقوط ضحايا مدنيين في تلك الحالات أمراً موثقاً به باستثناء واحدة، وهذا يعني أن قنوات التحالف أقرّت بسقوط ضحايا مدنيين في هذه الحالات.

إنكار رغم الاعتراف الأمريكي

وفي خمسة من الحوادث، كان تقييم البنتاغون الأمريكي أن الوفيات كانت محتملة للغاية (تسببت بـ 22 حالة وفاة)، كما قيم ثلاثة حوادث أخرى (تسببت بين 6 و 12 حالة وفاة)، على أنها محتملة.  

وبحسب التحليل، وقع ثلث الحوادث عندما لم تأخذ الضربات في الحسبان الانفجارات الثانوية، أو عندما استهدف مقاتلون أو طائرات بدون طيار عن عمد ذخائر موجودة في مناطق مدنية.

ويثير التحليل أسئلة مهمة حول تسجيل الخسائر المدنية في سلاح الجو الملكي البريطاني والمساءلة، ولا سيما أن سلاح الجو الملكي البريطاني اعترف فقط  بالمسؤولية عن وفاة مدني واحد فقط خلال هذه الفترة رغم اعتراف الولايات المتحدة وتسريبات أخرى بمقتل 1437 مدنياً "دون  قصد" في 35000 غارة جوية.

وقال الدكتور إيان أوفرتون، المدير التنفيذي للمنظمة، إن التقارير المتأخرة أو غير المكتملة جعلت من الصعب على المجموعات المستقلة تقييم تأثير الضربات الجوية البريطانية. 

وأضاف أن البحث أظهر  أن "هناك بعض الأسئلة الرئيسية التي يجب أن يجيب عنها سلاح الجو الملكي البريطاني فيما يتعلق بالأضرار التي لحقت بالمدنيين من مهام الضربات الجوية، وهي أسئلة يتم تجاهلها ورفضها في كثير من الأحيان".

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قالت قبل أيام إن الحكومة تتعرض لضغوط لتوضيح سبب عدم الإفصاح عما إذا كانت قد حققت في تقارير عن سقوط ضحايا في غارة جوية بطائرات بدون طيار في سوريا أدت إلى إصابة مدنيين.

يشار إلى أن  سلاح الجو الملكي البريطاني أطلق أكثر من 4300 صاروخ في الحرب الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق وذلك خلال أكثر من 5500 مهمة قتالية نفذها منذ أن بدأ عملياته في أغسطس/آب 2014.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات