تزداد حدة الخلافات بين رئيس مرتزقة "فاغنر" يفغيني بريغوجين المعروف باسم "طباخ بوتين" وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الروسية، والتي بدأت قبل عدة أشهر بعد انتقادات بريغوجين المتكررة لقادة القوات الروسية التي تشن غزواً على أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022.
وبحسب ما أفادت تقارير إعلامية، وبعد أزمة الذخيرة وقطع اتصالاته بالكرملين مؤخراً ، فجّر بريغوجين مفاجأة من العيار الثقيل، إذ زعم أن هناك خططاً روسية لتصفيته.
مؤامرة يقودها بوتين
وقال معهد دراسات الحرب الأمريكي في تقرير إن بريغوجين ادّعى أن هناك مؤامرة قادها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف لتقويض وتحييد "فاغنر".
🧵#Wagner Group financier Yevgeny #Prigozhin claimed that he received a press question exposing a plot spearheaded by #Russian President Vladimir #Putin & Russian Security Council Secretary Nikolai #Patrushev to undermine and “neutralize” the #WagnerGroup. https://t.co/LWSiqjySGB https://t.co/ndGTBjSMbR pic.twitter.com/Qa3FdrQAqO
— ISW (@TheStudyofWar) March 17, 2023
وأشار التقرير إلى الخدمة الصحفية لبريغوجين على تلغرام نشرت رداً على طلب صحيفة "Nezavisimaya" الروسية، للتعليق عما إذا كان بريغوجين على علم بالمناقشات المزعومة بين بوتين وباتروشيف فيما يتعلق بمستقبل "فاغنر".
وقال بريغوجين في رده إن باتروشيف اقترح على بوتين تدمير "فاغنر" في أوكرانيا خلال "شهر ونصف إلى شهرين".
كما أشار إلى أنه باتروشيف حذر بوتين من محاولة بريغوجين "توحيد مقاتلي فاغنر وتسليحهم، و إرسالهم إلى أراضي روسيا من أجل للاستيلاء على السلطة في المناطق المتاخمة لأوكرانيا مع تقدم محتمل في الداخل.
وذكر أن باتروشيف أصدر أوامر لمراقبة مرتزقة مجموعة "فاغنر" وتحركاتها، بعد الحصول على موافقة بوتين.
تغطية لإخفاقات "فاغنر"
وبحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي، لم يتم تأكيد التصريحات المنسوبة لبريغوجين أو نفيها، حيث لم يجد المعهد أي معلومات تشير إلى حدوث هذه المناقشات، كما إن الصحيفة الروسية لم تنشر التعليق الصحفي على موقعها، باستثناء الإشارة إلى التعليق بواسطة خدمة بريغوجين الصحفية.
ولفت المعهد إلى أن عدم وجود تأكيد خارجي لتصريحات بريغوجين، يشير إلى أنه اختلق هذه المؤامرة المزعومة لتعزيز سمعته الخاصة وسمعه مرتزقته.
وقال المعهد إن بريغوجين يحاول إلقاء اللوم على باتروشيف في إخفاقات فاغنر والحملات القمعية المحتملة ضد المجموعة، فضلاً عن تقديم سيناريو مبتكر، حيث يشكل فاجنر تهديداً مباشراً لروسيا محلياً.
تصاعد الخلافات
وكان بريغوجين قد كشف بوقت سابق أن جميع قنوات الاتصال مع الكرملين انقطعت بعد مناشدته العلنية الأخيرة إلى وزارة الدفاع الروسية لتزويد مرتزقته في أوكرانيا بالذخيرة، حيث الحاجة الماسة لها خاصة في ظل اشتداد المعارك في مدينة باخموت شرق أوكرانيا.
وقال بريغوجين حينها عبر الخدمة الصحفية الخاصة به في "تلغرام: "لمنعي من طلب الذخيرة، قاموا بإغلاق جميع خطوط الهاتف الحكومية الخاصة في جميع المكاتب ووحدات فاغنر... ومنعوا جميع تصاريح الدخول الخاصة بي إلى الوكالات المسؤولة عن اتخاذ القرارات"، بحسب موقع "موسكو تايمز".
كما اتهم بريغوجين في وقت سابق هيئة الأركان الروسية بالخيانة من خلال حرمان مرتزقته عمداً في شرق أوكرانيا من إمدادات الذخيرة.
وحينها في تسجيل صوتي نشره مكتبه الإعلامي على تلغرام إن "رئيس الأركان ووزير الدفاع يصدران الأوامر العشوائية ويطلبان ليس فقط عدم تسليم الذخيرة لمجموعة فاغنر ولكن أيضاً عدم مساعدتها في مجال النقل الجوي".
وأضاف: "هناك مواجهة مباشرة هي محاولة لتدمير فاغنر، وترقى إلى خيانة للوطن في حين تقاتل فاغنر من أجل باخموت وتتكبد خسائر بشرية بالمئات كل يوم".
ويتصاعد الخلاف والتنافس بين رئيس "فاغنر" المقرب من بوتين وبين رئيس الأركان فاليري غيراسيموف ووزير الدفاع سيرغي شويغو، وهما شخصيتان رئيسيتان في نظام فلاديمير بوتين.
التعليقات (1)