بعيدها السنوي.. قصص مشرّفة من صمود الأم السورية في تحدي قسوة الحياة وإجرام الأسد

بعيدها السنوي.. قصص مشرّفة من صمود الأم السورية في تحدي قسوة الحياة وإجرام الأسد

لعبت الأمهات السوريات دوراً مميزاً في الثورة ضد الأسد منذ انطلاقتها، وشاركن في العديد من المظاهرات في المدن الثائرة بطريقة مميزة، من خلال الهتاف وصناعة الشعارات والخروج إلى الشوارع، بظل القمع والقتل والبطش الذي قامت بها ميليشيا النظام وحلفاؤها.

وبعد 12 عاماً على الثورة، اضطرت الأم السورية مجدداً، إلى أن تكون مربّية وعاملة في كل الميادين نتيجة فقدان الكثير منهن للمعيل وما تزال مصرة على الكفاح.

وفي تصريح لـ"أورينت نت" أشارت (عبير هارون) مهجرة من ريف دمشق، إلى أن زوجها قُتل في قصف لميليشيا أسد على الغوطة الشرقية عام 2015، فيما توفي والدها وهي صغيرة، مضيفة أنها هاجرت للشمال مع والدتها وطفليها عام 2018 واضطررت للعمل في مهنة الخياطة والتطريز في المنزل الذي لجأت إليه بريف حلب، وذلك لإعالة نفسها وأسرتها.

ولفتت "هارون" إلى أن حلمها كان متابعة دراستها منذ أن كانت في الغوطة الشرقية لكن ظروف الحرب ومقتل زوجها منعا ذلك، موضحة أنها اليوم تمكنت من الالتحاق بجامعة حلب في قسم اللغة العربية، الأمر الذي اضطرها للعمل والدراسة معاً لتحقيق غايتها وصنع مستقبل أفضل لأبنائها.

بدورها قالت (سهام حداد) مهجّرة من مدينة حمص وأم لأربعة أطفال: إن دور الأم والمرأة السورية سابقاً كان محدوداً، ويقتصر معظمه في تربية الأطفال والعناية بالمنزل وبعض الوظائف البسيطة، بخلاف دورها في الثورة الذي استطاعت من خلاله منافسة الرجل في جميع المجالات "التعليم والتمريض والأعمال الإدارية في المنظمات وفي الأعمال التطوعية".

 

التأقلم مع حياة المخيمات

أما (رحاب الأسعد) التي تُقيم في مخيم بريف إعزاز بعد أن هُجِّرت من ريف إدلب الجنوبي، فذكرت هي الأخرى أنه بعد مرور 12 عاماً من مآسي الحرب والتهجير، أصبحت فيه الأم هي الداعم الروحي والأساسي لعائلتها وتمكّنت من تحمل كافة الظروف القاسية والتأقلم مع الوضع المعيشي السيئ في المخيمات.

وفي السياق نفسه، تحدثت "أروى ياسين" التي تعمل في منظمة للدعم النفسي بريف حلب، أن للأم السورية دوراً كبيراً في الثبات على مبادئ الثورة لما قدّمته من تضحيات، فرغم فقدانها الكثير من أفراد عائلتها لا تزال تستمر بدورها دون ملل أو كلل رغم كل الظروف المحيطة بها.

إحصائيات خاصة بالمرأة السورية

وبحسب تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش"، فإن العنف الموجَّه ضد المرأة كان وما زال كبيراً في سوريا، مشيراً إلى أنه من أصل 13.5 مليوناً تأثروا خلال الحرب في سوريا، كان من ضمنهم 4.1 ملايين امرأة وطفلة لديهم القدرة على الإنجاب.

وأردف التقرير أن 48 بالمئة من نحو 5 ملايين لاجئ سوري الذين سجّلتهم هيئة الأمم المتحدة هم من النساء أيضاً، في حين وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي الصادر بآذار الحالي مقتل 16 ألفاً و298 سيدة على يد جميع الأطراف في سوريا، منهنّ 11 ألفاً و967 سيدة قتلن على يد ميليشيا أسد، أي ما يمثل نسبة 74 بالمئة من عدد الضحايا.

ولفت التقرير إلى أنّ ما لا يقل عن 10 آلاف و169 امرأة لا يزلنَ قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد جميع الأطراف منذ آذار 2011، بينهن 8 آلاف و473 امرأة لدى ميليشيا أسد، كما رصدت الشبكة الحقوقية مقتل ما لا يقل عن 113 امرأة بسبب التعذيب بينهن 94 على يد ميليشيا أسد.

 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات