تسعى أسماء الأسد زوجة رأس النظام بشار الأسد للسيطرة على جميع المنظمات غير الحكومية من خلال إلحاقها بـ"الأمانة السورية للتنمية" التي تشرف عليها، وذلك بهدف الاستيلاء على الأموال التي تصل إلى تلك المنظمات، بما في ذلك الجمعيات الخيرية.
منصة "تشارك"
واستضافت دمشق مؤخراً ورشتين حواريتين حول "منصة تشارك الوطنية للمنظمات غير الحكومية" تحت رعاية وإشراف أسماء الأسد، الأولى كانت بالشراكة مع اتحاد الجمعيات الخيرية بدمشق، والثانية بالشراكة مع مؤسسة مبادرة أهل الشام بريف دمشق.
وبحسب ما ذكر موقع "العربي الجديد"، فإن القائمين على المنصة قالوا إنها تهدف إلى تمكين المنظمات غير الحكومية لتكون شريكاً حقيقياً وفاعلاً مع مؤسسات القطاع الحكومي في مجالات إعادة الإعمار والتنمية.
كما نُقل عن أحد المشاركين بالورشتين، تساؤله حول إمكانية الحفاظ على استقلالية عمل الجمعيات الخيرية، وهل سيكون مستقبلها مشابهاً لمستقبل جمعيات القروض الصغيرة ومتناهية الصغر "مشروعي" التي أُلحقت بالأمانة السورية للتنمية ووزارة الإدارة المحلية بحكومة أسد عام 2011، قبل أن يتم توقف منح القروض في عام 2019 والاستيلاء على أموال جميع صناديق تلك الجمعيات في مختلف المدن والأرياف.
خطة غير معلنة
وتشير التسريبات وفق الموقع، إلى أن خطة أسماء الأسد غير المعلنة هي السيطرة على كل الجمعيات، وبالتالي على تحويلات المغتربين عبر قاعدة البيانات المزمع إنشاؤها من خلال منصة "تشارك".
وقال أحد الداعمين لعمل الجمعيات الخيرية في دمشق "موفق. ر"، إن "القطاع العام ومؤسسات الدولة لم تكن بمقدار المسؤولية خلال السنوات الماضية ولم تحظَ بثقة المواطن، وهذا سينعكس سلباً على أداء الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية في حال تم إلحاقها أو إشراكها مع أي جهة، وبالتالي ستخسر هذه المنظمات والجمعيات الجزء الأكبر من الواردات والداعمين".
من جانبه، قال "أبو ياسين"، وهو تاجر من سكان مدينة دمشق أيضاً، إن "معظم المنظمات غير الحكومية تستمدّ دعمها من مؤسسات وجهات وأفراد خارجية، وهذه بمعظمها ترفض العمل تحت إشراف منظمة حكومية أو شبه رسمية".
مخزن بيانات
واعتبر أن منصة "تشارك" ليست سوى مخزن بيانات وملفات رقمية ومقدمة لتوجيه عمل الجمعيات والمنظمات بما يتناسب مع توجّهات الأمانة السورية للتنمية التي استولت منذ بداية الحرب على معظم المساعدات الأممية التي دخلت سوريا.
وذكر أبو ياسين أن "الأمانة السورية سخّرت مليارات الليرات للمتضررين من حرائق مناطق اللاذقية ولمشاريع مثل إعادة إحياء الوردة الشامية في اللاذقية، وكذلك لمسابقة تحدي القراءة للأطفال التي أُقيمت في أبو ظبي، ولم تُنشئ مشروعاً استثمارياً أو تبنِ ملجأ".
وبعد وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في شمال وغرب سوريا الشهر الماضي، ساهمت فرق الأمانة السورية للتنمية و"مؤسسة العرين الإنسانية" التي تشرف عليهما أسماء الأسد، على عمليات توزيع المساعدات لمتضرري الزلزال التي وصلت إلى مناطق سيطرة ميليشيا أسد بالمليارات، وسط انتشار لعمليات سرقة ونهب المساعدات على نطاق واسع.
التعليقات (0)