صحيفة تكشف محاولات عشرات العائلات السورية عبور الحدود إلى لبنان عقب الزلزال

صورة تعبيرية
تصاعدت في الأسابيع الماضية موجات اللجوء لعوائل سورية نحو لبنان عبر طرق التهريب بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق واسعة في شمال سوريا وجنوب تركيا.
وباتت الأراضي اللبنانية وجهة لكثير من العائلات التي تحاول يومياً العبور ويتم إعادة قسم كبير منهم بعد أن تقوم السلطات اللبنانية بإحباط بعض عمليات التهريب، بينما ينجح البعض باجتياز الحدود إلى الداخل اللبناني، مستفيدين من مناطق حدودية متداخلة، وتوزُّع لبنانيين بين الأراضي اللبنانية والسورية يعبرون يومياً في الاتجاهين، ولهم أقارب يقطنون في ريف حمص الغربي الحدودي مع لبنان.
وفي تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" كشفت عن تزايد نفوذ مهربي البشر منذ الشهر الماضي في المنطقة الحدودية المتداخلة، والمتشابكة بعلاقات القربى والمصاهرة بين العشائر في القرى اللبنانية والسورية، مؤكدة أن الحدود المشتركة أكبر من قدرة الجيش اللبناني على ضبط عمليات التهريب.
وأضافت الصحيفة أن ما بين 30 و40 عائلة سورية، تحاول دخول الأراضي اللبنانية خلسة يومياً، عبر طرق التهريب، وتتركز في معابر منطقة البقاع الشمالي، بينما تحاول عائلات أخرى الدخول من شمال لبنان.
وتتحدر تلك العائلات من مناطق الشمال السوري في محافظات إدلب والرقة وحلب، إضافة إلى تزايد موجات اللجوء من المحافظات الجنوبية في سوريا وخاصة درعا والسويداء بسبب الممارسات الإجرامية التي تقوم بها ميليشيا أسد بحق الأهالي.
وتدخل هذه العائلات عن طريق عصابات تهريب امتهنت تجارة البشر، تعمل على نقلهم يومياً من سوريا إلى لبنان مقابل مبالغ مادية تتراوح ما بين 200 و400 دولار عن كل شخص، وتلجأ هذه العصابات إلى تزويد «ضحاياها» بوثائق مزورة تدّعي أنها صادرة عن الأمم المتحدة أو الأمن العام اللبناني، وذلك لاستخدامها للمرور على حواجز الجيش اللبناني الثابتة على طريق حمص - بعلبك في البقاع الشمالي.
وتحاول العوائل السورية التي تنجح بدخول لبنان، الالتحاق بمخيمات النزوح السوري في البقاع والمخيمات الفلسطينية، فيما يلجأ بعض من هذه العائلات إلى بيروت باعتبارها مكاناً مناسباً للعمل. ويحاول بعضهم اتخاذ المنطقة الساحلية في شمال لبنان محطةً، تمهيداً للهروب باتجاه أوروبا عن طريق القوارب التي تنطلق من الشمال.
أما مصير السوريين الموقوفين، فيتم تسليمهم وبشكل يومي للأمن العام اللبناني للتحقيق على المركز الحدودي في مطربا، الذي استحدثه الأمن العام اللبناني العام الماضي، وفي مركز جوسية الحدودي في بلدة القاع الحدودية.
ويتعرض العديد من السوريين المُقيمين في لبنان للمضايقات والانتهاكات بما يشمل الخطف والشتم والضرب من قِبل بعض العنصريين اللبنانيين وخصوصاً في المناطق التي تُسيطر عليها ميليشيا حزب الله اللبناني ومؤيّدو التيار الوطني الحر.
يشار إلى أن نحو مليون سوري لجؤوا إلى لبنان خلال السنوات الماضية جراء العمليات العسكرية لميليشيات أسد ضد المدن والبلدات الثائرة، بحسب أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
اضافة تعليق
يرجى الالتزام باخلاق واداب الحوار