اعتبر رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم أن عناصر تنظيم القاعدة كانوا موجودين في سوريا تحت غطاء من نظام أسد، وهم وداعش من أنقذوا النظام، فيما رأى أن العراق بحاجة إلى ديكتاتور عادل مثل الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
إنقاذ نظام أسد
وقال ابن جاسم في مقابلة تلفزيونية مع قناة "بي بي سي عربي"، بمناسبة الذكرى العشرين لغزو العراق، إن تنظيم "القاعدة كان موجوداً في سوريا من زمان تحت غطاء من النظام السوري.. عناصر القاعدة موجودون في سوريا تحت شروط معينة، واُستخدموا بعد 2009 في العراق حيث قاموا بعمليات تفجير مخيفة، وصار لديهم قتلى بالمئات والآلاف".
وأضاف أن "هؤلاء كانوا يحرَّكون في ذلك الوقت، وهم من أنقذوا النظام في سوريا، لأن الكل هبّ على أساس أن قوة داعش موجودة، ولكن من كان يحمي داعش؟ من جعلها تسيطر على مناطق النفط؟ وكيف يخرج النفط من هناك دون أي عائق؟"، مشيراً إلى أن هذه العملية استخدمت بذكاء لإبقاء الوضع على ما هو عليه.
وحول علاقات بلاده مع نظام أسد قبل 2011، أوضح أنه "كان هناك علاقات بين قطر وسوريا، ولكن لم نكن نتفق في كل شيء معهم.. تلك العلاقات اُستخدمت لحل مشاكل وتهدئة أوضاع كثيرة في لبنان، وأيضاً استخدمناها في محاولة التعامل مع سوريا دولياً بطريقة جدية لعلنا نفتح صفحة جديدة بالتعامل معها".
ولفت إلى أن التوجّه القطري كان يركّز رغم وجود المشكلة على كيفية دمج سوريا عربياً وغربياً بطريقة تترك الباب مفتوحاً مع سوريا.
وذكر أنه بالنسبة للشأن السوري قبل 2011، كان هناك "اتفاق عربي كامل باستثناء تحفظ من قبل الجزائر.. باقي الدول العربية إما موافقة أو لا تمانع، ولكن الأغلبية موافقة على التوجه العربي في ذلك الوقت، لأنه كان هناك رغبة شعبية لهذا الموضوع، وكان الهدف دعم الشعب السوري".
وأشار ابن جاسم إلى أنه فيما بعد بدأ هذا التحالف العربي يتخلل، من خلال اختلاف وجهات النظر للتعاطي مع الشأن السوري.
العراق بحاجة لصدام
وفي سياق آخر، قال ابن جاسم إن جميع دول مجلس التعاون الخليجي تعاونت مع القوات الأمريكية أثناء غزوها للعراق في عام 2003 للإطاحة بصدام حسين.
وبيّن ابن جاسم الذي كان يشغل منصب وزير خارجية قطر، أن قطر تقدمت بمبادرة حينها، إلا أن الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش أصر على قرار الحرب.
ولفت إلى أن "الكل كان يتعاون مع الأمريكان في هذا الموضوع، الكل، والدليل على ذلك أن الطلقات سواء كانت كروز أو كانت طيارات أو كذا خرجت أغلبها من دولنا..".
وتابع: "أنا ذهبت لصدام باقتراح آنذاك وصارت ضجة وكان الاقتراح هو أن يعلن أنه خلال سنة انتخابات وينسحب هو من المشهد السياسي وطبعاً كان ردّه بما معناه الرفض"، لافتاً إلى أنه صرّح من بغداد أن قطر ستتعاون مع الولايات المتحدة في العملية العسكرية.
واستطرد قائلاً: "حتى أن صدام حسين سألني أنا أفهم أني غزيت الكويت وأفهم أن الكويت تبي تنتقم منا ولكن أنتم والسعودية ليش؟، فقلت له أولاً اللي أنت عملته يمس كل دول مجلس التعاون، وأنت بدأت عمل فأصبحت خطر علينا كدول صغيرة في المنطقة، ولذلك يجب أن تتعاون في عملية حل هذا الإشكال بانسحابك من المشهد حفاظاً على العراق".
وغزت القوات الأمريكية في آذار/ مارس 2003 العراق بمشاركة قوات من بريطانيا وأستراليا وبولندا، بحجة وجود أسلحة دمار شامل فيه، واستمرت العمليات العسكرية لنحو شهر، ولاحقاً اعتُقل الرئيس العراقي صدام حسين وتم إعدامه، ليدخل بعدها العراق في مرحلة سياسية كان لإيران دورٌ بارزٌ فيها، من خلال وكلائها في العراق.
التعليقات (16)