مع حلول الذكرى الثانية عشر لاندلاع شرارة الثورة السورية، أشادت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مقال عبر موقعها الأمريكي بخمس شابات سوريات تمكنّ من تحقيق نجاحات مبهرة رغم صعوبات اللجوء.
وفيما يلي نص المقال
يُصادف 15 آذار 2023 اثني عشر عاماً من النزاع في سوريا، على مدى الاثني عشر عاماً الماضية، أُجبر ملايين الأشخاص على الفرار تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم والعديد من أحبائهم واضطروا إلى البدء من جديد تماماً.
هناك العديد من التحديات التي تأتي مع بدء حياة جديدة في بلد جديد - بما في ذلك الحواجز اللغوية والاختلافات الثقافية وصعوبات العثور على عمل - لكن هذا لم يمنع السوريين الصامدين من بناء مستقبل مشرق ومفعم بالأمل لأنفسهم ولعائلاتهم.
قابلت المفوضية 5 سوريات فقدوا الكثير عندما فروا، لكنهم اليوم يتركون بصمتهم في منازلهم ووظائفهم الجديدة.
سارية.. من لاجئة إلى مهندسة برمجيات
فرت سارية حزينة القلب من سوريا إلى الأردن في عام 2012. تركت وراءها كل ما تعرفه، بما في ذلك نشأتها ومنزلها ومتعلقاتها ومسيرتها المهنية. تشرح قائلة: "كانت الحياة صعبة، لم أتمكن من العمل بشكل قانوني وليس لدي حقوق".
ومع ذلك، بفضل الدعم المقدم من Talent Beyond Boundaries ، تمكنت سارية من تأمين وظيفة كمهندس برمجيات في أستراليا وستنتقل هي وعائلتها قريباً إلى أستراليا بتأشيرة العمل التي حصلت عليها.
"هذا مثل أمل مشرق في الظلام. تقول سارية: "يمكننا أن نبدأ الحلم مرة أخرى".
مايا.. من لاجئة إلى طيار
تقول مايا غزال إن "التعليم هو أداة أعتقد أنه يمكننا استخدامها لتغيير العالم! بدون تعليمي، لم أكن لأتمكن مطلقاً من أن أصبح طياراً أو مهندساً".
عاشت مايا غزال في سوريا لمدة 15 عاماً، وعلى الرغم من خطورة الذهاب إلى المدرسة، إلا أنها بالكاد تفوت يوماً واحداً.
في عام 2015، عندما كانت تبلغ من العمر 16 عاماً، فرّت مايا من دمشق وبدأت حياة جديدة في المملكة المتحدة في إطار برنامج لم شمل الأسرة.
هناك تم الحكم عليها على أساس جنسيتها، وليس على إمكانياتها، ورغم ذلك كافحت لمواصلة تعليمها إذ لم تكن قادرة على التحدث باللغة، لذلك علّمت نفسها اللغة الإنجليزية وتغلبت على العديد من الحواجز لتأمين مكان في المدرسة واستئناف دراستها المتقطعة.
في سن الـ 21 ، حققت مايا حلمها في أن تصبح أول لاجئة سورية طياراً، وهي اليوم طيارة ومهندسة وسفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية تشارك قصتها لتُظهر للآخرين أن كل شيء ممكن.
عزب.. من لاجئة إلى صيدلانية
نشأت في سوريا، ولطالما حلمت عزب بأن تصبح طبيبة أطفال. ولكن عندما أُجبرت على الفرار، لم تكن متأكدة مما إذا كانت أحلامها ستتحقق أم لا.
في عام 2016، أعيد توطين عزب في ألمانيا، حيث بدأت التدريب كمساعدة فنية صيدلانية، تقول إنه كان من المهم دائماً لها مساعدة الناس.
الآن، بفضل الكثير من العمل الجاد والتفاني وبعد عدة دورات تدريبية في هذا المجال، تعمل عزب في صيدلية في مدينة جينا الألمانية.
تفكر عزب في العودة إلى المدرسة لمواصلة تعليمها ومسيرتها المهنية في الطب، وبالنسبة إليها فإن الاحتمالات لا حصر لها الآن.
إسراء.. من لاجئة إلى مطورة ويب
ترى إسراء أن "هناك صورة نمطية مفادها أن علوم الكمبيوتر مخصصة للرجال"، وتضيف: "هذا أربكني في البداية، ولكن سرعان ما أدركت أن هناك فناً لابتكار شيء من الصفر."
بعد الفرار من الصراع في سوريا، لم تكن إسراء متأكدة مما إذا كانت ستتمكن من مواصلة تعليمها في الأردن. لكنها كانت مصممة على الحصول على شهادتها في علوم الكمبيوتر، لذلك عملت بجد لتحقيق هذا الحلم.
تعمل إسراء اليوم كمطور ويب ناجح ومستقل، حيث تقوم بإنشاء مواقع الويب من الصفر للشركات الصغيرة في الأردن وحول العالم.
يسرى.. من لاجئة إلى رياضية أولمبية ونجمة على نتفليكس
في آب 2015 ، عندما كانت تبلغ من العمر 17 عامًا فقط، هربت يسرى مارديني وشقيقتها سارة من الحرب في سوريا، سافروا إلى لبنان، ثم إلى تركيا، ثم دفعوا أموالاً للمهربين لنقلهم عبر البحر إلى اليونان.
قاربهم الصغير المتجه إلى اليونان الذي يتسع لستة أشخاص كان محملاً بأكثر من 18 شخصاً. تعطّل محركه بعد نصف ساعة وقفزت الأخوات مارديني في الماء ودفعن القارب لمدة ثلاث ساعات حتى وصلوا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.
لكن اليونان لم تكن المحطة الأخيرة في رحلتهم إلى بر الأمان. قضت الشقيقتان شتاءهما الأول كلاجئات يعشن في خيمة مع ستة سوريين آخرين في مخيم للاجئين بالقرب من برلين. اكتشفوا أملاً جديداً عندما تم الاتصال بنادي سباحة محلي وحصلت يسرى على منحة تدريبية من اللجنة الأولمبية الدولية.
تم اختيار يسرى للمنافسة في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2016 في ريو كجزء من أول فريق أولمبي للاجئين على الإطلاق، ثم تنافست لاحقاً مع الفريق للمرة الثانية في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2020 في طوكيو.
يسرى اليوم طالبة في جامعة جنوب كاليفورنيا وتعمل كسفيرة للنوايا الحسنة للمفوضية.
سردت يسرى قصتها المذهلة في مذكراتها التي تحمل عنوان "الفراشة: من لاجئة إلى منافسة أولمبية - قصتي للإنقاذ والأمل والانتصار" كما تحولت قصتها إلى فيلم يحمل عنوان السباحتان يعرض منذ تشرين الثاني 2022 على منصة Netflix.
التعليقات (2)