كشفت صحيفة يني شفق التركية عن تحالفات جديدة بدأت تدور في أروقة السياسة التركية بعد تسمية المعارضة لمرشحها من أجل خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك في سباق محموم لكسب أصوات الناخبين.
وقالت الصحيفة إن حزب الرفاه الجديد الذي يتزعمه فاتح أربكان نجل الزعيم التركي الراحل نجم الدين أربكان تقدّم بـ 30 مطلباً إلى تحالف الشعب الذي يضم حزبي العدالة والتنمية (AKP) والحركة القومية من أجل التحالف معهم في الانتخابات المقرر إجراؤها في 14 أيار المقبل.
وذكرت الصحيفة أن المطالب تتعلق بقضايا سياسية واقتصادية من بينها المطالبة بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، إن حزب الرفاه وافق على الانضمام إلى تحالف الشعب، حيث تم التوصل إلى حل وسط مع حزب العدالة والتنمية، وقبول شروطهم.
وأشارت إلى أن حزب الرفاه أبلغ الحكومة بضرورة العمل على "ضمان العودة الآمنة للسوريين إلى بلادهم"، إضافة إلى منع العنصرية وضمان تماسك الدولة القومية في المنطقتين الشرقية والجنوبية الشرقية على أساس الأخوة الإسلامية".
تحالف الطاولة السداسية
والأسبوع الماضي، اتفق تحالف الطاولة السداسية المعارض في تركيا، على ترشيح رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو مرشحاً موحّداً للمعارضة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ضد الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان.
وتضمّن نص الاتفاق خارطة طريق سياسية مكوّنة من 12 بنداً تم التوافق عليها من قبل الطاولة السداسية المؤلفة من 6 أحزاب معارضة في العاصمة أنقرة، حيث تم التوافق على الانتقال إلى النظام البرلماني المعزز، وتغيير شكل النظام الرئاسي الحالي، فضلاً عن التشاور والتوافق، في إطار الدستور والقانون وفصل السلطات والتوازن وتحديد صلاحيات الرئيس.
ويضمّ تحالف الطاولة السداسية المعارضة حزب الشعب الجمهوري (CHP)، وحزب إيي (IYI PARTI)، وحزب السعادة (SP) ، وحزب المستقبل (GP)، والحزب الديمقراطي (DP)، وحزب الديمقراطية والتقدم (DEVA).
وفشل كليجدار أوغلو في قيادة حزبه إلى تحقيق أي فوز في كل الانتخابات التركية طيلة 13 عاماً تزعّمه فيها.
استقطاب حاد
وكانت شعبية أردوغان قد تراجعت قبل كارثة الزلزال المدمّر بسبب مجموعة من العوامل في مقدمتها ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور سعر صرف الليرة وقضية اللاجئين، فيما جاء الزلزال ليزيد من حدّة الاحتقان الشعبي تجاه تعامل حكومته واستجابتها للزلزال.
وسبق أن قال أردوغان الشهر الماضي إنه يسعى لتبكير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى مايو/أيار تجنّباً للعطلات في يونيو/حزيران، فيما تُظهر بعض استطلاعات الرأي أن الانتخابات ستشكّل أكبر تحدٍّ يواجه أردوغان منذ بدء مسيرته السياسية.
وفي عام 2017 قرر الناخبون الأتراك من خلال استفتاء، التحول من نظام برلماني إلى نظام رئاسي تنفيذي للحكم.
واعتباراً من عام 2018 تخلّت تركيا عن رئاسة الوزراء وتحولت بالكامل إلى نظام الحكم الرئاسي، الذي فاز به أردوغان.
وتشهد تركيا استقطاباً سياسياً حاداً زاد من شدته الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وأودى بحياة أكثر من 45 ألفاً، وسط اتهامات من قبل بعض أطراف المعارضة للحكومة بالتقصير في أداء مهامها والاستجابة السريعة لإغاثة المنكوبين.
التعليقات (2)