هاجمت الفنانة السورية يارا صبري، أسماء الأخرس زوجة بشار الأسد، بعدما استغلت قضية الطفلة شام الشيخ محمد التي تتلقى العلاج في دولة الإمارات بعد إنقاذها من تحت الأنقاض في الشمال السوري جراء الزلزال الذي ضرب المنطقة الشهر الماضي، واصفة إياها بـ"الوقحة".
وقالت صبري في تغريدتين على حسابها في تويتر: "اقترح الالتفات بقلبك الكبير إلى الأطفال المعتقلين في سجونكم المظلمة"، وذلك في إشارة منها إلى الطبيبة السورية رانيا العباسي وعائلتها، المعتقلين في سجون ميليشيا أسد منذ سنوات.
ياسيدة
— yara sabri (@yarasabri1) March 13, 2023
ارسمي قلباً ولوحي بيديك لأطفال
منسيين في سجونكم العفنة
انتصار ياسين وإخوتها مثالاً#الطفلة_شام #رانية_العباسي_وعائلتها pic.twitter.com/KDPC9oZwo6
"أسماء الأسد وقحة"
ووجّهت صبري تحية لفرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، وقالت: "تحية إلى فخرنا: أبطال الخوذ البيضاء".
واستشهدت صبري ببيت شعري لوصف أسماء الأخرس بالوقاحة وكتبت: "إلا الوقاحة أعيت من يداويها".
وفضحت يارا صبري استغلال نظام أسد لكارثة الزلزال لتلميع صورته على حساب آلام السوريين ومآسيهم بعد أن تلطّخت يديه بدماء الأطفال والنساء والرجال منهم، وذلك بعد ارتكابه أفظع الجرائم بحق الشعب السوري خلال السنوات الماضية.
ياسيدة
— yara sabri (@yarasabri1) March 13, 2023
اقترح الإلتفات بقلبك الكبير الى الأطفال المعتقلين في سجونكم المظلمة
وتحية إلى فخرنا : أبطال الخوذ البيضاء
(إلا الوقاحة أعيت من يداويها)#الطفلة_شام#الخوذ_البيضاء #رانيا_العباسي_وعائلتها
وعرّت محاولة أسماء استعطاف الناس بعدما ظهرت في تسجيل مصور لمكالمة فيديو مع الطفلة "شام"، وخاطبتها قائلة: "ياسيدة ارسمي قلباً ولوحي بيديك لأطفال منسيين في سجونكم العفنة، انتصار ياسين وإخوتها مثالاً".
وشكّلت كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في شمال وغرب سوريا الشهر الماضي فرصة سانحة لنظام أسد لاستغلال الكارثة سياسياً واقتصادياً من أجل تعويم نفسه عربياً ودولياً، فعلى الرغم من مسؤوليته عن مقتل واعتقال أكثر من مليون سوري، وتشريد وتهجير أكثر من 12 مليوناً آخرين وتدمير مدنهم وبلداتهم، يحاول النظام تصدير نفسه "إنسانياً" مستغلاً أوجاع حتى الأطفال، وذلك من خلال تسليم هذه المهمة لأسماء الأسد زوجة رأس النظام.
استغلال النظام للأطفال
وقبل أيام ظهرت أسماء الأسد بصورة السيدة "المحبّة والمتعاطفة" خلال حديثها مع الطفلة شام، وقالت: "بدك ترجعي لعندي" رداً على قول الطفلة بأنها ستخبر أقاربها أنها "تكلمت مع السيدة أسماء"، وقبل أن تنهي أسماء الأسد المكالمة قامت بإرسال قبلة ورسمت قلباً بأصابع يديها للطفلة شام.
وأشعلت مكالمة الطفلة "شام" وأسماء الأسد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أثار استغلال نظام أسد للطفلة سخط واستياء عدد كبير من السوريين، وتساءل الكثير منهم عن الفائدة من نقل "شام" للعلاج في الخارج وفتح الباب لاستغلال قصتها، رغم أن التدخل الطبي في الخارج انتهى ببتر أطرافها السفلية، وهو ما أكده الأطباء في الداخل السوري.
بينما حمّل آخرون المسؤولية للإعلاميين في الشمال السوري الذي صدّروا قصة "شام" دون غيرها من عشرات الحالات المشابهة، ليرد هؤلاء في تسجيلات مصورة مؤكدين أن هدفهم كان تأمين العلاج الأمثل للطفلة.
وبحسب تسجيل صوتي متداول، نفى والد "شام" علمه باتصال أسماء الأسد مع ابنته، حيث قال إنه لم يكن بالمشفى حينها، وسمع بالمكالمة من مواقع التواصل، مشيراً إلى أنه لا يسمح له بزيارة ابنته إلا لبضعة دقائق في اليوم.
أسماء الأسد مجرمة حرب
ويأتي استغلال الطفلة "شام" من قبل نظام أسد بعد محاولات كُشف عنها بوقت سابق لنقلها من الشمال السوري إلى دولة عربية بوساطة روسية، قبل أن يتم نقلها إلى تركيا ومنها إلى الإمارات.
ودشن نشطاء سوريون حملة على مواقع التواصل تحت وسم "أسماء الأسد مجرمة حرب"، تداولوا خلالها صوراً لأسماء بقرب صورٍ لضحايا زوجها من الأطفال الذين قتلهم بصواريخ الطيران والبراميل المتفجرة.
#اسماء_الأسد_مجرمة_حرب
— أحمد رحال Ahmed Rahhal (@pressrahhal) March 11, 2023
ما أقذرك من امرأة !!! pic.twitter.com/VThku29sFz
استغلال آلام السوريين ونجاحاتهم
ولا يقتصر استغلال نظام أسد للسوريين من أجل تلميع صورته المضرجة بالدماء، على آلامهم بل وعلى نجاحاتهم أيضاً، ففي تشرين الثاني الماضي، سارعت حكومة ميليشيا أسد إلى استغلال الإنجاز الذي حققته الطفلة السورية "شام البكور" بعد فوزها في مسابقة "تحدي القراءة العربي"، لتلميع صورة النظام أمام المجتمع الدولي والتظاهر بحماية ورعاية الطفولة.
واستغلت حكومة أسد ووسائل إعلامه حينها إنجاز الطفلة "شام" التي فازت بالمركز الأول، رغم أن والدها محمد صبحي البكور قُتل بقصف لميليشيا أسد بريف حلب في عام 2015.
نظام أسد قتل 22981 طفلاً منذ 2011
والإثنين، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قتل ميليشيات أسد وداعميها ما لا يقل عن 22981 طفلاً منذ 2011، قضى معظمهم بسبب عمليات القصف الجوي العشوائي الذي مارسه النظام طيلة أحد عشر عاماً على الأحياء السكنية، والأسواق، والمدارس، والحدائق، والمخيمات.
وأشارت الشبكة في تقرير لها أن ما لا يقل عن 3691 يتوزعون إلى 3216 طفلاً ذكراً، و468 طفلة أنثى لا يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد قوات النظام، فيما قتل ما لايقل عن 190 طفلاً بسبب التعذيب.
التعليقات (5)