قصة لاجئة سورية بالأردن سخّرت ما تملكه من خبرة بمجال الطب البديل لتخفيف آلام الناس

قصة لاجئة سورية بالأردن سخّرت ما تملكه من خبرة بمجال الطب البديل لتخفيف آلام الناس

رغم كل مآسي الحرب التي أثقلت كاهلها وعائلتها، لم يُثنِ ذلك اللاجئة السورية نجوان الرفاعي (27 عاما) أن تكون مثالاً في العطاء والنجاح، متسلّحة بما تملكه من علم وتدريب في مجال الطب البديل والحجامة في سبيل تخفيف آلام الناس في الأردن.

وسلّطت وكالة الأناضول الضوء على قصة اللاجئة السورية الرفاعي التي دفعتها رغبتها في تعويض لم تستطع فعله لبلادها رغم معاناتها من آثار الحرب واللجوء.

معالجة المرضى

دخلت الرفاعي عالم الحجامة بالصدفة، إذ قالت إنها تعلمتها قبل نحو 4 أعوام حين كانت ترافق والدتها التي كانت ملتحقة ببرنامج تدريبي للحجامة، وأحببت ذلك وأكملت معها لآخر الدورة بواقع 6 أشهر.

بعد ذلك حصلت الشابة السورية على شهادة في المجال خوّلتها البدء بمعالجة المرضى كما كانت تعويضاً عن حلمها في دراسة الطب البشري قبل أن تُنهي حرب بشار ونظامه أحلامها كسائر السوريين.

وتقول الرفاعي إنها تُجيد الكثير من الأمور الطبية، التي تعلمتها بالتدريب، كالخياطة والمساج العلاجي والإسعافات الأولية وسحب الدم، وأمور أخرى، فيما بدأت مؤخراً أيضاً تعلُّم استخدام الإبر الصينية.

معاناة مضاعفة

الشابة السورية لديها قصة معاناة مختلفة عن باقي اللاجئين السوريين في المهجر، فهي سورية الأب أردنية الأم، إلا أن ذلك لم ينفِ عنها صفة "لاجئة"، إذ إنها مسجلة بها بشكل رسمي لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وتعيش مع والدتها بمدينة السلط في محافظة البلقاء وسط البلاد، بعدما جاءت مع والدها إلى الأردن عام 2012، إلا أن الأخير غادرها الحياة مبكراً عام 2018 إثر جلطة دماغية، لتواجه واقعاً جديداً حتم عليها الوقوف إلى جانب عائلتها التي تضم اثنين من الذكور واثنتين من الإناث إلى جانب والدتها.

أهمية الحجامة

واستطاعت الرفاعي أن تلفت انتباه الأردنيين إلى الحجامة، حيث تحاول إقناعهم بأهميتها؛ كونها سُنّة نبوية، فالهدف ليس مادياً بقدر ما يتعلق بنشر فوائدها كطب طبيعي وبديل عن الطب الحديث، وفق قولها.

وأرجعت الشابة السورية السبب في حرصها على نشر الحجامة، إلى أنها "ضد العقاقير الكيميائية"، وتشعر بأنها "لا تفيد الجسم كما تفعل الحجامة، ولها آثار جانبية، وبالحجامة تخرج بقايا هذه الأدوية من الدم".

وأوضحت: "أعالج ذكوراً وإناثاً، من مختلف الأعمار، بين 6 أعوام إلى 80 عاماً، وهذا المثبت طبياً، وبخلاف ذلك فإنها أعمار لا تحتمل، ويتم استثناء بعض الحالات بناء على ظروفهم الصحية".

وتعمل الرفاعي بمفردها لمراعاة إجراءات السلامة الشخصية للمريض، لافتة بالوقت ذاته إلى أن "هناك مواعيد محددة (في الشهر) لإجراء الحجامة، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولها طرق ونقاط محددة، وتكون بحسب معاناة الشخص المُحتجم".

وختمت: "لا يوجد أفضل من هذه السنّة لمساعدة الناس، وما فقدته ولم أتمكن من تحقيقه في بلدي الجريح سوريا، أحاول تعويضه هنا بمساعدة الأردنيين، ممن يطلب ذلك ويحتاجه".

وتعتبر الحجامة من بين العلاجات البديلة وتهدف للوقاية من الأمراض وعلاج بعضها، وتستخدم على نطاق واسع في العديد من الدول الإسلامية، فيما يوصي بها أطباء مسلمون ودوليون.

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يستضيف الأردن حوالي 670 ألف لاجئ من سوريا، مما يجعل الأردن ثاني دولة من حيث استضافة اللاجئين السوريين نسبةً لعدد السكان على مستوى العالم بعد لبنان.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات