فاقمت العاصفة المطرية التي ضربت مناطق شمال غرب سوريا من معاناة النازحين في المخيمات ومتضرري الزلزال المدمّر في مراكز الإيواء التي تم إنشاؤها مؤخراً.
وأفاد مراسلنا في الشمال السوري مضر الخالد بأن العاصفة المطرية ألحقت في حصيلة أولية أضراراً كبيرة بأكثر من 30 مخيماً ومركز إيواء، وأدّت إلى تلف أكثر من 550 خيمة.
وأشار إلى أن السيول غمرت عشرات الخيام بشكل كامل في العديد من المواقع بالشمال السوري، فيما تعمل فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) على فتح القنوات لتصريف المياه وتخفيف أثر السيول، ونقل الأسر المتضررة.
تضرُّر 40 مخيماً
وقال الدفاع المدني السوري إن سيولاً جارفة تشكلت نتيجة العاصفة المطرية، مخلّفة أضراراً في 40 مخيماً للمهجّرين ومراكز الإيواء المؤقتة للمنكوبين من الزلزال، وأدّت إلى تلف نحو 650 خيمة، مشيراً إلى أنه من المتوقع استمرار العاصفة لعدة أيام، ما يضاعف مأساة المدنيين ويزيد من فجوة الاحتياجات الإنسانية.
وبحسب ما وثّق الدفاع المدني، فقد تضرّرت 254 خيمة للناجين من الزلزال في 18 مخيماً للإيواء، فيما كانت النسبة الأعلى من الأضرار في مخيمات المهجّرين، وتضرّرت أكثر من 400 خيمة في 22 مخيماً.
وتركّزت الأضرار في مخيمات ريف إدلب الغربي، كما انقطعت عدة طرقات في ريف إدلب جراء السيول الجارفة ومنها طرق معرة مصرين - أرمناز، وإدلب - عرب سعيد، وسهل الروج - عدوان.
وغمرت مياه الأمطار عدة منازل في حفسرجة وبشمارون غرب إدلب، وتسببت السيول بانهيار عدة محال تجارية في قرية عدوان غرب إدلب، إضافة لقطع عدد من الطرقات، كما تضررت مخيمات في ريفي حلب الغربي والشمالي الشرقي.
دعوات لرفع الجاهزية
من جانبه، قال فريق "منسقو استجابة سوريا" إن عشرات المخيمات خرجت من الخدمة بشكل كامل نتيجة العاصفة المطرية في شمال غرب سوريا، وأشار إلى أنه من المتوقع استمرار العواصف المطرية على المنطقة لمدة 48 ساعة، ما يعني تشرد آلاف المدنيين من جديد مع أزمة جديدة تضاف إلى قائمة طويلة تعاني منها النازحين في المنطقة.
وحثّ "منسقو الاستجابة" السلطات المحلية في كافة مناطق إدلب وريف حلب على نقل العائلات المتضررة إلى أماكن آمنة وفتح المدارس ودُور العبادة بشكل مؤقت لإيواء المتضررين من العواصف المطرية، بالتزامن مع عشرات المناشدات التي تصل من مختلف المناطق المتضررة.
كما طالب كافة المنظمات والهيئات الإنسانية برفع الجاهزية بشكل كامل، والعمل على مساعدة المتضررين، وتوجيه كافة الفرق الإنسانية والكوادر المتخصصة إلى المناطق المتضررة لمساعدة النازحين.
عاصفة هوائية وثلجية
وكانت عاصفة هوائية ضربت شمال غرب سوريا في السادس من الشهر الجاري، ما أدى لوفاة رجل وإصابة اثنين آخرين في مدينة إدلب بانهيار 4 جدران كانت متصدّعة بالزلزال.
وألحقت العاصفة الهوائية أيضاً أضراراً في 10 مخيمات مجهزة حديثاً لإيواء منكوبين ناجين من الزلزال في ريف إدلب الغربي تضرّر فيها أكثر من 96 خيمة اقتلعتها الرياح بشكل كامل، و 13 خيمة تضررت بشكل جزئي، وتضررت 10 خيام بشكل كلي في 3 مخيمات للمهجرين في ريف إدلب الغربي، بحسب الدفاع المدني.
وفي أوائل شباط/ فبراير الماضي، ضربت عاصفة ثلجية شمال غرب سوريا، وخلّفت أضراراً في مخيمات المهجرين مع انقطاع عدد كبير من الطرقات في أكثر من 30 قرية وبلدة معظمها في نواحي بلبل وراجو وشران، وتضررت 8 خيام بشكل كلي بعد غمرها بالثلوج في ريف عفرين.
ولفت الدفاع المدني السوري إلى أن المعاناة الكبيرة التي يعيشها السوريون منذ 12 عاماً في مخيمات التهجير والنزوح، عمّقها ضعف الاستجابة الإنسانية وزادتها مأساة الزلزال، التي ضاعفت من أعداد المتضررين والقاطنين في مخيمات إيواء، وسط غياب الحل الجذري لمأساتهم، المتمثل بحقهم بالعودة الآمنة لمدنهم وبلداتهم التي هجّرهم منها نظام الأسد وروسيا.
التعليقات (0)