ما علاقة إعادة الإعمار؟.. الأمم المتحدة تستجيب لطلب بشار الأسد بخصوص الدردري

ما علاقة إعادة الإعمار؟.. الأمم المتحدة تستجيب لطلب بشار الأسد بخصوص الدردري

في منتصف شباط/ فبراير الماضي، فاجأ رأس رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، بطلب غريب بعيد كل البعد عن محور زيارة الأخير إلى دمشق.

تجاوب أممي مع طلب بشار الأسد

وتنقل ربا حجازي التي عملت مع "الأمانة السورية للتنمية" التي تديرها أسماء الأسد، من خلال تواصلها مع أحد المصادر الخاصة بالقصر، أن بشار الأسد طلب من غريفيث تعيين عبد الله الدردري لإدارة المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لما له من دور في دعم سوريا في مرحلة تحتاج لشخص مطلع بشكل جيد على السياق السوري وتركيبته الاقتصادية.

ووفقا للمصدر فإن المسؤول الأممي أكد بأنه سوف يبذل جهوده لأي خطوة من شأنها أن "تسهل عملية إعادة إعمار البلاد التي ضربها زلزال كارثي"، دون التطرّق لما خلّفه طيران الأسد وبراميله وطائرات حليفه الروسي من دمار.

ويلفت المصدر إلى أن بشار شدّد من خلال حديثه للمسؤول الأممي إلى ضرورة اختيار مسؤول سوري للمنصب الأممي الذي من شأنه أن يسهّل تركيز الجهود الدولية على إعادة إعمار البنى التحتية في سوريا، بما يمثل ضرورة ملحة لاستقرار الشعب السوري وعودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم ومناطقهم بعد تداعيات الزلزال والاحتياجات الإنسانية الطارئة وضرورة إيصال المساعدات العاجلة إلى كافة المناطق في سوريا ".

ومؤخراً أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تعيين عبد الله الدردري في منصب الأمين العام المساعد، ومساعد المدير ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

ويشغل الدردري حالياً منصب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أفغانستان، وهو المنصب الذي شغله منذ عام 2019، عندما انضم من البنك الدولي، حيث كان مستشاراً أولاً.

صديق باسل الأسد

ووفقاً للخبير الاقتصادي عبد الرزاق نحاس، فإن الدردري كان من زملاء باسل الأسد في مدرسة اللاييك في دمشق، حيث ربطته به معرفة وصداقة، كما شهدت المرحلة التي سميت بـ"الدردرية" أي خلال فترة حكومة محمد ناجي عطري، أن "كل سياسات الدردري الاقتصادية، كانت تصب في النهاية في خدمة رامي مخلوف، وتكتله الذي أنشأه من أكثر من 70 رجل أعمال من شتى المحافظات، تحت مسمى شركة الشام القابضة، وكان مخلوف لا يزال واجهة الأسد المالية قبل أن يتم استبداله مؤخراً بواجهات مالية جديدة".

وأضاف الخبير نحاس في حديثه لـ"أورينت نت" أنه "بسبب سياسات الدردري الاقتصادية بدأت أحوال الطبقة الوسطى للناس تتدهور مع مطلع العام 2006، فقد ارتفع سعر المازوت من 7 ليرات إلى 25 ليرة في العام 2010، كما ارتفعت أسعار كل شيء، في الوقت الذي كان فيه دخل المواطن السوري يتآكل بين فواتير الماء والكهرباء والموبايل والهاتف والضرائب غير المباشرة".

تعيين الدردري وأموال إعادة الإعمار

وشدد نحاس أن أخطر ما في قرار تعيين الدردري في المنصب الجديد هو "شرّعنة" عمليات سرقة النظام لأموال إعادة الإعمار في حال تم إقرارها من الدول الداعمة، لأن النظام سوف يوافق على إشراك الأمم المتحدة في إجراء عملية رقابة وحوكمة -وهو ما تشترطه الدول الداعمة- وبالتالي يكون النظام قد ضمن بأن عمليات التلاعب سوف تمر دون أن تضع الأمم المتحدة متمثلة بالدردري وفريقه أي إشارات استفهام على عمليات إعادة الإعمار، وهو ما يضمن لهم استمرار تدفق الأموال إلى الداخل.

ومنذ انطلاق الثورة السورية عام 2011 لم يكن هناك أي موقف علني للدردري تجاه ما يحصل في سوريا، إلا أن كونه ابن ضابط كبير كان مقرباً من حافظ الأسد، وصداقته مع باسل الأسد، إضافة إلى سكوته عن جرائم ميليشيا أسد بحق الشعب السوري، يجعله مقرباً من بشار الأسد ونظامه.

من هو عبد الله الدردري؟

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن عبد الله الدردري، ينتمي إلى أسرة دمشقية متدينة، أو ما يعرف بالإسلام الوسطي الصوفي، الذي لم يكن يخشى منه النظام أو يحاربه، بل على العكس، كان يشجعه ويستخدمه في مرات كثيرة، لتوجيه المجتمع والسيطرة عليه، وكان والده اللواء عبد الرزاق الدردري، أحد ضباط حرب تشرين، وأحد مستشاري حافظ الأسد، الذي ندبه فيما بعد للعمل في جامعة الدول العربية، بين تونس ومصر، الأمر الذي أتاح للطفل عبد الله، أن يعيش ظروف أبناء المسؤولين الكبار، ويحتك في فترة مبكرة من عمره، بقادة الدول العربية والأجنبية، ومن ثم يتلقى ظروف تعليم متعددة، ساهمت جميعها في تكوين شخصيته، عندما أصبح شاباً، وبعدها مسؤولاً.

وبالنسبة لدراسة الدردري الأكاديمية، فهو حاصل على بكالوريوس الآداب في الاقتصاد من كلية ريتشموند في لندن، وماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، ودكتوراه متعددة التخصصات في إعادة الإعمار بعد الصراع من جامعة إيواف دي فينيسيا، إيطاليا. كما درس العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد. ويجيد اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، ويفهم اللغة الروسية والتركية.

وبدأ حياته العملية كباحث اقتصادي في مكتب جامعة الدول العربية في لندن بين عامي 1986 و1988. وعمل محرراً للشؤون الدولية في صحيفة الحياة بلندن عامي 1988 و1989، ثم مديراً لمكتب صحيفة الحياة بدمشق بين 1989 و1993، ومديراً وطنياً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا بين عامي 1993 و1996، ثم مستشاراً لدى مركز الأعمال السوري الأوروبي عامي 1996 و1997، فرئيساً لقسم ترويج التجارة العربية في صندوق النقد العربي من عام 1997 حتى 2001، ومعاوناً للممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا من عام 2001 إلى عام 2003، حين تم تعيينه رئيساً لهيئة تخطيط الدولة في سوريا عام 2003 والذي استمر فيه حتى العام 2005 حيث صدر مرسوم رئاسي بتعيينه نائباً لرئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، كأول مسؤول حكومي كبير يتولى هذا المنصب من خارج حزب البعث الحاكم، أو ما يسمى بالجبهة الوطنية التقدمية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات